كان صديقي زيوس في رواية الشراع الكبير يقطع أيادي استعمار الأمة الواحدة تحت تيار الولاء للوطن قبل الإسلام أو الإسلام قبل الوطن أو الإسلام الوطنيّ أو الوطن الإسلاميّ ، فإذا به يستفيق على أممٍ تقطع ألسنة و رؤوس حماتها من الجهل و التخلف و باسم الدين نفسه الجامع المفرّق و المفرّق الجامع ، و لم يستغرب قصة تسليم جيفارا من رعاة القطعان لأنّ أمثال جيفارا سيجعلون حكماً أحد رؤوس القطعان يفكّر ، و هذا ما يخيف بقية القطعان و القائمين عليها من انتشار التفكير و التحليل و حلوله مكان أبجديات الانسياق و الانصياع!…….
عندما استعمرني شراع صديقي زيوس لم أكنْ أسعى وراء اللقمة السائغة بقدر ما كنت أستسيغ تفكيره خارج الصندوق و خارج تابوهات المجتمعات القطيعية لا لينهي مفاهيم وجودها على هذه البسيطة و إنّما ليطوّر طريقة بسط التفكير و التحليل في اتجاه آخر على عقولها المغيّبة و على عقول رعاتها الذين يجعلون الدين عصا السياسة كي يهشّ بها على عقول تغييب من يشاؤون من قطعان شرعنة الحكم و حكم الشرائع و الأعراف و التقاليد مهما كانت منغمسة في البعد اللاهوتي التجهيليّ و مهما طرقها طارق بن زياد بتجهيل أكبر في المضائق و على الطرقات و الشرفات منذ بزوغ الماضي السحيق بظلمة لا تحصى و حتى زوال المستقبل بإنارة شديدة في اتجاه واحد يخطف الحاضر القاهر المقهور من حيّ الشيخ جرّاح كيما تزول القدس في يومها الذي يبحث عن الأمل مهما ضاع في حقائب التبعية العربية و العربية التبعية و لن تزول القدس ما دمنا عيونها و نبضها و كلّ أيّامها ! …….

فتح الله باب عقل بوتين للسؤال عن شراع الانتخابات الرئاسية السورية فأطلق بوتين صفير القانون الدولي لكنّ أميركا أغلقت آذانها و بقيت تثير زوابع تدمير سورية و من لفّ لفّها في نزعة الحرية و الاستقلال و الحرب على الإرهاب ، و أغلقت بحر الظلمات في وجوهنا بعد أن أناره اليعربيون في كتب تراث الماضي حتّى تحاصر الشعب في لقمته الوطنية التي سمّتها أسدية و كأنّ مدرسة أميركا الاستعمارية حلال و مدرسة الأسود رجس من عمل الشيطان بينما الحقيقة تقول أنّ مدرسة الأسدين رغم كلّ اللغط الذي يثار حولها و الشيطنات التي تقاد عليها ما زالت تحاول رفع شراع سورية حتى يخرق المستحيل من عدنان إلى قحطان و من نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان فهل سيشعر الأعراب بما يحاك على خرائط العميان؟! …….
في مؤسسة عباس بن فرناس للأشرعة المفقودة ظهر شراع لامع في السماء السورية الباحثة عن أسراب إزالة صواريخ غطرسة واشنطن و الصهيونية، و حينما سمع به بعض أنصار التفكير أمسكوا بناصيته كي لا تضيع بين قطعان التدمير فهل بعد هذا تعود سورية إلى جحافل و أشرعة التكبير و التصغير ؟! …….
بقلم زيوس حدد حامورابي