ليس بمستطاع أحد أن يوقظ الموتى الناطقين من مدافن اجسادهم ولو انقضت السماء صواعق على سحيق رقادهم الأبدي لن تستفيق الأنفس الميتة في الأجساد المتحركة فهل يضيء المصباح المطفأ مداره الضيق فقط لأنه يدعى مصباح ؟؟ لا أكتب لكي نعلن هجوما على أحد فقد شبع المجهول من إلتهام لحوم المسلمين والعرب وثمل من احتساء دمهم فنحن أمة تبدع في صنع الإنسان الفارغ إلا من قوة التعصب ونبدع بصنع السيوف بلا أغماد لأن أجساد بعضنا اغماد لسيوف البعض لا أعمل على التعميم المطلق فهناك المنقذون وهم كثر ولكن غالبية الموتى تثبت حضورها في وجه الحياة ..إن المعول عليه هو جلالة العقل الضوئي الذي يخرق ظلمات الفكر بجبروته الشريف فإن رضيت بمبايعة العقل وليا ونصيرا لحل العقد المتصلبة والأزمات المزمنة استطاع الأحياء منا قيادة المشكلة إلى الحل بالفكر البعيد عن تجييش الأنفس للنزال الدموي ألا تنظرون أيها العرب و المسلمون كم كثر من حولنا المتحدثون في الدين . هذا الطوفان من الموحدين لم يستطع توحيد مسلمين اثنين من خارج فلسطين في موقف واحد للذهاب إلى القدس المحتلة ورمي حجر على محتل و كل هذه اللحى والألسن لا تستطيع أن تصنع مقاوما ولم تجمع المسلمين إلا ضد انفسهم فمن هؤلاء ؟؟ سوف يقول لك الموتى إن الحدود السياسية تمنع هذا ونقول لهم لماذا لم تمنع الحدود السياسية مجيء جيوش المجاهدين الضائعين من كل حدب وصوب إلى سوريا ؟؟ الم يستدعهم طوفان المتكلمين بالدين إلى سوريا والذين هم أنفسهم اليوم لا يستطيعون دعوة مجاهد واحد إلى فلسطين المحتلة فكيف يتحدث البعض من المسلمين عن حل مشكلة شرف ودين وأخلاق ومنذ مايقارب القرن لم يستطع المسلمون حل مشكلة القدس ؟؟..قبل أن تنفذ من أقطار المقال عليك أيها القارئ الباحث عن بعض من الحقيقة أو كل الحقيقة أن تثب بمخيلتك الشفافة بعيدا عن الإلتحام بكل ماحولك من وقائع ولتحط بنفسك خلف مدى الفكر العذب لكي نواجه عدوا لم يبارزه العرب والمسلمون منذ زمن طويل وهو الجهل المقدس ..

حين تقوم مشكلة العدوان على النفس البشرية ستقوم تلك النفس بمقاومة المشكلة وهذا عمل العقول المستنيرة بفيض الفكر التقي فإنها تحاول جاهدة استيعابها لتمنع وقوعها ذلك لأن من سنن الشريعة الإسلامية وما سبقها من شرائع ووقائع تدل على أن العدوان على مقام الإنسان كان من إبليس ومن ثم قابيل قتل اخاه هابيل فكان العدوان طبعا مكنوزا في تشييد فكر الكافر ومحال على العاقل التقي أن يشابه في فعله القتلة ولهذا فإن حل المشكلة بالإذعان لها دون الخلاص منها فكريا هو عدوان مستتر وجب الكشف عنه وهذه الحقيقة طاعون أصاب المسلمين والعرب منذ زمن بعيد فعندما تنتصر عليك خلافاتك الإجتماعية والفكرية في الأمة الواحدة أنت منهزم لامحالة وقد