آراء الكتاب: لن أنتخب الأسد رئيسا !!..- بقلم : يامن أحمد


عندما أريد أن انسجم مع معتقداتي لابد أن أؤمن بها  ليس من خلال صراع روايات التاريخ  وسجال احداثها المقدسة مع الزوال الدنيوي  بل من خلال ماحققته هي لنفسي من مكتسبات عقلية والتي جعلتني أكتسح متاريس الطوق الجسدي لأشاهد الحقائق من حيث يجب أن ترى فلا أنطوي طي السجل أمام المحن ولا تجتث روحي جحور التعصب ولا أضطرم كالنار عند كل شرارة توقدها قامات القش وأتفوق على الفتن ولا اصغي لما تريده مني .هكذا أنا كسوري وإنسان لا أميل مع هوجاء عاطفتي ولا تأسرني خوارق الشخصيات  طالما لم تعرف أن وهب الحياة أعظم من قتلها.
فلايعقل أن نسير  كالعميان خلف شخص ولايمكن لأي عاقل أن يحارب الكون لأجل شخص فما الذي يجري حقا؟؟ هل (استفاق) السوريون  في عام ٢٠١١ .وهل تأخر السوريون بمعرفة أنهم يجب ألا يحكموا من قبل شخص ..فهل أنتم تصدقون أن يقف السوريون  إلى جانب شخص حاكم لمدة عشر سنين لمجرد لاشيء وهكذا ؟! أم أن هناك حقيقة من حالة غير عادية ثم  وهل يعقل أن يتحدى السوريون العالم والحصار الوحشي العالمي لأجل شخص ؟؟ الحقيقة هي أن بشار الأسد ليس مجرد شخص  لقد انتفى فيه الاعتبار للشخص وبقي منه اعتبار الوطن .  لقد ورثنا نحن السوريون بشار الأسد ، فغدا لكل شريف مناصر ونحن أنصاره .. لأنه العظيم الذي أعاد سوريا من قرار العصابات وانقذها من التحول إلى فريسة  وحول أهلها إلى صيادين لمن أراد سوريا صيد له .


