منذ ان صدمنا نابوليون عندما جاء الى الشرق ووجه قذيفة مدفعه الى وجه ابي الهول التي لاتزال آثارها حتى الان .. منذ تلك الصدمة في اللقاء مع الغرب ونحن نسأل السؤال الذي لم نصل الى جواب له .. السؤال الذي أثارته رحلة نابليون الى مصر كان وجوديا وصريحا وصادما: كيف حدث هذا؟؟ أي كيف تفوق الغرب علينا؟؟ فقد كانت حملة نابوليون أهم صدمة للشرق ولقائه مع الغرب منذ انطفاء الحروب الصليبية .. وجد المسلمون والمشرقيون عموما انهم متخلفون جدا وهم يرون المدافع الفرنسية والتقدم العلمي الذي جعلهم يهزمون بسرعة ويغزوهم نابليون ويفتح بلادهم كما لو انها قطعة زبدة وجيش نابلوليون سكين محماة تسير دون ان توقفها الزبدة .. وكانت تلك اللوحة التي تصور جمود وجه ابي الهول امام نابوليون وجواده تلخص جمود الشرق الذي صار صنما يواجه حيوية الغرب المليء بالحياة والحركة ..
تلك اللحظة الصادمة جعلت الشرق يفكر لاول مرة في كيفية تجاوز هذه الفجوة العلمية والحضارية .. وانهمك مفكروه في محاولة تشخيص العلة .. ولكن معظم الحلول كانت تنتهي الى طريق واحد وهو: “ايها الغبي افعل مايفعلوه .. اقتد بهم .. اتبعهم حيث يذهبون واستنسخ كل تجاربهم في كل الميادين” .. فيما انكب آخرون على تحليل الفشل المشرقي ووصلوا الى نتيجة أخرى وهي ان الشرق دخل في الانحطاط لأنه تخلى عن عقائده ونسي الاسلام الأصيل واتبع اسلاما منحرفا فتوجب اصلاح الاسلام والعودة به الى صدر الاسلام لتعود دورة التفوق لصالح الشرق ..

أصحاب التيار الأول انهمكوا في تغريب كل شيء .. حلقوا اللحية والشوارب وخلعوا الجلابيب والقفطانات والشماغات وارتدوا الثياب الافرنجية .. والياقات البيضاء وربطات العنق .. وصاروا يستوردون كل ماينتجه الغرب من منتجات وصناعات ومدارس فكرية ونظريات في السياسة والاقتصاد والعلوم .. وتحولوا الى محطات وجزر اوروبية في مجتمعاتهم ..
اما اصحاب التيار الثاني فانهم خلعوا ثيابهم التقليدية وخلعوا الشراويل والطرابيش وارتدوا الجلابيب القصيرة وحفوا الشوارب ثم غطسوا في بحيرات التراث يفتشون عن الكنز المفقود .. ولكن كأنهم كانوا يغطسون في بحيرات الكحول والمهلوسات .. فيخرجون مثل المجانين .. ويخربون كل مايجدون ..
ورغم الصراع بين التيارين اللذين تبادلا تهما بالتسبب في ضياع الامة فان التيار العلماني انتصر في بعض المراحل .. ولكن حماسه وانتشاره جعله يستنسخ كل شيء .. دون اي تغيير في النقطة والفاصلة .. وكان كل شيء مسبق الصنع ليس فيه تغيير او حتى تعديل .. الا ان غلطة هؤلاء كانت ان الابداع والتجديد تم اقصاؤهما لأن الدولة مسبقة الصنع جاهزة ومايفعلونه هو انهم كانوا يستوردونها كما هي ويتسلمونها بالمفتاح ويسكنون فيها شعبنا المسكين .. وكانت الكارثة ان المعرفة لم تصنع بدل الاستيراد الشامل للمعرفة بل استوردت جاهزة ومعلبة .. وكان الغرب يصدر بضاعته الينا ونستهلكها كلها .. ومن بين البضاعة التي كنا نستوردها بضاعة الديمقراطية والحريات الانسانية وقوانين الدولة الغربية والمجتمع الغربي .. ولكن صرنا كمن يستعير ثيابا لاتناسب طقسه وجسمه .. مثل اعرابي يرتدي ثياب الاسكيمو وفراءه في الصحراء الحارقة .. او مثل مواطن اسكيمو يستورد شورتات سباحة من البرازيل ليرتديها في القطب الشمالي ..