أوجدت بيئة جذب و مساندة لعدوك وهذا كاف لكل عاقل أن يشاهد من هو المستفيد من مشكلته فإن عرف هذه الحقيقة ولم يتوقف عندها فهو شريك لأعداء الإنسانية وتلك الحال تمثل هزيمة لك ولأمتك فلا يعقل لعاقل أن يحمل قضية شريفة محقة وهي تساهم بصنع طقوس ملائمة لقوة عدوه ووجوده فما هي الهزيمة الأكثر قبحا من أن تمنح عدوك القوة فعدوك لايقوى إلا بضعفك وضعفك لا يتجلى في قوتك العسكرية والعددية بل في فكرك المنزوع من التعقل والتفكر فلا تعطي الشمس سوى الضوء ولا يشتبك مع السراب سوى الواهم فقد ترفع راية الجهاد لتحارب أبناء أمتك إلا أنك في عين الحقيقة أنت مخدوع لامحالة فكيف تسير إلى النصر وأنت تشرع وجود العدوعلى أرضك أي أنك نصير لعدوك من دون أن تعلم . إنها قوة الجهالة الناتجة بفعل التوقف عند حدود الفكر الممنوع اجتيازها بفعل أحاديث تتعارض مع الدين .إن تعاظم الفراغ المعرفي الأخلاقي العميق في قضية احياء الانفس وتعظيم أحسن خلق الله وهو الإنسان كل هذا أدى إلى توغل العدو اليهودي المحتل والصهيوني الأمريكي في المنطقة بل وقيامه بعلاقات حميمة غير عادية مع المجتمعات العربية والمسلمة على أنه واقع حال وليس عدوا محتلا وهذا ما يجعلنا نؤمن يقينا أن ماوصل إليه المسلمون والعرب اليوم هو نتيجة قلب للحقائق فلا يعقل لإنسان متزن نفسيا وسليم القلب وصحيح الديانة أن يصفح عن عدو قاتل محتل إلا لأنه يؤمن أنه شريك هذا العدو في رؤيته للوقائع فكيف استوى الأعمى والبصير في ذهنية شيوخ هؤلاء إلا بسبب تعمية الحقيقة إذ إن اجتياز المسلم للوقائع لتحقيق واقع فرضته عليه الخلافات البينية جعلته خارج الإحاطة الفكرية نعم لقد فقد المسلمون ذهنية التفكير السليم وهكذا ترى الكثير من المسلمين يعانون من التخندق الوجودي الضيق في مواجهات التحولات العالمية حيث يقمعون عقولهم أمام شدة تأثرهم برد عدوان غير موجود أما العدو الحقيقي فهو المنتشر على امتداد الفراغ الذي خلفته نزعاتهم المذهبية فما هي تلك القضية المقدسة التي جعلت غالبية المسلمين يغضون أبصارهم وبنادقهم وعقولهم أمام العدو الصهيوني المحتل لمقدساتهم فهل هناك ماهو اقبح من أن تحتل أرضك من الأشد عداء للذين آمنوا انه الانفصال عن شرف الحقيقة حيث جعلتك هذه القداسة العمياء لاتلتفت إلى عدوك المحتل سوف تسأل نفسك عم أتحدث فإني سأقول لك: لقد انتصرت خلافات المسلمين عليهم ولم ينتصر احد عليها فكيف تنتشر قواعد أقذر قوى الظلام و الكفر بالإنسانية على غالبية الأراضي العربية والإسلامية من تركيا إلى لخليج وفلسطين واذربيجان وافغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها الكثير من الدول لو لم تتمكن الخلافات من المسلمين وبهذا نكون مجرد أمة من الإشتباكات والخلافات ..
