لايختلف الاعلام الغربي عن قصص الخيال العلمي وحكايات هاري بوتر .. وسبب نجاح هذا الاعلام هو انه حول كل المواطنين الغربيين الى أطفال يضحك عليهم بحكايات خيالية عن الحياة القاسية لشعوب العالم الاخرى والرعب الديكتاتوري .. وكيف ان جيوش العالم تفتقد لاخلاق الجيوش الغربية الرفيعة الرحيمة التي تقتل فقط الارهابيين والمجرمين وتنقذ الأطفال والضعفاء ..
والنتيجة ان المواطن الغربي يستمع الى الاخبار وكانه يستمع الى قصص هاري بوتر .. والفرق بين هذه الاخبار وبين قصص هاري بوتر ضئيل جدا .. بل ان قصص هاري بوتر فيها القليل من الخيال .. لأن الخيال الخصب هو مايكتب في الاخبار في غرف الاخبار الغربية وخاصة في البي بي سي .. وخاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات الجيش السوري .. فاذا عدت الى أرشيف الاعلام الغربي خاصة البريطاني ستجد ان كل الاخبار جميعا منذ الحرب السورية بتاريخ 15 3 2011 تتحدث عن جيش الأسد الذي لايصيب الا المشافي .. وغرف عمليات الولادة .. والمدارس والمساجد والكنائس ودور الايتام والعجزة .. ولم يصب هذا الجيش في الأخبار الغربية حتى اليوم مقاتلا واحدا من القاعدة او مدفعا رشاشا .. فقط الاطفال والمشافي ودور العجزة ومحطات الباصات ..

يعني تجد دبابة محترقة بالقصف السوري ويقف المراسل الغربي قريبا منها ويقول هذه سيارة اسعاف كانت تقل اطفالا جرحى مع امهم قصفتها قوات الاسد .. وتجد جثث مقاتلين ملتحين ومعهم رشاشات .. ويقول المراسل الغربي انهم اطفال كانوا يلعبون ببراءة حتى قتلهم جيش الأسد .. بل هناك طبيب جراح بريطاني يهودي زار حلب ايام وجود القاعدة فيها وصور برنامجا مؤثرا اسمه (منطقة حرب) .. وكلما كان يعالج طفلا او جريحا لايقول لنا الا : طفل جديد قتلته او جرحته قوات الاسد التي لاترحم .. ..
منذ الحرب السورية حتى الان لو جمعنا المشافي التي دمرها الجيش السوري لتبين انه دمر كل مشافي العالم وكل مدارس العالم ..
ويمكنك ان تؤمن بالديمقراطية الغربية الى ان تصل الى الحقيقة وهي ان قلب الديمقراطية هو الشفافية بين الطرفين .. اي الناخب والمسؤول السياسي .. فاذا كان المسؤول السياسي يراوغ ولايعطي الناخب الحقيقة في الاحداث السياسية فان الناخب يعبر عن رأي السياسي وليس عن رأيه عندما ينتخب وفق المعلومات التي اعطيت له .. وهذا ليس ديمقراطية .. كما ان الناخب الذي يكذب عليه السياسي في قضية واحدة يعني انه سيكذب عليه في اي قضية .. وهذا يعني ان الحرية مربوطة بمشيئة السياسي وانه اذا كان يبرر الكذب في اخبار العالم الخارجي فانه سيبرر الكذب والخداع في الشؤون الداخلية .. فلايمكن ان يكون السياسي الغربي نزيها في الداخل وغشاشا ومحتالا في السياسة الخارجية .. لأن التناقض بين السياستين الداخلية والخارجية مستحيل .. كلاهما اما ان تكذبا واما ان تصدقا .. وطالما اننا صرنا نعلم يقينا انها تكذب في الشأن الخارجي فانها حتما تكذب في الشأن الداخلي .. اي ان الديمقراطية والحرية لعبة مراوغة ولاتوجد في اي بلد في العالم ..
تمتع بهذا الخبر عن قصف مشافي في حلب اليوم كما يقول الاعلام الغربي .. وهي حراقات ومصافي نفط جبهة النصرة .. المشافي التي قصفها الجيش السوري ياسبحان الله فيها صهاريج وشاحنات لنقل النفط .. وربما ينظر اليها على انها سيارات اسعاف خاصة عملاقة ..

عزيزي نارام تحيه طيبه لك….
هذا أول مقال أتابعه لك ويكون فيه هذا الكم من الاخطاء الطباعيه لدرجة انه شتتني في بعض الفقرات !!!!!
دمت بخير.
اعتذر .. تداركت الاخطاء .. واشكرك لاهتمامك .. ساتبه للتنقيح في المرة القادمة