عام ٢٠١٠… كنت استقبل في حلب كل اسبوع وفداً تركياً يمثل غرفة تجارية لاحدى المدن التركية.. كان اصغر وفد يتألف من ٥٠ رجل اعمال.. و كان همنا الاكبر اقناعهم بالاستثمار في سورية كأفضل مكان لهم لغزو الاسواق العربية وفق اتفاقية التجارة البينية العربية.. لقد كنا صادقين معهم و عاملناهم كأخوة..
و خلال عام كامل لم نتمكن من اقناع شركة تركية واحدة بالاستثمار رغم كل المغريات و رغم اننا ارخص انتاجياً من تركيا و آفاقنا واسعة و الاسواق التي نصلها كبيرة.. و لم يستثمر الاتراك في حلب او ادلب و لم يساهموا في اي تنمية اجتماعية في الارياف كما كنا نرجو و نتمنى.. و كانوا ينظرون الينا كأسواق لمنتجاتهم فقط و كان بعضهم يتجسس كما ثبت لاحقاً عند سرقة المعامل و نقلها لتركيا..
و من مهازل القدر اليوم و من علامات يوم القيامة ان الاتراك الذين رفضوا استثمار دولار واحد في تنمية ريفي حلب و ادلب.. يزعمون اليوم انهم يدافعون عن الناس هناك..! كيف..؟! الله اعلم..! في اوقات السلم و الرخاء بخلوا و امتنعوا عن البناء.. و في وقت الحرب جندوا و دعموا و حرضوا على الدمار.. تركيا العثمانية هي انجس دولة على وجه الارض..!


بالمناسبة .. رجل الاعمال الوطني السوري فارس الشهابي لايزال يحارب بكل مااوتي من قوة لبث الحياة في الاقتصاد السوري .. ولاتتوقف مبادراته على الاطلاق من أجل اطلاق عجلة الانتاج والاقتصاد بأقوى ماتستطيع .. وهو مع مجموعة وطنية سورية من رجال الاعمال تعمل بلا كلل او ملل وبلا توقف ورغم كل البيروقراطيات واشكال الحصار لاشك يشبهون في أوراحهم ذلك الشباب الالماني والياباني الذي نهض بهذين البلدين بعد الحرب العالمية .. وبدأ ببناء كل شيء .. كل شيء ..
النهوض على الطريقة الالمانية واليابانية يحتاج اخلاصا ووطنية وروحا عالية وهمما لاتعرف المستحيل وثفة عالية بالنفس .. وهذا الجيل من الوطنيين والصناعيين يثبت انه قادر علي ذلك ..
