(لا يموت الديب ولا يفنى الغنم) ، هذه سياسة الراعي الروسي قبل اليوم في الشرق الأوسط بشكل عام، وسورية بشكل خاص ، ضمن هذه المعادلة مشى الروسي خطواته حتى يومنا هذا، وتماشت مع خطواته هذه كل من سورية وايران وحزب الله،وتم تأجيل ضرب الإرهابيين المستعصين في إدلب المدعومين من تركيا، وتم التغاضي عن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، وتم عدم رفع السلاح بوجه مليشيات قسد و القوات الأمريكية، لكن بعد أن أصر الذئب أن يتنكر بشخصية الجدة ويتمسك بحكاية َ ( ليلى والذئب) في حديث بايدن ضد بوتن، والتحركات الاوكرانية ضد روسية ، وبعد الاعتداء الاسرائيلي الأخير على سورية، سنرى تغير في المناورة الروسية المبني على ( لا يموت الديب ولا يفنى الغنم) وسنجد أن روسيا ستعطي الضوء الأخضر للرد على أي اعتداء إسرائيلي إن حدث ، وسنرى ضربات موجعة للارهابيين في إدلب، وسنرى رفع العصا بوجه تركيا إن تحركت، وسنرى محاولات طرح معادلات جديدة مع قسد، وكل هذا ضمن اللعبة التي يحاول الروسي التمسك بها، وهي خيار السلام في الشرق الأوسط، وإجبار إسرائيل على عقد معاهدة سلام مع سورية، وإعادة الجولان وما تبقى من مزارع شبعا.

وما سنراه في الأيام والأسابيع القادمة، تغير تكتيكي وليس استراتيجي في السياسة الروسية ، بمعنى أن روسيا بتغيرها التكتيكي تحاول القول لكل اللاعبين في الشرق الأوسط، أنها مازالت تمسك خيوط اللعبة بقوة، وتحذر من عدم السير قدما بالهدف من وراء قانون قيصر، فقانون قيصر والحصار الاقتصادي الخاتق على سورية وبمساهمة روسية كان الهدف الروسي منه تحقيق عملية سلام، ولن تسمح بأن يستخدم لأن يفنى الغنم وتأكله الذئاب. فالحصار تستطيع روسيا أن تجعله حبر على ورق،وسنرى بهذه المرحلة تمرير بعض الشحنات من مواد غذائية ومواد بترولية وادوات وأدوية الخ… من الروسي والصيني والايراني ليس لفك الحصار إنما رسالة تحذير روسية إلى أمريكا، وتستطيع روسيا إعطاء الضوء الأخضر لتحرير إدلب، وتستطيع روسيا تحريك عمليات( مقاومة شعبية) ضد التواجد الأمريكي في سورية، وكل هذا سنرى بوادره في الأسابيع القادمة، لكن أعود وأكرر كل هذا (حسب اعتقادي) تغير تكتيكي لإجبار الذئبين الأمريكي والإسرائيلي للعودة إلى معادلة ( لا يموت الديب ولا يفنى الغنم) من خلال عملية السلام بين سورية وإسرائيل ، وإعادة الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي .
03.04.2021
ابراهيم الحمدان