بعد عشر سنوات من الحرب .. سقوط التوراة في دمشق

صار عمرها عشر سنوات .. اجتمع أهلها وصنعوا لها كاتوه وزرعوا عشر شموع على قالب الحلوى .. وغنوا لها (هابي بيرثدي تو يو ..) .. وأقاموا الزينات من الجماجم ووزعوا الدم في الكؤوس .. تحاول الحرب السورية ان تنفخ على الشموع العشرة .. لتطفئها .. لاتقوى على النفخ فينفخ المدعوون عنها على الشموع لتنطفئ ويعلو التصفيق ويضاء المكان .. ويرتفع الضجيج والهتاف .. ويقبلها المدعوون ويرمون بالهدايا والدمى بين يديها (دمية للجولاني ودمية للبغدادي ودمية لأردوغان ووو ..) .. علها تكبر وتصبح عروسا وتتزوج من التاريخ وتنجب جغرافيا جديدة .. ودولا جديدة ..
هذه الحرب التي يحتفل العالم بعيد ميلادها العاشر على طريقته لن تتزوج التاريخ ولن تنجب الجغرافيا ولكنها الحرب التي ماتت ولم تدفن .. ويرفض العالم ان يدفنها بل أحضر جثتها الى حفلة عيد الميلاد وألبسها ثياب الحفلات الدموية الحمراء والسوداء ونفخوا لها بالونات من المعاناة الاقتصادية وتدهور سعر الليرة وصراخ الفقراء الذي كان يستعمل كالموسيقا المرافقة ..

النظام العالمي الجديد من دمشق


كان العالم يقول ان السوريين لم يثوروا بسبب جوعهم للخبز لأن بلدهم غني ودولتهم لم تحرمهم الخبز .. بل بسبب جوعهم للكرامة وسمى الثورجيون الثورة بثورة الكرامة .. ولكنهم اليوم يقولون ان السوريين سيثورون من أجل الخبز وليس من أجل الكرامة ..
علينا أن نقول بأن هذه الحفلة الصاخبة وأغاني عيد الميلاد لاتعنينا ولن تغير من الواقع شيئا في أننا كسرنا عظم العالم كله .. وتحدينا العالم كله .. وأرغمنا هذا العالم على أن يقول ان بلدا صغيرا أوقف الكون على رجل ونصف ..
يحاول العالم الذي يغني للحرب السورية (هابي بيرثدي تو يو .. ) .. ويحاول ان يهزم روحنا ومعنوياتنا وانجازنا العظيم في الصمود والانتصار .. ويزيد العقوبات ويزيد الحصار .. ويقول لنا ان خسارتنا كبيرة ويستعرض الخسائر والاوجاع والاثمان .. وان ثمن تمردنا عليه كان باهظا ويجب ان نندم .. ولكن العالم لايريد أن يعرف انه رغم أن كلفة الحرب كانت باهظة .. وأن مايقال عن الخراب الذي حل بمدن كثيرة حقيقة .. فان مافعلناه هو أننا جعلنا أرض سورية أغلى ارض في العالم .. عجزت عنها الدنيا .. وقلنا ان اميريكا تستطيع ان تصل الى المريخ وتدعي انها هبطت على سطح القمر .. ولكنها لايمكن ان تصل الى دمشق ولا أن تهبط في ساحة الامويين ..


الأرض لاتكون قيمتها بما فيها من ذهب ولا نفط ولامدن عصرية .. فالقمر ليست فيه مدينة ولا ذهب .. لكن من يصل الى القمر والمريخ يصبح سيد العالم لأن من يحط على أرضهما هو سيد العالم .. ونحن جعلنا المريخ أقرب الى أميريكا والعالم من دمشق .. فهل هناك اجمل من ان نجعل أرضنا أغلى بقعة في هذا الكون ؟؟.. وأبعد بقعة عن فم الامبراطوريات الجشعة التي أكلت كل اليابسة .. ومضغت العواصم وابتلعت الأمم وهضمتها .. وتغوطتها في الأمم المتحدة .. ولكنها عجزت عن ابتلاع دمشق .. وتكسرت أسنانها وهي تحاول مضغها .. ونزف فمها وهي تحاول ان تنهشها ..
سيأتي يوم ويعرف العالم لماذا دمشق ليست عاصمة عادية ولماذا لايمكن الهبوط على سطح هذا الكوكب العنيد .. وسيعرف ان شعب سورية يستحق هذه الأرض .. وأن وعود التوراة لاتسقط الا في دمشق .. تحت نعال الدماشقة ..

تمثال صلاح الدين الأيوبي
هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s