دائما ما نسمع عن الصراعات الأزلية بين الحق والباطل
ونقف ممشوقي الضمير في مساندتنا للحق بأي طرف كنّاه
وكانت به أنانا المظلومة
فالكل مع الحق والكل يعتقد نفسه وطرفه أنه كذلك
ديانات طوائف أحزاب كيانات جماعات أفراد ….ألخ
وحتى الشيطان عندما رفض السّجود لآدم قدّم الحجة التي تجعله في نظر نفسه على حق وفي سبيل ذلك اتّخذ قراره بعيدا عن وجهة نظر الإله الذي تبنّى الحق بسيف الألوهية
وهذا مايعزز نمو الصراعات على الدوام دون احتكام
فهل من أحد تبنّى الباطل وقاتل في صفّه جهرا وإيمانا ؟؟
أبداً ..
إذاً نحن محكومون باللاوعي طالما نحمل فكرة الحق
ونجند أنفسنا لخدمته ، مع أن الحق لا يقاتل ولا يملك جنود
الحق متعالي عن كل شيء
فالحق هو نهج بنّاء وفكرة نهضوية حيوية حيّة لا أكثر
وأما ماتشهدونه من اقتتال
فهو صراع الباطل مع الباطل
في معركة طرفاها الشر السلبي والشر الايجابي
مع الأخذ بعين الاعتبار أن لكل منهما هدف ينوي تحقيقه على حساب الآخر ، ودون ذلك لا خلاف ..
وما من فرق بين الشرّين إلا بقدر مصلحتنا بينهما
فيكون الأقرب لأهدافنا أو الأقل ضررا علينا إيجابيا ،
ولكن هذا لا يعني الحق مطلقا
لأنه وكما ذكرنا الحق متعالي بعلو الإله في عقولنا
-ففي السويد مثلا
لم تقم أي معركة بين عشيرتين راح ضحيتها العشرات
- ولا تسمع في سويسرا
أن رجلا قطع رأس آخر من أجل خلاف ديني - ولا تسمع في كندا
أن أباً رجم أبنته لنشر صورة عينيها على الفيس - ولا تسمع في هولندا
أن أخا قتل أخيه من أجل شبر أرض
فهل يعقل أن الطبيعة البشرية لأهل تلك البلدان لاتملك في طيّاتها نزعة الحق للدفاع عنه وتقديم الدّم قربانا في كل حين و خلاف ؟؟
أم أن الموضوع : هو تعالي بالفكر وصفاء في السّريرة
تم عبر تنقية مكررة نقلتها أجيال لأجيال
عكس تلك الدول التي تصنع الآلهة والقداسة وتصنع الزّعامة وتصنع خطوطا حمراء بالطول والعرض
فتحشد القطيع وتجنّد الأرواح لأبسط الأمور ،
وتخوض في معارك الحق التي تصبح ساحاتها
أزنخ من سوق السّمك جثثاً ودماً
وماذا عن الإنسان فيها ؟؟
لماذا لا يكون ( خبزه ماؤه غذاؤه دواؤه أمنه أمانه كلمته رأيه ووجهة نظره ) خط أحمر !؟
لأنّ : لأنّه : لأنّنا ……
إذاً ما الخبر وما الفكرة من كل ذلك
لا شيء أنا فقط أهذي ..
علاء درباج
