ليش ماصرنا متل المانيا واليابان؟؟..فسسسسسساد
ليش ماعندنا مختبرات متطوره ومراكز ابحاث؟.فسسسساااد
ليش عم تهاجر العقول والكفاءات لبرا؟. تطفيش وخيانه وفسااااااد!!.
مين السبب اليوم بجوعكم وبردكم ومعاناتكم؟. المسؤولين والفسسسساااد؟.
حكينا كتير عن الحصار يلي اشتد من سنة 1981 بلائحة ريغان السوداء لكن البعض ماعم يفهم معنى الكلمة اصلاً؟؟

في نهاية الثماننيات، وحينها لا يوجد ربيع عبري، ولا كانت ايران تذكر في الاعلام إلا بعدد من استشهد من شعبها في حرب الاجرام التي اشعلها صدام، ولم يكن هناك حزب السيد تدعمه سورية ولم يكن هناك حتى روسيا، والفدائين كانوا قد رموا السلاح وفي حالة التحول لمثقفي سياسة، وكانت اخر ايام الاتحاد السوفيتي واميركا تتهيئ لتعلن النصر البواح واستلام قيادة الكرة الأرضية.
في تلك الفترة قررت ان ازور سورية للمرة الأولى بعد الغربة، وكما نحن العرب نتمسك بعادات شراء الهدايا وحمل الغالي والنفيس للأحبة والأهل والاصدقاء، اشتريت كمبيوتر صغير (Dell)) وكان الاختراع الأجد في حينها، الذي كان كما كمبيوتر ((Apple)) اليوم، وقررت ان اخذه لخالي الذي أجلٌه والذي رباني بعد وفاة الوالد….
في المطار يوقفني الجمارك ليفتش الحقائب وقبل ان يصل الى الحقائب الكبرى رأى حقيبة صغرى احمل فيها الكمبيوتر، سأل ما فيها.؟
-وببرأة الاطفال في عينيي- اجبته كومبيوتر،
فسأل بملل من يتوق للانتهاء من هذا العمل، والى اين انت ذاهب.؟
قلت له الى فرنسا، كون فرنسا كانت الوجهة الأولى، قال وكم ستمكث هناك .؟ هل انت فرنسي من هناك.؟
قلت لا، سامكث يومين واستمر في رحلتي لسورية فأنا سوري.
وكان قد فتح الحقيبة الكبرى وهم بالنظر، وقسماً كأن افعى لدغته حين سمع كلمة سورية، وبسرعة امسك حقيبة الكمبيوتر وانتزعها من يدي وهو يقول، هذا الكمبيوتر لن يذهب معك،
وصعقت من الكلام وظننت انه يشك اني اشتريت الكمبيوتر وكنت لسبب ما احتفظ بفاتورته فأخرجتها له قائلاً ولكني اشتريته من شركة (Dell) مباشرة وهذه فاتورة الشراء ووثيقة الشحن للشركة التي اوصلته لي.؟
فقال كل ذلك لا يهم، ممنوع قانونياً نقل المخترعات العلمية الحديثة الى سورية، يمكنك الذهاب ولكن هذا سيبقى هنا، مشيراً الى الكمبيوتر.!!
قلت لماذا هذا ليس كمبيوتر عسكري وهو يشترى هنا بشكل علني ولا يحتاج رخصة او ترخيص امني وليست به معلومات عسكرية او امنية ويمكنك الكشف على محتوياته اذا احببت فهو لم يستخدم بعد.؟
قال، رجاءً لا تضيع وقتي، لن يذهب هذا الجهاز الى سورية مهما كان السبب ويمكنك ان احببت ان تتقدم بشكوى للحكومة ضدي او ضد القرار ولكنك لن تصعد الطائرة وهذا الجهاز معك فهو امر فيدرالي تحت بند الأمن القومي بمنع تصدير التكنولوجيا الحديثة لسورية.؟
قلت وما افعله الان.؟ تريدني ان اعود والطائرة على وشك الاقلاع واهلي ينتظرونني في دمشق، قال لا، يمكنك الذهاب، ويبقى الكمبيوتر هنا واعطيك به وصل وتستعيده حين تعود ولكنك لن تأخذه معك، قلت واين استطيع ان اخذه ان لم اكن ذاهباً الى سورية،
قال معظم الدول العربية الا سورية والعراق متأكد من ذلك، قلت ومصر، قال لا منع تجاه مصر يمكنك اخذه لمصر.؟
قلت وما يمنع احدهم ارساله من مصر لسورية.؟ قال هناك قواعد وقوانين تعاقب الدولة التي تصدر التكنولوجيا الاميركية لدول مفروض عليها الحصار.؟
قلت حصار.؟ ولماذا سورية محاصرة.؟ كنت كما نقول في حلب (معلاق)
فصرخ في وجهي الا تفهم يارجل ممنوع لماذا ومن وكيف تلك ليست وظيفتي اتركه او عد ادراجك لا وقت لدي لأضيعه معك….
تركت الكمبيوتر وسافرت واستعدته بعد عودتي وكان ذلك في الثماننيات، فمن يسأل لماذا يبدع السوري خارج الوطن فلأنه في الوطن محاصر لا يستطيع ان يحصل على ما يساعده على تفجير ابداعه وتحسين وضع بلاده وجلب المال من بيع مخترعاته والكسب الحق المشروع من ابداعه وجعل بلاده بقعة علمية يقصدها الجميع ليستفيدوا من علم وتقدم علمي كما يفعلوا حين يذهبوا الى اخر الدنيا في اميركا ليتعالجوا لدى طبيب ماهر مشهور بارع في مهنته من….سورية، وذلك يا سادتي ما يقال عنه سرقة العقول وابقاء التصنيف لبلادنا -دول العالم الثالث-.
فهل فهمتم كيف ولماذا نحن كسوريين خصوصاً وعرب عموماً نحارب ونتهم من الغرب الحر، والبعض منا يتمتع بجلد الذات ويمدح قذارات خليجية اعرابية عبرية غدرت بالأنسانية فقط لأنها تملك المال…
مقتبس مع التعديل من صفحة الراقي عقيل عصمت هنانو