قرأت هذا المنشور للسيد محمد وهبة ولفت نظري كيف ان الانتصارات تموت عندما تمحى آثارها من الذاكرة .. وعندما تدفن الامم انتصاراتها بصمت فان الامم تتحول الى آثار ..
في اميريكا يبحثون بالشمعة والفتيلة عن اي صعلوك امريكي او اسرائيلي قتل مدنيين عربا ليصبح بطلا ويصنعون منه فيلما يذهل العالم .. وكلها بطولات هوليوودية .. فبطل الانتصارات عندهم هو الكومبيوتر والطائرة والتكنولوجيا .. ولكن في الشرق فهناك ابطال حقيقيون .. يصلح كل واحد منهم ان تكتب عنه الياذة كاملة وان يسقط هوميروس ابطاله من اجلهم ويصبح أكيليس نكتة امام جبروتهم وبطولتهم .. و لايكفي عشرون فيلما في هوليوود ولاتنتهي قصة واحد منهم ..
ولكن للاسف في مصر (كامب ديفيد) فان مسدس كامب ديفيد الكاتم للصوت يقتل أبطال العبور كي لايعبر المصريون بعد اليوم ولايظنوا ان العبور تحقق الا بعقول اصحاب كامب ديفيد الهزيلة .. لأن العبور صنعه ابطال حقيقيون .. وهم يموتون بصمت ودون وداع ..

في حربنا الوطنية العظمى في سورية هناك توثيق وتكريم لأبطال ملحميين لم يخطر على بال الأسطورة الاغريقية ان تتخيل وجودهم .. ولكن ليس غيابهم بسبب مسدسات كاتم الصوت التي تطلق النار عليهم في مصر .. بل سببه قله الوعي بضرورة توثيق هذه الصور البديعة الان قبل ان يغيبوا .. بل ان احد الكتاب السوريين تقدم الى وزارة الاعلام بمشروع تقديم قصص الحرب في مشاهد وقصص حقيقية من الواقع ولكنه لايزال ينتظر ان يفيق أهل الكهف في الوزارة .. ولايزال فريق وعدسة المخرج العالمي نجدت انزور هي الوحيدة التي تعمل .. رغم ان هذه الملاحم تحتاج عشرات المبادرات والعدسات ..
للتاريخ يجب ان يوضع كتاب يأسماء الابطال الذين صنعوا هذا المجد في هذه الحرب .. وان نقرأ عنهم .. وان نتعرف عليهم .. احياء او شهداء .. بطريقة عبقرية .. تصل هم بالاجيال الاحقة .. ولايجرؤ كاتم صوت على ان يسدد عليهم وعلى أسمائهم ..
كتب محمد وهبة
رحل منذ ايام وفي هدوء شديد وصمت حكومي وإعلامي مطبق ومخزي أسطورة مصرية منسية.
_ قام بقتل 44 إسرائيلي ودمر 26 دبابة إسرائيلية وأسر ديفيد جروس قائد كتيبة دبابات إسرائيلية في حرب أكتوبر.
_ قام بالاستيلاء على مركز القيادة الإسرائيلي الجنوبي في سيناء.
_ توفي منذ أيام في هدوء تام بلا شهرة أو إعلام.
إنه المغفور له بإذن الله
سيادة اللواء السيد الشافعي
قائد اللواء الخامس مشاة من الفرقة 19
الجيش الثالث الميداني
قام اللواء تحت قيادته في اليوم العاشر من حرب أكتوبر بهجوم ليلي للإستيلاء على مركز القيادة الإسرائيلي الجنوبي في ممر متلا.
يقول اللواء شافعي في مذكراته:
لقد قررت الهجوم الليلي الصامت وبالمشاة فقط بدون إستخدام كتيبة الدبابات في الهجوم فالعدو يملك دبابات ذات مدى أكبر من الدبابات التي معي ، فإذا دفعت كتيبة الدبابات فإنها ستدمر بالكامل وسأخسر أطقمها “لقد كونت مجموعة إقتناص دبابات وسأدفعها في الهجوم
وأنطلق الأبطال المصريين وأنقضوا في جوف الليل على الأعداء وهم نيام فقتلوهم جميعا وكان عددهم 44 فردا إسرائيليا من بينهم ضابطان برتبة عميد وإثنان برتبة عقيد وثلاث ضباط برتبة المقدم وضابط برتبة ملازم ، وكان بعضهم قد أستيقظ ولكنه لم يستطع أن يضع قدمه في حذائه .. وفي الصباح هجم الأبطال المصريين على الدبابات فكان الجندي المصري مدربا على أن يدفع نفسه تحت الدبابة ثم يصعد عليها من الخلف ويلقي قنبلته عليها ويفجرها .. وأطلق العدو الإسرائيلي مدفعيته الثقيلة وأصيب رئيس أركان اللواء العقيد أسعد ذكي بشظية في وجهه فطلبت منه أن ينتقل إلى السرية الطبية فرفض وأصر على القتال معي ولكنه أستشهد بعد ثلاثة أيام متأثرا بجراحه.
وحاول العدو الإسرائيلي أن يسترد مركز قيادته فقام بهجوم مضاد بعدد 54 دبابة وقاتل الأبطال المصريين ودمروا الكثير من الدبابات منها 26 دبابة طارت أبراجها من شدة الإنفجار وتم أسر الكثير منهم وعلى رأسهم قائد الكتيبة نفسه وكان يدعى “ديفيد جروس” .. وبعد الأسر سألت قائد الكتيبة الإسرائيلة ديفيد جروس: “مارأيك في المعركة التي دارت؟”
فرد القائد الإسرائيلي ديفيد جروس: ” إن مارأيناه شيء لا يوصف لقد حارب رجالك بطريقة إنتحارية ، ثم سألني القائد الإسرائيلي ديفيد جروس : هل تعطون جنودكم حبوب الشجاعة؟
فأجبته: “لا … إن هذا هو الجندي المصري”.
انهم يطمسون روح اكتوبر المجيده في عقول ووجدان الامه العربيه والشعب المصري حتي تمتلىء بثقافة الاستسلام٠
ربنا يرحمه ويرحمنا برحمته الواسعة.
رحم الله اللواء البطل السيد الشافعي وأسكنه في أعلي الجنات.
و صلى الله و سلم
Mohamed Wahba