لا للتهويد ولا للإستيطان ولا للإحتلال في القرن الواحد والعشرين !.. متى تكسرون جدار الصمت وتنصرون أهلنا في القدس والضفّة وغزّة المحاصرة وتقولون الحَّق والحقيقة!؟.
القدس عربية وشرف القدس دونه حرائر فلسطين وارواح الشرفاء من بني قومي … لكن فلسطين المحتّلة تُرِكت لمصيرها فريسةً في فم الأفاعي والحيتان … خذلها الجميع .. الأقربون والأبعدون الا ما رحم ربي من رجال الله …
بالتزامن مع ذكرى النكبة وتكرار محاولات المنع والتضييق على إحياء يوم القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك، لا سيما بعد إلغاء مظاهرة برلين وأنا مذهولة من صمت العربان الغربان عن استهداف اهلنا مسيحيين ومسلمين في القدس الشريف!..
تابعتُ وأُتابع وتابعتم وتابعَ العالم بأسرهِ “لايف” على الهواء كيف يتَفَنَّن مغول العصر في الإعتداء بوحشيةٍ على أهلنا في قدس الأقداس.. وأنا بإنتظار سماع صوت الحق الهادِر بجناحيْهِ المسلم والمسيحي ينتصر لحجارة الأقصى وللمُصَّلين والمرابطين فيه، ويهّب للدفاع عن قبة الصخرة وكنيسة القيامة …. فأسأل نفسي أين حامي الحِمى الرافعُ لشعار الحياد بطريرك إنطاكية وسائر المشرق من كل جرى ويجري في القدس الشريف؟؟ وأين صوت خليفة البابا شنودة البابا تواضروس !؟.. بل أين صوت رأس الكنيسة بابا الفاتيكان من نصرة كنيسة القيامة ومطارنتها ورهبانها وراهباتها !؟؟.
وأخيراً … إستفاق
بالأمس إستفاق بعد أيامٍ قداسة بابا الفاتيكان من سباته الشتوي وعلَّقَ على ” وحشية إعتداء جيش الإحتلال ” واصفاً إياها بالمواجهات في مدينة القدس !!!. وقال في رسالته بعد عظة او صلاة الأحد ما يلي:
: “إن العنف لا يولد سوى العنف. دعونا نوقف هذه المواجهات”، على ذّمة وكالة “فرانس برس”.

دعا البابا فرنسيس اليوم إلى إنهاء المواجهات في مدينة القدس، غداة صدامات جديدة أسفرت عن مئات الجرحى والإصابات بالرصاص المطاطي في المدينة المقدسة.
يا للهول !! عنف!؟.
هل إختصرتَ ايها الباب مسألة اغتصاب فلسطين والنكبة والنكسة و الاحتلال والتهويد والمجازر المتنَّقلة والقتل على الحواجز والأَسِر في كلمة ” عنف” !؟. يا لعظيم الخشبة في عينيك التنين ايها البابا!!؟.
و هل قلت ايها البابا مواجهات!؟؟
وهل يستوي ميزان الحق عندك بالمساواة بين القاتل والضحية !!؟. أو مقارنة الاعتداء الوحشي اليومي لجيش العدو تؤازره قطعان المستوطنين التي تنهش المُصّلين وتستولي على المنازل وتقضم الاراضي الفلسطينية ..فتُقارنهم مع صمود أهلنا المدنيين العُزَّل في المدينة القديمة وفي آخر حي و سَّدٍ ودرعٍ يلامس ويحمي المسجد الأقصى وقبة الصخرة !!؟ … هل فاتكَ ان ترى ممارسات العدو الإجرامية بحق المقدسيين كتلك التي حصلت وتحصل على موائد الإفطار في حي الشيخ جرّار .!!؟.
بعد اللتي واللتَّيا نطق بابا الفاتيكان بإعجازٍ قلَّ نظيره فتذَّكرَ ما قال ذات يومٍ مشؤوم رئيس الكهنة ومجلس شيوخه وشريعته ومعهم شهود زورِهِم :” تَنبّـأْ لنا، أيُّها المَسيحُ، مَنْ ضَربَكَ!؟” ..
وكإن رأس الكنيسة يكاد ان يقول للقدس وللمَقْدسيين ولشوارع القدس العتيقة، للمسيحيين والمسلمين وللمصّلين تحت قبة الصخرة وكنيسة القيامة كإنه يقول لكل أُمٍ ثكلى مفجوعة .. ولجرحى المرابطين المدافعين عن طهارة تراب المسجد الأقصى… ولشهداء القدس وأسرى القدس وكل فلسطين المحتلة كإنه يقول :
“تنبّأوا لنا .. من ضربكم .. من قتلكم !!؟..”
يا للعار.. يا للعار ايها البابا!.
ان كنت تدري من قتلهم فتلك مصيبة فعلاً !..
وإن كنت لا تدري من قتلهم ف هنا المصيبة الكبرى !
إذا هانَ عليكم غزو بلاد الرافدين وتدمير البشر والحجر فيه، وهانَ عليكم ما فعله دواعش القرن باهلنا المسيحين قتلاً وتدميراً وتهجيرا ، واذا هانت عليكم أديرة وكنائس و ايقونة الأيقونات في معلولا وأخواتها ، وإذا هانت عليكم اليوم جراح القدس والمقدسيين أسألكم:
“إذا كنتم تفعلون و يَفعَلونَ هكذا بالغُصنِ الأخضَرِ، فكيفَ ستكونُ حالُ الغُصنِ اليابسِ” ؟؟!”
هل سقطت جميع المحرَّمات اليوم تزامناً مع بصقة القرن!؟. يا للهول
توقفوا عن الكيل بمكيالَين.. اكسروا حاجز صمتكم الذليل … وإنتصروا لعروبة القدس و انتصروا لِحَّق الشعب الفلسطيني الأعزل ان يعيش كغيره من الشعوب حراً عزيزاً على ارضه بأمنٍ وأمان !..