في التغيير السياسي لم نفلح في خلق نظريتنا السياسية وطريقتنا في التغيير السياسي لأننا لم نجد في الغرب الا نموذجه اليتيم في صندوق الانتخاب والبرلمان والاحزاب السياسية .. وغابت عنا حقيقة ان هذه المحركات الضخمة لقاطرة الحركة السياسية في الغرب تسير على سكك حديدية لاتتجاوزها والا انقلبت .. اي ان الدولة العميقة في الغرب هي التي تسير عليها القطارات السياسية التي تتوقف في محطات تغير الركاب وتتبادل المسافرين وتسير على نفس الخط دوما .. ولا يقدر المسافرون فيها على تغيير السكة واتجاهها رغم انهم يغيرون مافي داخل العربات .. وهذا هو سبب ان اوروبة لم تتغير منذ 200 سنة .. فهي استعمارية وانانية وجشعه وهي دوما مثل مصاصي الدماء .. والنموذج الغربي للديمقراطية هو للأثرياء و مصاصي الدماء ..
مافعله المتحمسون للمشروع الديمقراطي والبرلماني الغربي انهم استوردوا القاطرات وارادوا ان يسيروا بالقاطرات من غير سكك حديدية .. فورا على الرمال .. فانقلبت العربات .. في الصحراء العربية .. وتجمع المسافرون حولها ولم يتقدموا في رحلتهم خطوة واحدة .. فوجدنا هذا التخبط السياسي .. في كل حركة سياسية عربية .. شيوعية وقومية واشتراكية وليبرالية .. بل ان الحركات الاسلامية التي ارادت ان تهجن نظريتها في الحكم الاسلامي ارتكبت نفس الخطيئة ووقعت في نفس الرمال المتحركة ..
والدليل على ذاك واضح في نموذج لبنان الذي يستعمل سياسيوه نفس الشامبو الذي يستحم به الساسة الغربيون .. ويأكلون مثلهم الكرواسان .. والشوكولا .. ولكنهم في النهاية بيكوات وطرابيش وعائلات سياسية .. ومجرد زعماء طوائف وقبائل ..
وطبق العراقيون هذا النموذج الكاريكاتيري بشكل اكثر مأساوية .. وصارت لهم عربات قطار شيعية خضراء وسوداء وعربات سنية وكردية .. وكلها غرقت عجلاتها في الرمال لان الدولة العميقة القوية التي تؤسس لحركة الاحزاب واتجاهات القطارات تم اقتلاعها .. والسكة الوحيدة الجديدة التي تعمل بانتظام هي التي وضعت قضبانها اميريكا في سكة دستور بريمر المذهبي .. الذي تسير عليه القاطرات العراقية مرغمة ولاتحيد عنه .. وكل الرحلات تفضي الى التقسيم والتشتت والدولة الضعيفة .. والمحطة الاخيرة ستكون في تل ابيب ..
اليوم في الانتخابات الرئاسية السورية نجد اننا في مواجهة تأثير حملة نابوليون لأول مرة .. أي اننا في مواجهة نموذج ساد صناعة السياسة المشرقية منذ تلك اللحظة .. فكل النماذج السياسية التي انتجناها كانت تقليدا سخيفا للنظريات الغربية ومحاولة لاثبات اننا متحضرون ونمارس السياسة المصممة خصيصا للمجتمعات الغربية بثرواتها وتراثها وتاريخها .. وكل محاولة منا لاعادة النظر في هذه النماذج كانت تلقى استهجانا واحتقارا وسخرية .. ولذلك تجد ان المعارضين العرب جميعا مستوطنون في الغرب .. ويبشرون بنموذج حكم على الطريقة الغربية لأنه النموذج الانجح والذي اوصل اوروبة الى التفوق .. في اعادة لذلك الاستنتاج الذي صنعته لحظة انتصار نابوليون في مصر .. اي انهم تفوقوا لأننا لانفعل مثلهم ولانسير على خطاهم .. والتجربة هي أم العلم .. ونتيجة التجربة الغربية هي نموذج نابوليون المتفوق … ولذلك لاداعي للتفكير في نماذج اخرى .. طالما ان النموذج جاهز للتطبيق بحذافيره ..
