كفن في العلم .. سورية تستيقظ في فلسطين .. فلسطيني يوصي: كفنوني بعلم سورية

اذا كان الغرب نجح طوال القرن الماضي في هزيمة الشرق العربي فلأنه نجح في انه فصل الكتلة السكانية الهائلة عن بعضها نفسيا عبر ادخالهم الى علبة الامم المتحدة .. حيث التمثيل الرسمي المختلف والاعلام والحدود المعترف بها والشخصية المنفصلة الاعتبارية لكل هوية .. وترسخ الانفصال عندما نسيت الشعوب الحقائق ودخلت في حقائق مزيفة .. فهناك من صار يتحدث عن الأمة اللبنانية والشعب الفلسسطيني والشعب الاردني .. رغم انه لاتوجد امم ولاشعوب .. والا لكان هناك الشعب الحلبي والشعب الحمصي ووو .. ولكان هناك الشعب البيروتي واليافاوي والشعب الطرابلسي والاربدي .. اي ان هذه التقسيمات وهمية .. لأنك لو سرت من لواء اسكندرون سيرا على الأقدام الى رفح والعريش ومررت بطرطوس وبيروت وصيدا وحيفا ورفح لوجدت انك لاتزال ضمن الجغرافية الثقافية والعرقية واللغوية الواحدة .. بل حتى الأطباق الغذائية والعادات والأزياء الشعبية والتقاليد والمصطلحات والأمثال الشعبية لاتختلف .. ولكن في علبة الامم المتحدة هناك العرق السوري والعرق اللبناني والعرق الفلسطيني ووو .. ولكل عرق علبة .. اسمها دولة .. ولها علم وسفير ورئيس وووو ..


لن يكسر علب الامم المتحدة الا سكان هذه المنطقة عندما يؤمنون انهم مثل أسلافهم وأجدادهم عاشوا في منطقة واحدة بلا حدود .. حيث كان اهل نابلس في فلسطين يتبضعون ويتسوقون من أسواق دمشق وليس من أسواق القدس لأنهم يعتبرون ان عاصمتهم هي دمشق .. وكلك اهل اربد والسلط .. وكان سكان طرطوس امتدادا لسكان بيروت وطرابلس ..


كنا ندرس في التاريخ اليقظة العربية التي بدأت تتمرد على الحكم العثماني وكانت هذه اليقظة هي التي تنبه اليها البريطانيون وتحسسوا روح التمرد العربية التي بدأت تتبلوة والتي كانت ستنتهي الى استقلال ناجز لأن الدولة العثمانية كانت مريضة وستتحلل من ذاتها بسبب تفسخها واهترائها واقتراب هزيمتها في اي حرب مع الأوروبيين دون اي عون من العرب.. وكان معروفا ان الامبراطورية العقمانية لن تصمد ولكن كانت هناك خشية من ان المنطقة العربية التي ستنهض بعد سقوط الدولة العثمانية منطقة تستيقط ولها طموحات قوية وامكانات كبيرة للنهوض المدني والاقتصادي وانها اول المستفيدين من انهيار العثمانيين .. ولذلك سارع الانكليز الى تفصيل وصناعة الثورة العربية الكبرى (الذي كان بمثابة الربيع العربي في تلك الأيام) للاستيلاء على مشروع الاستقلال الوطني الكبير الذي كان يتبلور .. وبوصول ثوار بريطانيا الحجازيين الى دمشق نجح الانكليز في تنصيب عملائهم من الاسرة الهاشمية على رأس التمرد العربي في بلاد الشام الذي كان كبيرا وواسعا فصار الجسم العربي المستقل في سورية الكبرى برأس انكليزي .. وبعد ذلك تمت عملية تنفيذ سايكس بيكو التي لاتزال مستمرة منذ تلك اللحظة التي استولي فيها الانكليز على الثورة الحقيقية في بلاد الشام ..

