عيب ! عيب والله ! أن يضع مترشح لرئاسة الجمهورية العربية السورية خلفه صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في هذه المناسبة المصيرية العزيزة . ايا كان الرأي في الرئيس جمال عبد الناصر .
كنتُ سمعتُ مرشح الناصريين في مصر يقول: بأنه ليس الآن الوقت للكلام عن اتفاقية كامب ديفيد !!؟؟؟ .. فأنا أتتظر تحسُّن العلاقات مع أوروبا ؟؟؟ وإصلاح الاقتصاد المصري !!!
قلت يومئذ: معنى ذلك أنه فيما لو انتُخِب رئيساً لمصر فهو على استعداد لاستقبال سفير العدو وسيصافحه وسيتسلم منه أوراق اعتماده وسيحمي سفارته .
آمل أن تستفيق هذه الأمة وتنتبه إلى المطبَّات التي تقع ” وتطبِّس ” فيها ليلاً نهاراً دون أخذ العبر .
معاذ الله أن أتهم المرشح السوري بتهاون أو خيانة .
لكن …. لم يكن من اللائق عرض صورة رئيس آخر على طاولته في حملته الانتخابية اليوم .
أعزائي في سورية كنت يوم ترشيح السيد حمدين صباحي زعيم الناصريين في مصر كتبتُ لناصريٍّ مُخلص في لبنان ، وساحذف اسمه هنا ما يلي:
هذا ما قاله على صفحته بتاريخ :8 أكتوبر

” نفتح اذرعنا لك وننتظر ان نحضنك بقلوبنا وصدورنا .. حمدين صباحي انت واحد منّنا .. ” .
ياسين حمودة ويلكم أما شاهدتم حماس تجاهد في سورية ؟ وصرَّح مسؤول لها في استانبول أنه يريد تحرير دمشق ثم بعدها فلسطين ؟ هل بقي عقلٌ عند البعض ؟ أم وطنية ؟ أم شرف ؟
هل قرأ أحدكم ما قاله ناصر الدين النشاشيبي في مجلة المستقبل التي كانت تصدر في باريس باللغة العربية عام 1981 أو 1982 على ما أذكر ، قال عبارة شبيهة بقول ذاك الحمساوي من استانبول: قال النشاشيبي يومئذ إثر نجاح الثورة الإسلامية في إيران : إنه سيحرر القدس عن طريق طهران ؟ بينما كان في نفس الوقت يناشد البابا على نفس صفحات المجلة من باريس ويقول له: إن القدس أمانة في عنقك ؟ وذاك يذكرني بقول جمال عبد الناصر أنه سيحرر فلسطين عن طريق اليمن !!!! ولعلي أذكِّركم أعزائي بصراخ الإخونجية في الخمسينات من القرن الماضي في مظاهراتهم في دمشق : باريس مربَط خيـــلِنا ؟ ثم لما صاروا ثورجيين ذهبوا إلى باريس ليحملوا على أكتافهم غورو جديد ليضرب قبر صلاح الدين بقدمه ؟ وعتبَ أحدُهم – وكان أستاذي في ثانوية التجارة بدمشق – على أمريكا لعدم وفائها بوعدها بقصف سورية بالصواريخ والطائرات !!! فهل لمثقفينا ومُحللينا إلى صحوة من سبيل ؟ أليس واجب كل منا بعد كل هذه الكوارث والمآسي والذبذبات أن يكون الشرف والإخلاص والوعي دعائم لموقفه الثابت الحرّ الذي يعلو على الحزبية وحتى فوق بعض الشعارات ؟
كان إدراحي لكلمة الرئيس جمال عبد الناصر عن تحرير فلسطين عن طريق اليمن لسبب هام جداً : وهو أننا سمعنا جمال عبد الناصر يقول: ما عندوش أي مخطط علشان تحرير فلسطين ، وإذا بقولكمعايز ؟؟؟ … حيكون عم يضحك عليكم وحيْوَدِّيكم في داهيَة ….” . لكن بعد قيام السادات بانقلاب في اليمن الذي اتَحد مع الجمهورية العربية المتحدة فصارت حدودها من جبال طوروس إلى باب االمندب !!! قال تلك الكلمة المذكورة أعلاه . وبدأت الحرب هناك لتطحن اليمن … لا تستغربوا ما أقوله الآن ن فلقد قالها مذيع راديو صوت العرب المشهور طويل اللسان في تلك الأيام ” أحمد سعيد : ” لقد أثبتت الأسلحة الروسية فتكَها فقد أبَدِنا بها قرىً – في اليمن – عن بكرة أبيها ” ؟؟؟؟؟ مازا لت تلك الكلمة تؤرقني في ذاكرتي حتى حلول الأجل – كان الله في عون اليمن السعيد المحسود الذي خانته الأمة إلى هذه الساعة – ربِّ إني سقيم … كنت أخاطب المستمعين السوريين المصفقين فلم يفهم عني أحد ؟؟؟ ما زلت أكتب وأنشر بحوثي للمساهمة في إعادة اعتبار دور العقل واستعادة الرشد في هذه الأمة … ولكن .. حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً . انتهى .
ذكرتني بقول الشاعر العربي
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
ذكريات كثيرة عزيزتي وفاء محزنة ومتلفة للأعصاب .. فأين من فهم القراءة وحرَّر نفسه من التقليد وسوء فهم الأخبار ؟ تحياتي لك ، وشكراً على مساهمتك اللطيفة .