ولذلك علبنا ان نستنسخ فكرة الانتخابات .. والغرفة السرية .. والاحزاب .. والمرشحين .. والمناظرات .. والحملات الانتخابية كما نستنسخ فكرة برامج الترفيه والغناء مثل ستار اكاديمي.. وبرامج المواهب .. بنفس الطريقة والديكور ..
في الانتخابات الرئاسية يريد المتحمسون للنظريات الغربية ان نطبقها بحذافيرها وان تسببت بموت الدولة وهلاك المجتمع .. المهم ان نلعب اللعبة على أصولها .. حتى وان قتلت اللاعبين جميعا ..
ولكن هل نستجيب للعبة غربية .. ونركب قطارات بلا سكك لتغوص عجلاتها في الرمال وتنقلب من اجل ان نقول اننا نسافر بالقطار؟؟ وكيلا يقول عنا اولئك الذين يرتدون الياقات البيضاء ويتعطرون بالديمقراطية ويغتسلون بماء الحرية اننا زنادقة وكفار واثمون وضالون وجهلاء وعبيد .. بل اننا حبابون وطيبون ومتحضرون؟؟
لن أمشي تحت الخوف من مدافع بونابرت
حسنا .. انني لن أمشي مع مدافع بونابرت .. ولن أعيش الاحساس بالنقص الذي عاشة الشرق منذ رحلة نابوليون اليه .. وسأقول: اننا الزنادقة والكفار .. واننا الآثمون .. والضالون .. واننا الجهلاء واننا العبيد … وكل الارض حرة وكل الارض خرجت من الجهل وكل الارض دخلت الايمان الا نحن.. ولانريد ان نؤمن بمدافع بونابرت..
فلماذا لانزال كفارا ولماذا لانزال عبيدا ولماذا لانزال مصرين على الاثم والحنث العظيم؟؟ الجواب سيرد في بعض مما سنسمعه في فترة الانتخابات الرئاسية السورية من قبل جوقة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ..
في الانتخابات الرئاسية السورية سنسمع التعليقات والادانات والتشكيك واليقين واليمين بانها ليست حرة وانها محسومة سلفا .. وستقوم الدنيا ولن تقعد .. وسنتوقع اطلاق قطيع من المرتزقة والنباحبن الذين سينبحون كثيرا في الليل والنهار .. وفي النهار والليل .. وسيقبض كثير من المتسولين مكافآت على برامجهم وحواراتهم التي أستطيع ان أنقل لكم ما سيرد فيها حرفيا .. أنه موسم الرزق لقطعان الشتامين ولدقاقي الدفوف والطبول والراقصين والراقصات .. وسنسمع عواء طويلا .. يسخرون او يهزؤون او يصرخون .. ولكل نبحة ثمن .. .. ولكل عواءة سعر .. ولكل ضربة طبل شيك.. فلا فرق بين المرتزقة الذين يحملون السلاح ويهاجرون مثل الغجر من ليبيا الى ناكورنو كاراباخ من أجل بيع حياتهم مقابل الدولارات .. وبين من يبيع صوته وحنجرته وقلمه .. فالمرتزقة في كل مكان .. ارتزاق بالصوت وارتزاق بالقلم وارتزاق بالغناء .. وارتزاق بالتهريج او الشتم .. وبالرسم والكاريكايتر ..
