ففي أقل من أسبوع تخسر أمتنا العروبية المقاومة أرجَل فارسين عرفهما السّيف والقلم وعرفتهما المروءة والقِيَم
ففي الأمس غادرتنا الأنسة عبر أنيسها وأنيس قلوبنا وهممنا
واليوم ترجّل من أبَى أن يترجّل بغير نصرٍ حتى اكتماله ،،
ترجّل الفارس عن صهوة حصانه وعاد السّيف إلى غمده بعد أكثر من نصف قرن كان مسلّطا على كل شر وعلى كل ظالم ٍ وعدو ،، ترجّلت بهجة قلوبنا حدادا واكبارا لروح من كانت روحه معنا وبيننا تُربّت على هذا وتُنصف ذاك ،
ولا يسعنا في الحدث الجلل إلا
أن نقول ( إنّا لله وإنّا إليه لراجعون )
ويا نِعمَ الرّجعة ونعم الصعود إلى ملكوته يا دكتور بهجت ، الحزن عام والحزن أسود لكن حزني يأبى أن يقترب أو أن يتشبّه به حزن آخر أيها العروبيّ الأصيل ..

هذي الحروفُ لكَ الجُّند المدجَّجة
والآمرُ الحرُّ للقسطاطِ ينعَدِلُ
إبن الكرامِ وخيرُ من حَوى قيماً
وخيرُ من كانَ في الأمجادِ ينتقلُ
ما سلَّ سيفاً ولا مُدَّت سَواعِده
إلا وكانَ بِردِّ الظلمِ ينشغلُ
طوبى إليكَ وأنتَ الحقُّ في زمنٍ
قل النصيرُ وأنتَ الشامخُ الجذِلُ
إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنّا على فراقك لمحزونون
وداعا بهجت سليمان وداعا يا صديقي وداعا يا دكتورنا الغالي