لو جبنا طفل صغير لسه بيتعلم، وقلنا وكررنا قدامه أن العصفورة الصغيرة اللى شايفها دى أسمها صقر جارح ومخيف، هتكون أيه النتيجة .؟
النتيجة شديدة المنطقية أنه هيكبر وهيتشكل وعيه، أن العصفورة مهياش عصفورة ولاحاجة، وأنها صقر جارح طبيعى يخاف منه ويتحاشاه، وفين وفين لما يبقى يخبط فى الحقيقة عند أحتكاكه بالعالم الخارجى، وفين وفين أكتر وأكتر لحد مايبدأ يصدق أن الحقيقة هى حقيقة فعلآ، وان اللى أتعلمه من وهو صغير خطأ فادح يستحق التصويب والتعديل ..
وعلشان كدة وبالتحديد المصطلحات والمعانى، مش مجرد مصطلحات ومعانى وخلاص، ولكن هى فى حقيقة الأمر، أداه شديدة الفاعلية والتأثير لتشكيل الوعى الجمعى للمتلقى، وعلشان كدة برضه كل الأطراف المتصارعة فى كل العالم، صارت شديدة الأهتمام بالميديا بأنواعها، بأعتبارها أصبحت الوسيلة الأكثر فاعلية وتأثيرآ، للوصول لكل مواطن فى الكوكب، وبالتالى أحنا كمان لازم نهتم بنفس المسألة، لعل وعسى الأهتمام دة يسهم فى خفض عدد الأجيال المشوهة فكريآ، اللى بنقابلها كل يوم أكتر من الهم على القلب ..

أبسط أمثلة ممكن نبدأ بيها ونعلمها لأطفالنا وجيرانا وأهالى منطقتنا وأحنا نفسنا نستخدمها ..
مفيش جنسية أسمها “اسرائيلى”، لأن لو فيه حاجة أسمها كدة يبقى دة أعتراف صريح وواضح أن فيه دولة أسمها “اسرائيل”، وهو الصح والطبيعى أن مفيش غير دولة واحدة أسمها “فلسطين”، وبالتالى متبقاش “اسرائيل” ولاحاجة، لكن أسمها مثالآ “كيان العدو الصهيونى / الكيان الغاصب المحتل / عصابات الأحتلال”، وبالتالى جنسية المتواجدين على أرضها مش “اسرائليين” ولاحاجة، ولكن “صهاينة” لأنهم مؤمنين بالمشروع الصهيونى، القائم على أغتصاب أراضى “فلسطين” لأنشاء دولتهم المزعومة ..
مفيش حاجة أسمها “مدنيين” فى “فلسطين”، لأن لو فيه يبقى “المدنيين” دول ليهم حقوق وعليهم واجبات زى أى مدنيين فى العالم، لكن فى الحقيقة المتواجدين على أرض “فلسطين” أسمهم الحقيقى “مغتصبين / محتلين / أرهابيين”، ودى مش مصطلحات مبالغ فيها، لأن ببحث بسيط جدآ يتضح تمامآ ان “المدنيين” دول، عقيدتهم السياسية والفكرية والعسكرية والاجتماعية، تقوم على حتمية أبادة “الأغيار” اللى هما العرب من سكان فلسطين ..
مفيش حاجة أسمها “مستوطنة” لأن لو فيه، يبقى ضمنيآ أحنا كدة بنتكلم عن رقعة فارغة من البشر، وأستوطنها بشر آخرين عمروها وأصلحوها، وبالتالى صار لهم حق فيها، لكن فى الحقيقة هى أسمها “مغتصبة عربية”، لأن الواقع بيقول أنها كانت أراضى عربية يعيش عليها أهلها، وتم غزوهم وأبادتهم بقوة السلاح، وبالتالى تهجيرهم قسرآ عن أرضهم للحصول عليها عنوة، أذن هى “مغتصبة” من سكانها الأصليين ..
مفيش حاجة أسمها “جيش الدفاع الأسرائيلى”، لأن لو فيه يبقى أعتراف ضمنى ثلاثى، أولآ : بأنه جيش لدولة، ثانيآ : أنه يدافع عن حدود هذه الدولة، ثالثآ : بأن هناك فعلآ جنسية تسمى “اسرائيلى” وبالتالى فهناك دولة قائمة تسمى “اسرائيل”، ولكن الحقيقة والواقع أنها “عصابات الأحتلال الصهيونى”، أولآ : لأنه نشأ بالفعل من تكتل عصابات أرهابية، ثانيآ : لأن هذه العصابات أحتلت أرضنا بالفعل بقوة السلاح، ثالثآ : لأن هذه العصابات مؤمنة بالفكر الصهيونى كمنهج وجودى، يعد محرك أساسى لكل ممارساتها ..
بالطبع القائمة شديدة الطول، فما أكثر المصطلحات ومعانيها فى معركة الوعى الدائرة، وعلى من يهمش مثل هذه التعريفات أو يستهين بها، أن يبرر لنا أصرار معظم الأعلام العربى والغربى على تجنبها تمامآ .؟
ولماذا أدارة “الشيت بوك” تعرض المقتنعين بمثل هذه المصطلحات لحذف المحتوى وأغلاق الصفحة والحرمان من المخدر الأزرق .؟
#معركة_الوعى
#لاصلح_لاتفاوض_لاأعتراف
#معركة_المصطلحات_الحقيقية