مالايريد هذا العالم ان يفهمه هو اننا كشفناه وعرفناه وعرفنا نفاقه وألاعيبه .. ولسنا مضطرين لأن نلعب اللعبة التي يريد وان نرقص الرقصة التي يريد .. ونركب القطار الذي يضع سكته ووجهتها عملاء المخابرات الغربية .. وان نهرج كما يريد الغرب كي يفرح ويدخل السرور الى قلبه .. فلا يكفي ان نغير صورة الرئيس كي نصبح ديمقراطيين على الاصول .. بل يجب ان يتغير من يضع صورة الرئيس في الاطار ومن يقرر اسم الرئيس .. اي اولئك المتحكمون بالدولة العميقة في الغرب .. ففي الغرب تتغير صورة الرئيس وفي كل يوم وجه جديد .. ولكن من يغير الصورة لايزال هو نفسه منذ اكثر من مئة سنة .. انهم مجموعة من أصحاب البنوك والاموال الهائلة .. يغيرون صور الرؤساء كما يغيرون لوحات بيوتهم .. ولكن البيت لهم والاثاث لهم والارض لهم والعقار لهم .. واطار الصورة لهم .. أما الصورة فللشعب .. وراينا كيف ان انتخابات اميريكا أظهرت ان مالك العقار ومالك البيت الابيض من الشخصيات العميقة رفض ارادة الامريكيين وقرر ان يزور الانتخابات ويفرض اسم الرئيس جو بايدن .. وقرر تغيير الصورة ولكن بقي الاطار وبقي البيت له وبقي العقار له .. وبقي هو صاحب القرار وحاكم الدولة .. ولولا يقين فريق ترامب من ذلك القرار الديكتاتوري لما تغيبوا عن حفل التنصيب لمجرد العناد .. فغيابهم كان تاكيدا ان مايعرفونه يقين من تزوير ارادة الامريكيين وأن الصورة تغيرت ولكن أميريكا مملوكة لبضعة افراد وعائلات ..
كلما حدثت انتخابات في الغرب يتأوه المثقفون العرب ويبكون على بلدانهم التي لاتنتخب .. ولاتعرف نعمة الانتخاب وصندوق الدنيا .. بل ان أحدهم ارسل لي بوستا يصور فيه عدد الرؤساء الذين تغيروا في اميريكا رغم بقاء صورة الرئيس في سورية لم تتغير ..
ربما كان أصعب جهاد في العالم ليس الجهاد ضد الكفر بل الجهاد ضد الايمان الذي يظن انه اليقين المطلق .. اي ان تقنع من أصمّت اذنيه مدافع نابوليون انه لم يغلب الا لأنه استسلم للاتراك وسلم أمره لأول مرة للغرباء .. ولايزال يكرر نفس الخطيئة بتسليم بلاده ومصيرها للغرباء كي تتفوق .. فما أصعب ان تقنع مؤمنا انه يمارس الكفر وهو لايدري .. رغم انه فعلا يمارس الكفر وهو لايدري .. فكيف نقنع هذا العالم انه هو الكافر وهو الزنديق والآثم والضال والاعمى ؟؟ وأن الحرية والديمقراطية العمياء التي تصنع في غرف الاعلام ليستا بضاعة للاستيراد ..
كيف الخروج من وادي العميان وزمن بونابرت ؟؟
في هذه الفترة علينا ان نتذكر تلك القصة عن وادي العميان لهربرت ويلز..
وتحكي قصة وادي العميان عن مستكشف وخبير في تسلق الجبال تسلق جبال الانديز انزلقت قدمه فسقط من أعلى.. سقط مسافة شاسعة ولم يعرف أنه سقط في وادي العميان الأسطوري. وعندما بدأ المشي علي قدمين متألمتين رأي البيوت التي تملأ الوادي . لاحظ أن ألوانها فاقعة متعددة بشكل غريب ولم تكن لها نوافذ .. هنا خطر له أن من بنى هذه البيوت ضرير.
وعندما راح يصرخ وينادي الناس سمعوه لكنهم لم ينظروا نحوه .. لأنهم عميان فعلا … إذن هذا هو بلد العميان الذي كان يسمع عنه … وعندما بدأ يشرح لهم معنى البصر راحوا يتحسسون وجهه ويغرسون أصابعهم في عينيه .. بدت لهم عضوا غريبا جدا . فيأخذونه لكبيرهم .. هنا يدرك الرجل أنهم يعيشون حياتهم في ظلام دامس وبالتالي هو أكثر شخص ضعيف في هذا المجتمع .. عرف فلسفتهم العجيبة .. فهناك ملائكة تسمعها لكن لا تقدر علي لمسها ( ويقصدون الطيور طبعا ) والزمن يتكون من جزئين : بارد ودافئ ( بدلا من الليل والنهار).. ينام المرء في الدافئ ويعمل في البارد. لم يكن لدى الرجل شك في أنه بلغ المكان الذي سيكون فيه ملكا .. سيسود هؤلاء القوم بسهولة تامة. لكن الأمر ظل صعبا .. إنهم يعرفون كل شيء بآذانهم .. يعرفون متى مشى علي العشب أو الصخور . ولهم انوف حساسة جدا يستعملونها ببراعة تامة. وعندما كان يحكي لهم عن جمال الطبيعة والغروب والشمس .. كانوا يصغون له باسمين ولا يصدقون حرفا .. بدا عليهم الشك وراحوا يلاحقونه .. حاول الهرب لكنهم لحقوا به بطريقة العميان المخيفة باضطرابها .. كانوا يصغون ويتشممون الهواء
هكذا بعد الفرار ليوم كامل في البرد والجوع وجد نفسه يعود لهم ويعتذر وقال لهم : أعترف بأنني غير ناضج .. لا يوجد شيء اسمه البصر !! فصفحوا عنه بسرعة ..