سايكس بيكو مستمرة طالما ان الناس يقبلون بقوانين علبة الامم المتحدة ولا يتمردون عليها .. ولايكترث سايكس وبيكو في قبريهما الى كل بيانات الاحزاب والجامعة العربية .. ولكن سيقشعر بدن سايكس وبيكو اذا رايا ان السكان بدؤوا اليقظة التي يحاول البعض قتلها .. اليقزة التي تشعر السوري ان فلسطين ليست ملك حماس ولا فتح بل هي ملك كل سوري من القامشلي الى سعسع .. ويحس الفلسطيني انه سوري مثل ابن حلب ودمشق .. وان اللبناني يعتبر ان الأغوار الاردنية جزء من لبنان وان حصته في مياه نهر الاردن التي تسرقها اسرائيل هي التي تسرق ..
هذه اليقظة هي مايرعب اسرائيل والغرب .. ولذلك فاننا كنا نلاحظ في بداية الربيع العربي المشؤوم ان الجهد الاعلامي الغربي والغربي والاخواني حاول ان يفصل بين سورية وفلسطين بتكثيف الاكاذيب وصناعة جدار فولاذي بين سورية وفلسطين بالترويج لفكرة ان النظام السوري تحميه اسرائيل وان الجولان تم بيعه في حرب حزيران 67 وان الجبهة صامتة منذ اربعين عاما من اجل عيون اسرائيل .. وحاول هذا الاعلام الخبيث ان يقنع الناس ان مايقوله النظام السوري ومحور المقاومة تحت الطاولة مختلف عما يقوله فوق الطاولة .. رغم انه كان قادرا على ان يقول بعد اوسلو ان أهل فلسطين وقعوا الصلح فلم لانوقع الصلح ..


وفشل هذا الاعلام الغربي الاخواني الخليجي الصهيوني في ان يأتي بوثيقة واحدة فقط تثبت أيّا دعاواه .. فالحقيقة كانت ان الطيران الاسرائيلي في ذروة (الثورة السورية) كان يقصف ماسمي بجيش النظام السوري وكان يقدم الاسناد مع الاميريكيين في كل هجوم للارهابيين او لداعش على الجيش السوري .. وكان هذا دليلا على ان الدولة السورية هي التي كانت العدو الرئيسي لاسرائيل وان اي حديث عن صفقات وبيع وشراء تحت الطاولة بين سورية واسرائيل كان كذبا محشوا بالقذارة الاخلاقية .. تخيلوا ان الجيش الذي اتهم انه يحمي اسرائيل وان اسرائيل يحميها النظام السوري كان الجيش الاسرائيلي مهتم بقصفه لصالح الثورجيين .. وان الجيش الذي يحمي اسرائيل كما زعموا كان اول وعد للثوار على لسان برهان غليون انه سيسرح الجيش ويقلص عديده الى 50 الفا .. اي ان الجيش السوري هو ماكان يؤرق اسرائيل ..
العمليات القذرة الاعلامية ورطت قيادة حماس في موقف ضد سورية ونشط الجناح القطري والتركي في حماس للزج بحماس في مواجهة الجيش السوري للدلالة على ان فلسطين نفسها تقف ضد الدولة والجيش في سورية ..
كانت مرحلة قذرة بكل معنى الكلمة .. ولكن الحقيقة انجلت واستفاق الجميع على حقيقة ان سورية هي الوحيدة الباقية كالرمح في عين اسرائيل .. وكالسيف في فمها .. وأدرك كل المضللين ان بقاء سورية هو الذي سيبقي فلسطين .. وان هزيمة سورية ستعني ان اسرائيل باقية وانها ستصبح بمثابة الولايات المتحدة الاسرائيلية في الشرق العربي ..


الأخبار القادمة من جيل الشباب في هذه المنطقة تبشر بالخير .. ويبدو ان علية الامم المتحدة لم تعد مقنعة لهذا الجيل كي يبقة فيها ويريج ان يخرج منها .. وانا أسمع كل سوم عن شباب فلسطيني يعبر عن حنينه لسورية وانتمائه لها .. لكن هذا الخبر الذي قرأته عن شاب فلسطيني اسمه محمد برغوث طلب ان يكفن جسده بالعلم السوري والفلسطيني كان بمثابة المؤشر ان شباب فلسطين الناهض من بين حطام الربيع العربي بدأ يستوعب الحقيقة وانه أدرك انه بحلم الالتحام مع سورية فانه يستعيد فلسطين .. كل فلسطين لاتنقض منها شجرة ولاحجرة .. كما ان شباب سورية عندما كانوا يقاتلون الارهاب كانوا يعلمون ان المقصود باسقاط سورية هو اسقاط فلسطين .. وهذا هو سبب رعب اسرائيل .. الجيل الجديد يكسر العلبة الفولاذية .. علية الامم المتحدة ..

الأمم الحية لاتعيش في علب .. بل تعيش في الجغرافيا والتاريخ الحقيقيين ..