إن الفوالق التي احدثتها  بحور الأموال النفطية وجحافل العسكر الأمريكي وجيوشها الدموية المتدينة  من العراق إلى ليبيا لم تتوقف عن التوغل في المجهول  إلا عند رؤية الأسد وكأنه قد أمسك قرني الشيطان واخضع رأسه لسمو دمشق  فكان الجيش العربي السوري يحيك منع إنهيار المنطقة على كل الجبهات بينما يصرخ الضائعون ثورة ثم ثورة ؟؟ ثورة على من ؟؟ ولأجل من ؟؟ من هو قائدهم ؟؟ ماهي افكارهم التي هزت عروش الغرب وحكام صهيون؟؟ ماهي أعظم اعمالهم الجهادية غير أنه كانت تل أبيب كل عشر سنين تشن غارة انتقام على كل عمل سوري مقاوم في لبنان او فلسطين وفي العراق وحتى في ليبيا ضد الامريكان في زمن القذافي بينما اليوم تتمادى تل أبيب  فتشن غارة كل شهر في زمن مابعد الثورة ..لماذا اصبحت السماء اكثر أمانا اليوم لتل ابيب ؟؟لسنا مع تعظيم الشخص كشخص ولانركب المشهد المقيد على الشخصية فهذا كله متولدا عن الإنفعال الذي يمنع الرشد العقلي من معرفة القائد الحقيقي. هناك حرب عالمية على سوريا وتلك نقطة نجد عندها  فرقا فكريا شاسعا بيننا وبين من يظن أنها حرب إقتتال داخلي على كرسي فكيف للعاقل أن لايلاحظ كيف أن دمشق  قسمت العالم واستنفرت معسكرات الغرب والشرق أي أنه هناك ماهو أكبر من حرب داخلية بل هناك عملية إرغام لدمشق على التحول من عاصمة للمقاومة إلى عاصمة بلا شرف  . إن عمل القنوات الفضائية النفطية الثرية على مدار الساعة ومنذ عشر سنين  ليس لنصرة أحد ولا لإسقاط كرسي حكم بل هذا التكتيك الإعلامي القذرو المبرمج كان يحارب عقلا وفكرا يقود أمة  إذ أن مستعمرات النفط وظفت كل مالديها من قوة مالية   لا لتسقط شخصا متعلقا بكرسي بل هي لإسقاط فكر  لأن المتعلق بالكرسي  شخص مادي سوف يفاوض على ثمن مادي  من أجل تنازله أو بقائه مقابل أن تفتح دمشق لتل أبيب عشر سنين لا تنازل  فيها ولاتحول أو تبدل  بالمواقف ولهذا نحن نرى انفسنا هنا اسيادا  ولا نريد أن نكون عبيد اثرياء  ولهذا أيضا نحن مع الأبعاد الفكرية التي تحققها هذه القامة فنحن مع سوريا عندما نكون مع الأسد ولو كان الأسد شخصا أوموظفا يشغل كرسيا رئاسيا لقدم استقالته وفر أمام وقع  المجهول الذي فرض حضوره وغيب المشهد السوري لأنه لا يبارز المجهول الا المؤمن بما لديه وهذا مافعله حقا الأسد ..لقد  شاهد الأسد مافعله خصومه مع صدام حسين والقذافي ولم يذعن  لأننا في حضرة وطن   فالمسافة الفكرية التي سوف نتلوها لكم في هذه القراءة سوف تظهر لنا أننا لم و لن ننتخب الأسد بل  سوريا ..فقد قام المشغلون  بتحديد الحرب ضد الأسد لأسباب قذرة منها نفي تأثير الأسد قياديا على المنطقة وإظهار الأسد على أنه زعيم طائفي أو أنه مادي يعشق السلطة وبهذا محو شعبيته في الشارع العربي والإسلامي فالجميع لا يريدون أن يكون هناك من يكشف عوراتهم ..
عندما قامت ثورة الضياع في سوريا هزم الأسد ضياعهم بالمصالحات وعاد الكثير من السوريين وعند أول نداء لإسقاط السلاح على الفور خرجت هيلاري كيلنتون لتصرح أن  لاترموا السلاح ؟؟ قبل كل هذا كان قد تنبأ الامريكان بالشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة وكانت دمشق تواجه مقتل الحريري وحرب تموز والتجييش الطائفي ثم يأتون فيحدثونك عن عفوية ثورة ؟؟  ما أريد قوله أن المنطقة  كانت تتحضر لسقوط طائفي مدوي فعندما ينطق “ملك” كيان في المنطقة بالطائفية فهذا يعني أمرا واحدا أن الحرب اعلنت فعندما يحذر “الملك” عبدالله عن تشكل هلال شيعي إنما لأنه كان يتشكل هناك هلال مقاوم يقابله محيط صهيوني تغشاه صبغة طائفية بحجج الدفاع عن أهل السنة ولو أرادوا الدفاع عن أهل السنة  لدافعوا عن صدام حسين في العراق لا أن يدعوه أضحية لنفاقهم وللأمريكي ….هم يقولون أن الأسد رئيس طائفي ؟؟  لو أن الأسد جزار طائفي كان الأفضل له أن يبني أمبراطوريته الطائفية لأن مشروع التقسيم المعد لسوريا يكفل له هذا ولو كان الأسد طائفيا لما استهدفته تل أبيب بل لجعلت جيشه الطائفي يكبر  لأنه وحدها الجيوش الطائفية من تحمي تل أبيب  فكيف لها أن تستهدف جيشه إذا كان على هذا النحو يقدم لها أعظم الخدمات لها (بطائفيته )؟؟ تلك الإستهدافات من تل أبيب  في سوريا  محرما عليها المساس باعداء الاسد في الداخل بل كانت تنتقم لهم أيضا.  