وبعد فترة بدأ يميل لفتاة وجدها جميلة لكن العميان لم يكونوا يحبونها لأن وجهها حاد بلا منحنيات ناعمة وصوتها عال وأهدابها طويلة … أي انها تخالف فكرتهم عن الجمال . ولما طلب يدها لم يقبل والدها لأنه مثل قومه العميان كانوا يعتبرون العريس أقل من مستوى البشر .. اخرق او مختلا . لكن الفتاة كانت تميل للرجل الذي كان يحدثها عن الابصار .. ووجد الأب نفسه في ورطة لذلك طلب رأي الحكماء ..
كان رأي الحكماء قاطعا .. الفتى عنده شيئان غريبان منتفخان يسميهما ( العينين )… وفوقهما جفناه يتحركان وعليهما أهداب .. وهذا العضو المريض قد أتلف عقله وجعل ملكاته العقلية ناقصة .. لابد من إزالة هذا العضو الغريب (العينين) ليسترد الفتى عقله . بالتالي يمكنه أن يتزوج الفتاة ..
لكن الرجل يرفض بشدة ويصرخ: لن أضحي بعينيّ بأي ثمن . الا ان الفتاة العاشقة القت بنفسها علي صدره وبكت وتوسلت: ليتك تقبل ..
هكذا صار العمى شرطا ليرتفع المرء من مرتبة الانحطاط ليصير مواطنا كاملا . فقبل الرجل أخيرا وبدأ آخر أيامه مع حاسة البصر .. خرج ليري العالم للمرة الأخيرة .. وهنا رأى الفجر يغمر الوادي بلونه الساحر .. أدرك أن حياته هنا لطخة آثمة .. الأنهار والغابات واللون الأزرق في السماء والنجوم اللماعة .. كيف يفقد هذا كله من أجل فتاة؟؟!! .. كيف ولماذا أقنعوه أن البصر شيء لا قيمة له برغم أن هذا خطأ اتجه إلي حاجز الجبال حيث توجد مدخنة حجرية تتجه للأعلى .. وقرر أن يتسلق ويفرّ وينجو ببصره .. عندما غربت الشمس كان بعيدا جدا عن بلد العميان .. نزفت كفاه وتمزقت ثيابه لكنه كان يبتسم .. رفع عينيه وراح يرمق النجوم ..
هذه القصة تختصر جدا كيف يجب ان ننظر الى الديمقراطية بنسختها الغربية التي تريد ان تفرض نفسها علينا .. انها بلد العميان ويريدون منا ان نفقأ عيوننا لنصبح مثلهم .. نسلم البلاد لمجموعة من الشركات التي تدير عملية الانتخابات وتضع سكك القطارات التي اذا ركبنا فيها تأخذنا الى حيث يريدون هم .. فنحصل على بلد مثل لبنان او العراق .. 600 حزب و600 محطة وجريدة بلا هوية واحدة .. وصاحب المال في الخارج هو من يقرر الصورة التي ستكون في الاطار .. ويصبح زعيمنا صبيا مثل سعدو الحريري .. وبيك مثل وليد جنبلاط بلا ذمة ولاعهد ولاميثاق ..