=============================================================

لماذا طلب الشاب اليافع محمد برغوث ان يلف بالعلم السوري حين وفاته الغير متوقعة؟؟

نجيب فراج- اوصى الشاب الفلسطيني محمد نضال برغوث”21 سنة” من سكان قرية الولجة الى الشمال الغربي من بيت لحم بانه عندما يتوفاه الله ان يلف جثمانه بالعلمين السوري والفلسطيني.
كان الطلب غريبا لان الشاب في مقتبل العمر وبصحة جيدة ولم يكن الموت احتمال وشيك الوقوع ولكن القدر كان اسرع من كل هذه الاحتمالات حيث قضى الشاب في حادث عمل مفاجئ بمنطقة بيت شيمش جنوب القدس المحتلة حينما كان يشارك بحفر خط انابيب للمجاري فسقط عليه حجر بوزن 50 كيلو غرام ما ادى الى وفاته على الفور في حادثة مفجعة للغاية وذلك في الخامس عشر من الشهر الجاري.
ولدى التحضير لتشييع الجثمان تمهيدا لموارته التراب في مقبرة القرية سارع عدد من اقرانه وأصدقائه لتلبية الوصية حيث افصح لاحد اصدقائه عن المكان الذي وضع فيه العلم السوري الذي اركنه خصيصا لهذا اليوم المحتمل والذي كان سريعا ولف جثمانه الطاهر بالعلمين السوري والفلسطيني، لتصبح الحكاية مثار نقاش واستفسار وخاصة في بيت عزاء الشاب الذي استمر لثلاثة ايام وكذلك في ربوع القرية وكان حديث كافة المواطنين الذين تساءلوا عن سبب الوصية بهذا الشكل وكيف تصادف رحيله بهذه السرعة ولماذا العلم السوري.
وجاء الجواب من عدد من النشطاء واصدقاء الفقيد الذين قالوا بانه كان محبا لسوريا الوطن والشعب وما تمثل باعتبارها قلب العروبة وهي التي استقبلت مئات الالاف من اللاجئين الفلسطينيين وهي التي فتحت ابوابها لكافة الفصائل الفلسطينية ووقفت الى جانب القضية الوطنية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ولهذا الاسباب شارك محمد في العديد من المظاهرات التي كانت تنظم من قبل اللجنة الشعبية للتضامن مع سوريا لرفض المؤامرة عليها والتي كانت تسعى لإضعافها وتقسيمها ولهذه الاسباب جعله ان يطلق وصيته التي توصف بانها غريبة ولكنها تدلل على مدى اهتمام هذا الشاب اليافع بالبعد القومي للقضية الوطنية الفلسطينية.
وقعت وفاة الشاب كالصاعقة على كافة ابناء المحافظة الذين حرصوا على تقديم العزاء للعائلة المكلومة وكان من بينهم الاب عطا الله حنا الذي وصل على راس وفد شعبي كبير، كما زحف المئات من ابناء مدينة القدس لتقديم التعازي ايضا.
والدة الاسير ستيف مطر من مدينة بيت جالا والمعتقل في سجن النقب وهو صديق حميم للفقيد جائت لتقدم التعازي وتعبر عن تأثر نجلها الاسير للخبر المفجع وقد طلب منها الذهاب الى العائلة لتقدم التعازي باسمه وقالت ان محمد كان يحرص وبمبادرة ذاتيه منه ان يقوم بزيارتها ومن ثم يساهم في ثمن الكانتين الذين يدخل الى السجن باسم الاسير بحسب ما قالته لوالدته.
ويقول جمال برغوث وهو شقيق جده من والده ان محمد كان معروفا بدماثة الخلق والمبادرات الخلاقة وكان وطنيا بامتياز وخدوم للغاية ويحرص على العائلة وعلى المشاركة في خدمات تطوعية في قريته المنكوبة بفعل الجدار والاستيطان وكان يشارك في المظاهرات الاحتجاجية على مصادرة اراضي القرية وسياسة هدم المنازل التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل كثيف وخاصة في حي عين جويزة حيث هدمت قوات الاحتلال عشرات المنازل وهناك عشرات اخرى مهددة بالهدم.
سقط محمد برغوث في حادثة عمل اعتيادية فاطلق عليه شهيد لقمة العيش اسوة بسائر اقرانه الضحايا من العمال، وهذه القضية أي قضية وفيات العمال في اماكن عملهم بالورش الاسرائيلية هم كبير يشغل بال العمال وعائلاتهم نظرا لفقدان العديد من شروط السلامة الصحية لهم ولظروف عملهم الشاقة والخطرة وليس هناك أي احتياطات من اجل وقف هذه الحوادث المؤسفة او الحد منها ويقول نشطاء بانها ظاهرة في تزايد.

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s