آراء الكتاب: ماالفائدة من المؤمنين؟؟ – بقلم: محمد العمر

لم أتساءل يوما عن العلاقة التي تربط المؤمنين بالدولة لأن هناك شبه عقد مبرم لا يحق للدولة بموجبه أن تقترب منهم إلا إذا أخلوا بشروطه بينما يحق لهم نقضه متى سنحت لهم الفرصة كأن يطرأ على الدولة ضعف ما أو أن تمتد لهم يد كريمة تعينهم عليها .. و دائما يكون نقضهم لأي ميثاق شرعيا بل و مثوبا لأنه يصدر عن فتاوى تستحضر كل الآيات و الأحاديث الموجبة لغدرهم بعد أن تعدد الأسباب المتراكمة التي لم تعد تحتمل .. و دائما رأيت عجزهم عن الشعور بانتماء سوي للوطن أو بالامتنان له أو بعض المودة لأنهم يعيشون في عالم آخر غير عالمه و هواجس أخرى غير هواجسه .. فإذا ألم به خطر مثلا لا تنتابهم حمية بل يرون في الخطر نقمة استحقها بأفعال أهله ..

إن الوطن عندهم مرحلة يعيشون فيها مرغمين بجوار الكفار كمن يعيش وسط غابة تكتنفه الوحوش و هم إذ يدركون مكامن الشر و من يرعاه يغضون الطرف عنه لأن العقد قائم و الدولة قوية .. و في المقلب الآخر رأيت من يداريهم مداراة العيون الرمداء و يعاملهم معاملة المقصر بحقهم مهما فعل و هم مهما فعل لن يرضوالم أتساءل عن الفائدة منهم حتى لو علمت أن وجودهم قد يدرأ غضب اللهوزارة الأوقاف أصدرت فتوى عبر ما يسمى ” المجلس العلمي الفقهي ” خاصة بالزكاة و الصدقات نظرا لاقتراب شهر رمضان و لأهميتها البالغة في ظروف الحصار الاقتصادي كما قالت .. أي إنها تطلع أحيانا على شؤون الدنيا و تدلي بدلوها بأدعية و مناشدات مثيرة للغثيان ك ” زكاتك خفف أسعارك ” أو ” صلاة استسقاء لإطفاء الحرائق ” .. لأجل سورية و بمناسبة سورية كنت أتمنى أن تأمر مجاهديها المشهود لهم بغضبهم أن يملؤوا ساحات و شوارع بيئاتهم الحاضنة و المفرخة احتجاجا على الحصار ليعبروا عن بعض الغضب من دوله الظالمة و بتغطية نشطة من وزارة المعوقين الأخرى بحملة واقعية تستمر أياما و شهورا تنقل بعض صدى الحصار لدى أهل الآخرة لكل العالم ..أذكر حملتها المخجلة التي أطلقتها آواخر عام ٢٠١٧ تحت عنوان ” الحملة المليارية للصلاة على النبي ” و وصل عدد ” اللهم صل على النبي ” ١٥ مليار صلاة بعد حوالي السنتينأنا لا أرجم أيقونة مقدسة .. في ظل دولة ما تزال قوية يمكن للمرء أن يحكي رأيه و أن يحلم .. في زمن الحرب حيث تجدي الأفعال لا الأقوال و أدعية المنافق و حيث الوزارة التي تعمل يجب أن تنمو و تتزعم و أن تولى كل الاحترام ماذا لو قلبت وزارة الأقواف إلى وزارة الشرف و الشهداء .. منها و لها تخضع كل الدولة بكل قوانينها الجديدة و تطلعاتها و سلوك حتى أصغر شخص يدعي المواطنة


هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s