أما آن الأوان كي تخلد الروايات والالحان قصة الحرب السورية .. سأقول شيئا قد يكون مفاجئا وهو أن الحقائق التي أنقذناها في الحرب ستضيع .. ولكن أغنية واحدة قد تنقذ الحقيقة وتحمل على أجنحتها التاريخ وتنقذه من الهلاك في مطحنة الكذب والتفسير والتبرير التي يجيدها الكذابون والأثرياء .. نصيحتي لكل من يريد ان ينقذ الحقيقة ان يصنع لها أغنية ساحقة .. فما تحمله حكمة أو مثل شعبي أو قصيدة أو أغنية من وصايا عابرة للاجيال تعجز عن ان تحمله مؤلفات المؤرخين .. ان الاغنيات الجميلة مثل الأشعة مافوق البنفسجية ومثل الاشعاع الذري الذي يبقى آلاف السنين ولايتلاشى من التراب .. ورغم محاولات الفن والابداع في هذه الحرب ان يتصدى لهذه الهجمة الصهيونية والرجعية والنفطية الا ان مافعله لايزال قليلا جدا .. وهناك حقائق كثيرة يجب ان تحمل على أجنحة الابداع والثقافة والروايات والقصص والافلام .. هذه فترة التوثيق بالموسيقا واللحن والعبارة .. فالناس لاتقرأ كتب التاريخ لكنها تحمل كل التاريخ معها في امثال وقصص وأساطير وحكايات وألحان جميلة .. هذه أغنية لزياد رحباني .. من كلمتين .. ولكنها تحكي لنا عن أمريكا وماتفعل .. وعن عملائها وبلطجتها .. كلمات بسيطة جدا .. ولكنها عابرة لقارات النفوس .. ولحن يحمل الاحساس كما تحمل أغنية عمرها ألف سنة احساسا يتعتق كالخمر ولاتتوقف .. وتخرق جدار الصوت .. وجدار الصمت ..
زياد الرحباني يلحن الضوء .. فيخرق جدار الصوت .. وجدار الصمت
هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.