أعتذر من جميع المعارضين فردا فردا واستميحهم عذرا ان كنت اجهل معنى محددا باللغة العربية وأنا من كنت أباهي بمفرداتي .. ولكنني أقف اليوم عاجزا وأتسول المعرفة والعون .. فأنا لاأعرف في اللغة العربية ماذا يطلق العرب على صوت الكلب الذي ينبح بصوت عال كلما مر عابر سبيل ويظن الناس انه لن يتوقف الا بعد ان يمزق عابري السبيل الى ان يزجره صاحبه فيصدر الكلب النابح اصوات خضوع ناعمة تشبه الهسيس والعويل الصامت ويطوي ذنبه وينظر بانكسار في الارض قبل ان ينزوي ويبحث عن فأر يطارده في الأرض ليشغل نفسه .. هل فطنت العرب الى هذا النوع من التردي والتلون السريع في صوت النباح؟؟
هذا هو ماراودني وأنا أتابع القنوات الاخوانية في تركيا التي كانت قطيعا ضخما من الكلاب النباحة التي لايتوقف نباحها ليلا نهارا على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والجيش المصري والجيش السوري .. وتتنافخ شرفا على الامارات وتشمت بالمطبعين رغم ان المطبع الاول هو صاحب الدار التي تنبح فيها .. فكل زواره اسرائيليون .. ومع هذا فان نباحهم كان غريبا وغير مفهوم .. فكيف ينبحون على المطبعين وهم في استانبول أحد بيوت التطبيع الكبرى .. الذي لايخلو من الزوار الاسرائيليين والبضائع الاسرائيلية والتجار الاسرائيليين والسياح الاسرائيليين والجنود والطائرات الاسرائيلية والتكنولوجيا الاسرائيلية حتى ان طائرة بيرقدار التي لايهربها اردوغان للحمساويين في غزة طبعا نصفها هي منتجات اسرائيلية من شركة رافييل ..

المهم أنني أحس بالشفقة على الاعلاميين الاخوانيين والمصريين منهم الذين فقدوا أصواتهم وكانوا منذ أيام يتحدثون وكأن واحدهم لينين الذي يخطب في جموع البروليتاريين أو انه جان جاك روسو امام الباستيل .. أو أنه مارتين لوثير كينغ يتلو علينا أحلامه .. ولكنهم سيحدثوننا منذ اليوم عن برامج الطبخ التركي والمطبخ المصري وعن الشيف بوراك .. وسينسون الرئيس السيسي والانقلابيين والانقلاب ورابعة ومرسي والبلتاجي .. وسينسون بن سلمان وبن زايد .. يعني ان رواد المطعم الاخواني سيجدون ان قائمة الوجبات اختفت ولم يعد هناك حتى المقبلات والملح والبهارات التي كانوا يضيفونها لوجباتهم ..
هذا الدرس القاسي موجه لكل من يظن انه حر اكثر خارج بلده وأن الدول تستقبله لانها اكثر حرية .. عليك ان يعرف ان الحرية في خارج وطنك لاتختلف عن حرية الكلب في مزرعة .. صاحب المزرعة سيطردك ان نبحت دون اذنه .. وهذا الامر لايقتضر على الاخوان المسلمين في استانبول بل على كل معارض يظن انه حر في الغرب .. لأنك خارج وطنك انت في السياسة مجرد كلب للنباح ..
أعزائي المعارضين الثورجيين .. أين هي عنترياتكم ووعظياتكم وبطولاتكم وفتوحاتكم؟؟ سؤال يستحق ان يجيب عنه فريق النباحين في الجزيرة الذين لم يتوقفوا منذ عشر سنوات عن العواء والنباح .. ولكن عندما يقرر امير قطر ان يزجر الكلاب في جزيرته .. ستجدون المعنى الحقيقي للدمدمة والنحيب والعويل والأنين .. وسيقدمون لنا برامج عن سباق الهجن .. والمطبخ القطري .. ومواهب السائق البنغالي ..
اسمحلي بهذه الاضافة البسيطة:
لأنك خارج وطنك انت في السياسة لست مجرد كلب للنباح ..فقط
بل مجرد كلب للشمشمة وتقَّفي آثار كل من يحاول التغريد خارج سرب سياسة القطيع!..
او مجرد كلب للتجسس ولملمة كل ما يطلبونه منك من معلومات !..
او مجرد كلب موديل.. يتم غسل دماغه ودعمه ودفعه وتنصيبه في مراكز متقدّمة ويتم التسويق له كأيقونة نجاح تستحق الإستنساخ والتقليد!…
بصراحة أكثر
وهنا بيت القصيد في هذه الإضافة البسيطة،
ربما ستكون ايها الابن العاق كلباً مُدللاً جداًً جداً ” كلااس ” وبرتبة شاهد زور … وتقف كالطاووس المنتوف خطيباً خاوياً تتشَّدق وتتفلسف… وستُشَّرع امامك كل المنصّات وستُفتَح كل الابواب … عفواً الأبواق!..