فهناك بحث عن الخلافات وليس الخلافة لاتصدقوا أن ثمة أحد يبحث عن الخلافة بل عن مبايعة الخلافات فقد انتقلنا من خلافة العقل على مشاكل المسلمين والعرب إلى خلافة الخلافات على المشكلة نفسها لأنه إن لم يبايعها المسلم السطحي الضائع لن يبقى متسيدا فإن سقطت المشكلة سقطت السيطرة على المجتمع المسلم ولهذا فإن المشكلة لدينا لا تسقط لأنها سوف تسقط قوة العروش الخاوية والدليل واضح جلي لمن أراد إدراكه ومعرفته دققوا في جميع احاديث الرواة منذ قرون وحتى اليوم سوف ترون ما يتناقض مع الوقائع ولسوف ارشدكم إلى واحده من أكثر هذه الوقائع غرابة وتناقضا وهزيمة وهو قول الضائعين من المسلمين أن الخلافة في زمنها الأول لايمكن أن تكون إلا لمحنك في السياسة وليس الدين كاف لها ؟؟ وهؤلاء هم أنفسهم اليوم يحاربون ويكفرون كل من يقول بفصل الدين عن السياسة مع أنهم هم أول من فصل الدين عن السياسة ؟؟ إن مقولة فصل الدين عن الدولة غير صحيحة لماذا ؟؟ لأن معظم الدول تفصل المتدين عن الدولة وليس الدين نعم هناك فرق فالدين مشرع لكثير من هذه الدول عربية وغيرها وهذه الدول فيها مؤسسات دينية حكومية أي أنها اقصت رجال الدين عن السياسة وليس الدين .والسؤال يقول : كيف للمسلمين أن يعالجوا مشاكلهم مع من لايتفق معهم فكريا وهم مع من يؤمن بالله ورسوله وكتابه في اشتباك مستميت دام وهم متناقضون مع معتقداتهم وغير متفقين بأحاديثهم مع ماجاء به القرآن فإذا وجدوا من لايتفق معهم بما يعتقدونه خوفوا الناس منه وقالوا إن ضرره على المسلمين والإسلام لأشد ضرر من كل عدو ..
نحن نعلم أنه في جميع الشرائع إنما تقوم الحروب لرد العدوان ولاتقوم لغير هذا إذ مهما حاول الكثير منا تطعيمها دينيا فلا عدوان إلا على المعتدي وإلا تساوى التقي مع الباغي فقد يحدثك أحدهم عن غزوة الخندق ولو دققت لهنيهة ستدرك أنها موقعة دافع فيها المسلمين عن أنفسهم وردوا عنهم العدوان فكيف يكونون في غزو ويحفرون من حول موقعهم خندقا ويقاومون العدوان دقق هنا بالتناقضات سوف تعلم أن ثمة غزو وعدوان دخل إلى عقر دار المسلمين والعرب ولكن موقعه ليس على الأرض فقط بل سبقه عدوان على الفهم والفكر ..إن العجز الفكري للعقل البشري له قدرة على إيجاد مناخ لولادة مكونات اجتماعية تتحد تلقائيا مع من يريد نفيها من الوجود لتسير نحو الإقتتال مع من يخالفها في بعض من الإعتقادات أو حتى من يشبهها في العقيدة فقد شاهدنا (الجهاديين) كيف قتلوا بعضهم بعضا في سوريا وهم أصحاب قضية واحدة كان منطقا يجب أن توحدهم وهذا هو المريب في فكر هؤلاء حيث تراهم على الرغم من وحدة قضيتهم المعلنة وعقائدهم الواحدة ينقسمون فكيف الحال مع من يختلف معهم فمن المؤكد انهم سيكونون دائما في مكان ما يمثل العدوان ولهذا وحتى قبل أن يصلوا إلى أي حكم في سوريا يعارضهم السوريون في الوصول إلى الحكم لأن من لم توحدهم أعظم وأقدس قضاياهم في اوج إنفعالها ((الجهادي )) لن يكونوا موحدين مع من لايوافقهم الرؤية ولهذا سوف تجد أن المعارضة في سوريا هي لمن يعارضون هؤلاء فقط وليست لغيرهم من المهرجين المخمورين بالإنفصال عن الواقعية وشرف المواجهات الفكرية .. فكيف لنا أن نفسر تجاهل خطر وجودي لعشرات الرؤوس النووية في الترسانة العسكرية للعدو اليهودي المحتل مقابل بدء الهجوم نحو دولة اسلامية تسعى للنووي السلمي مثل ايران؟؟ .لماذا لاتخشى تل أبيب وأمريكا من نووي باكستان لأن الأمريكي مطمئن لبقاء العداء الباكستاني الهندي ولأنه مطمئن إلى العداء الإجتماعي الباكستاني بين المكونات المذهبية هزم لديهم روح العداء لليهود المحتلين..