هؤلاء كانوا قد حكموا سبعين بالمئة من جغرافية سوريا ولم تكن هناك أية ردة فعل من العدو الصهيوني على( إنتصاراتهم الساحقة) على الارض ولكن عندما كان  الجيش العربي السوري  يحرر واحدا بالمئة مما احتله هؤلاء كان العدوالصهيوني يستنفر أسلحته وبخاصة الجوية منها موجها ضرباته ضد مواقع  الجيش العربي السوري  هنا تكمن رواية أخلاقية وجودية تقول: أن العدو الصهيوني يثبت لنا أنه هو من يحيا حالة الرد أي أنه يخبرنا حرفيا أنه في حالة انتصار مع انتصارات هؤلاء (المجاهدين)    وهذا عار مابعده عار لمن يقرأ الوقائع بنقاء عقلي وشرف فكري ولو أن هناك جهادا ثوريا حقا لتوقف على الفور ويتم تصويب السلاح نحو العدو الصهيوني وهذا مالم يحدث ..لقد اشتهرت الثورة البرنارية في سوريا بالقتل الطائفي والتصريحات  والشعارات الطائفية وكل هذا موثق صوتا وصورة وكل هذا كان واقعا فيما قبل وبعد تحرك الجيش العربي السوري خارج ثكناته .إن هذه الطائفية كانت قد قدمت لتل أبيب تحصينات وضمانات بقاء لم تشهدها من قبل لأن من يفرض الطائفية يضمن استدامة المحتل وآمانه مخالفا بهذا شرعه الديني فالمسلم مطالب  شرعا أن يرهب عدوه لا أن يشعره بالآمان والإطمئنان وحتى اليوم يتساءل هؤلاء (الثوار) لماذا لم ننتصر منذ عشر سنين والجواب لأنكم ومنذ عشر سنين تخدمون أمن اسرائيل بعلم أو بدون علم..
اليوم لايوجد منافسة رئاسية في الداخل السوري بل هي منافسة  بين السمو والسقوط بين منظومة دولية إجرامية وأمة تريد الحياة .  السوريون اليوم ينتخبون عالمهم الشريف وصراطهم المقاوم ومواقفهم المحقة وتاريخهم المطهر من رجس الثورات المزيفة ويعلو كل هذا راية غرست في مرصد جبل الشيخ والقنيطرة وغرست في تصفيح  دبابات العدو الصهيوني على تخوم بيروت بعد أن حرر الجيش العربي السوري  بيروت من العدو الصهيوني   . اليوم لايوجد انتخابات وطنية فقط بل هي ملحمة بين أن يختار السوريون سوريا أو يختارون  الدخلاء العميان  الذين يزحفون لتعظيم الوهم وتنصيبه سلطانا ذاك العثماني الذي يدعي أنه فاتح وخليفة وهو لم يفارق  الأمريكان  في ليبيا والعراق وسوريا واليمن ولا يستطيع أن يحرر (بلاده ) من حلف الناتو  الصهيوني الذي قتل  المسلمين والعرب ونحن نعلم أن الشرع الإسلامي والتاريخ لم يشرعا أن يقاتل  المسلم  مع المحتل والشيطان .نحن اليوم مع قامه إستقبلت العراقيين طوال الحرب على العراق على أنهم سوريين وفتحت لهم أبواب دمشق على مصراعيها ولم تزرعهم في بيوت بلاستيكية (المخيمات) على الحدود ولم تتاجر بهم ولم تخرج على المنابر لتهدد بهم اوربا بإرسالهم عبر البحر إليها كما فعل مدعي الخلافة والإسلام الخليفة أردوغان مع السوريين.. قامة فتحت ابواب دعم المقاومة العراقية بالسر والعلن حتى فرض مجيء المجرم المنافق كولن باول سفير المحتل الأمريكي إلى دمشق مهددا الأسد ومطالبا إياه بالتخلي عن دعم المقاومة في المنطقة واغلاق مكاتب القيادات الفلسطينية وكان الرد الوجودي أن دخل الأسد  في حرب تموز مع رماح  الكورنيت التي نسفت تفوق دبابات الميركافا و قلبت المعركة البرية لصالح المقاومة فكانت دمشق أمينة الإنتصارات.. قامة أرسلت الصواريخ إلى غزه وجعلت اسرائيل تتراجع خلف متاريس الرعب وهذه الحقيقة تجيب  عن سبب قباحة الحرب على سوريا .كان الاسد قامة أربكت المحتل الصهيوني فأخذ هذا الأخير يطارد علماء صواريخها لأنه يعلم إلى أين  الأسد يوجه صواريخه..مع الأسد نجد أنفسنا مع قامة لم تدخل في حلف توسل القمح الأمريكي ولم تصغي إلى حلف دفع الأتاوة للأمريكي هكذا نشاهد انفسنا في الأسد فهو  الموقف النهائي المشرف من كل قضية  أما من يشاهده مجرد شخص فإن مشكلته في عقله ونفسه وليس مع الأسد ..
وهنا يولد تقييمنا للأسد من الحقائق والمواقف و أين هو من خارطة استهداف العدو ؟؟ إنه في قلب الاستهداف في حين أن خصومه في خارطة العدو هم  خارج هذا الاستهداف والسؤال : لماذا يستهدف العدو الصهيوني الدولة والجيش  ذلك لأن الاسد يعيد الضائعين من موقف خدم لأمن اسرائيل إلى شرف عداء تل أبيب ومن المجهول إلى المعلوم  إن  الأسد  يقود معركة جراحية دقيقة لا يستطيع فهمها سوى من عرف الفرق بين أن تكون مستهدفا  وأن لاتكون مستهدفا من قبل تل أبيب.
ولأجل كل هذه الحقائق لن ننتخب شخص وموظف رئاسة بل سوف ننتخب سورية هذا أمر لا ولن يفهمه كل من اراد لسورية أن تقصف ومن صفق لقصف سوريا هذه حقيقة لن يفهمها من يؤمن أن الأمريكان في العراق أعداء عندما اسقطوا صدام ورفاق مصير وقضية عندما جاؤوا محتلين إلى سوريا .. لن ننتخب رجلا بل به ننتخب الوطن ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to آراء الكتاب: لن أنتخب الأسد رئيسا !!..- بقلم : يامن أحمد

  1. ميّا كتب:

    كلام جميل

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s