في الانتخابات الرئاسية سنكون محاصرين بالعميان الذين سيرون مانفعله في بلادنا غريبا وخارج الناموس .. ولايناسب مقاييس الليل والنهار الاوروبي .. ومع ذلك عليكم ان تكونوا اكثر ثقة بأنكم انتم المبصرون .. وأنهم العميان .. وان عيونكم هي التي ترى الحقيقة .. وان اعداءكم يريدون ان يفقؤوا عيونكم بأصابعهم واعلامهم ..
ان الحفاظ على عيونكم هي أهم من مقاييس الديمقراطية العمياء .. وان السبيل للحفاط على عيونكم هي في اكرام أطباء العيون .. فهناك فرق كبير كبير بين طبيب العيون .. وبين اولئك الذين لايتقنون الا قلع العيون …
أهلا بكل من سيترشح للانتخابات الرئاسية ببرنامج وطني صادق .. رغم انني سأمنح صوتي لطبيب العيون .. نكاية بمدافع نابوليون .. ولأتحرر من عقدة نابوليون .. ولأبحث عن مشروع في وطني ونظرية في السياسة والحكم وبناء الدولة والمجتمع .. مهما سقطت عليّ قذائف نابوليون ..

رهيب
صدقت يا نارام العظيم، اتمنى ان تتحدث عن المنتدى الاقتصادي العالمي وخطته لاعادة الضبط او the great reset كي يفهم البعض ان الغرب محكوم ومستعبد واننا ولله الحمد ب “كفرنا” و “ضلالنا” سنكون خارج هذه المعادلة القذرة
شكرا لكم الاستاذ نارام سرجون.
20210420
لا يحق لي ان انتخب، الأن، ولاكن.
انا سأمنح صوتي الافتراضي الى:
من يبشرنا بالخير والمحبة والعدالة
ومن يحافظ على اخلاق وسيادة ووحدة سوريا
ومن يدافع كالأسد عن بلده ونصرة شعبه
لا أعرف نسبة مصداقية التاريخ المكتوب وغير(ربما تقارب الصفر).
ويكي-بيديا (WikiPedia)، بوق الدولة العميقة، تقول ان لا مصداقية أن مدفعية نابوليون بونابرت “شووهة” ابو الهول ( Great Sphinx of Giza) من رابط صهيوني الاصل.
“حكاية واحدة ينسبها خطأ إلى كرات المدفع التي أطلقها جيش نابليون بونابرت”
“…One tale erroneously attributes it to cannon balls fired by the army of Napoleon Bonaparte.”
أمثال أمريكي:
1- بيع ثلاجات لأسكيمو
2- بائع زيت الثعبان
1- بيع ثلاجات لأسكيمو
توريد شيء إلى مكان لا يحتاج إليه – مرادفات: بيع الرمل في الصحراء ونقل الفحم إلى نيوكاسل
يتم تطبيقها على الباعة الأكفاء ، وبالتالي على الأشخاص المقنعين.
‘To sell refrigerators to the Eskimos’: meaning and origin
“… The phrase to sell refrigerators, or ice-boxes, to (the) Eskimos and its variants refer to the supply of something to a place where it is not needed—synonyms: to sell sand in the Sahara and to carry coals to Newcastle.
In particular, could sell refrigerators, or ice-boxes, to (the) Eskimos and its variants are applied to efficient salesmen, and, by extension, to persuasive persons.” etc…
___________
2- بائع زيت الثعبان
زيت الثعبان هو تعبير ملطف للتسويق المخادع أو الاحتيال في مجال الرعاية الصحية أو الخداع. وبالمثل ، فإن “بائع زيت الثعبان” هو تعبير شائع يستخدم لوصف شخص يخدع الناس من أجل الحصول على المال منهم. [1] تستمد المصطلحات معناها من الزيت المعدني القائم على البترول أو “زيت الثعبان” الذي كان يُباع كإكسير علاجي لجميع أنواع المشاكل الفسيولوجية.
“… Snake oil is a euphemism for deceptive marketing, health care fraud, or a scam. Similarly, “snake oil salesman” is a common expression used to describe someone who deceives people in order to get money from them.[1] The terms derive their meaning from the petroleum-based mineral oil or “snake oil” that used to be sold as a cure-all elixir for many kinds of physiological problems.” etc…
شكرا لكم.