.
عندما تعربد أميركا لا تنظروا إلى بوتين بعقل سيبيريا و إنما انظروا إلى بايدن بعقل بوتين و أنصحكم و أنتم تنظرون إلى الرئيسين أن لا تستديروا لا يمنة و لا يسرة بل أبقوا أبصاركم شاخصة تجاه الهدوء و الانفعال علّكم تدركون من روسيا و من أميركا في موازين الاستقرار العالميّ و أقطاب شحنه و توتّره فمن يرى شخصية أميركا مذ بدأ الله رحلة صناعتها باستحضار مشيئته في إرادتها الحالية يدرك أنّ روسيا هي المشيئة الأكثر بعداً في درء إرادة أميركا المتمرّدة على مشيئة الإنسانية و على إرادات المتفقين على صياغتها في أزلية الله و أبديته حينما قال لأميركا كوني فكانت مستحضراً مشيئته غير المعروفة في سبيل إغراق كينونتها بالانقلاب الدائم على ثبات قطبيتها و على من يحمون أقطاب العالم من الحيادية المطلقة أو الانغماس الدائم!…….

لا أدري من يبشّر أميركا كي تسمح لأنفس قادتها بفرض العقوبات على روسيا و على الصين فالله الذي يفرّغ شحنات مشيئته في إرادات المتنازعين على ظنون قهرها يدرك أن الانغماس الأميركيّ هو من بشارات ضعفها و يعطي الأقطاب الأخرى دفعات إضافية لفهم مشيئته في انتزاع أميركا من قطبيتها الأحادية لتؤمن بها على نطاق متعدد الأقطاب في البرّ و الجوّ و البحر !…….
أميركا مهمتها التي تلصقها بالربّ البريء منها هي زعزعة الاستقرار العالميّ و بثّ الفوضى على كلّ الصعد و عندما يصل صوت الربّ إلى خاصرة روسيا و الصين يتكلم عقلاهما الباردان بتنفيذ مناورات في كلّ الاتجاهات التي تغيظ أميركا أكثر لتطرد دبلوماسيين روس و لتقطع طرق تجارة صينية ما يجعل قلبيهما الساخنين راسخين في نبض المسيحية الأرثوذكسية و في بعد الشيوعية الحمراء الماركسية ما يجعلنا نرى أميركا مندفعة إلى الانغماس في أنفاق اقتلاع جذور القيم و التعدي على الدول الآمنة غير الراضخة لها و احتلالها و بث النزاعات و الاقتتال داخلها تحت مسمّى الديمقراطية و إلى الاقتراب من بوادر الانتحار المقدّس تحت مسمّى البراغماتية و هي تدفن رأسها في تراب الرأسمالية العشوائية المتغوّلة لا المنظّمة و المنتظمة قاتلة ما تبقّى من نبض إنسانيّ في قلوب البشرية و في عقول القائمين على ترويضها كيفما تقتضي المصالح غير الخاضعة للونٍ أو طعمٍ أو رائحة أمام تكالب القوى و انهيار حامليها!…….
في مؤسّسة عبّاس بن فرناس للانهيار الأميركيّ القادم ما زال ذيل أميركا يتأرجح في سماء قطبيتها فانتظروا سقوطها عمّا قريب و ما ذلك على المسيحية الشيوعية و الشيوعية المسيحية ببعيد
و أنتم يا مسلمي الشرق و الغرب أين كيانكم العجيب؟!
بقلم زيوس حدد حامورابي