لوحة موناليزا سياسية تتحدى قساوسة الديمقراطية .. سبع سنابل تزرع – بقلم: نارام سرجون



أنا لاأكتب الا عندما تستدعيني الكلمة كفنان لأرسمها كما هي .. وأكتب عندما تقف أمامي الكلمات عارية مثل فنان يرسم بالزيت او نحات ينحت التماثيل العارية من المرمر .. فالفرق بيني وبين الفنان هو انه يرسم بالزيت فيما انا أرسم بالحبر وأنحت الورق ..
اليوم استدعتني الكلمات الاميرات لأرسمها كما لو كنت دافنشي يرسم موناليزا الكلام .. فهل أجرؤ على ان أتخلف عن طلب الاميرات والجميلات؟؟
اليوم سأرسم لوحتي رغم ان المتوترين والمؤمنين وقساوسة الديمقراطية سيغمضون عيونهم هلعا كيلا يروا الأثم في لوحتي مع انهم يرغبون في ان يسترقوا النظر الى لوحة جميلة مهما كانت سافرة .. سيقولون في لوحتي مايقولون .. وسينبحون وتنبح كلابهم .. وسيطنّون ويطنّ ذبابهم .. وسيقيصرون ويعاقبون .. ويزبدون ويعربدون .. ويسخرون ويتهكمون .. وينكرون ولايعترفون ثم ينكرون ولايعترفون .. وسيجادلون ثم يجادلون .. ويغمضون عيونهم ويسدون آذانهم .. ولكن الواقع يقول ان اللوحات الجميلة تبقى خالدة مهما حاول الجهلاء طمسها واخفاءها .. ولعل أجمل لوحة نرسمها اليوم هي لوحة الانتخابات السورية .. لوحة بديعة ساحرة رائعة فاتنة ..

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو 1049061901_0-120-2731-2047_638x450_80_0_0_8e49198321482f9b97ef2f9e2c1cffc4.jpg


سينظر العالم الى هذه اللوحة ويحاول تفسيرها .. وتقف امامها مراكز الابحاث لدراستها كما يقف النقاد امام لوحات دافنشي وأسرارها المخبوءة وشيفراتها الغامضة .. ففي اللوحة السورية يشاهد التحدي في كل ألوانها ونداءاتها وفيها الوفاء وفيها القيم الاصيلة العتيقة التي نسيها الناس في عالم المال والماكينات الاعلامية وغسل الادمغة والاستهلاك التافه ..
اما أكثر ماسيثير قلق المتابعين والمتأملين لهذه اللوحة في الغرب ويثير الجدل .. فهو بروز نزعة شوفينية للقيادة الجماهيرية .. فالجماهير تريد ان تقود القيادة في ظاهرة غريبة بعد ان كانت القيادة هي التي تقود الجماهير في الحرب ..
ان لوحة الانتخابات السورية تقول ان الشعب السوري أحس بلذة النصر .. واحس بلذة الصمود .. واحس بنكهة الحرية .. ونكهة القوة .. وطعم الكبرياء .. واللوحة تقول ان الشعب السوري لم تتعبه الحرب ولم يلينه الموت والفجائع .. بل جعلته صلبا جدا وشعبا من المحاربين الاشداء الذين أدمنوا القتال وقطف الانتصارات فزاد فيه عدد الباحثين عن المزيد من الانتصارات .. وهو اليوم مؤهل اكثر من اي وقت مضى لقيادة الشرق وقطار الحرية في العالم وكسر كل ثمار حروب اميريكا في الشرق .. بل ان الخشية ان هذه الروح المنتشية التي انتخبت الاسد بكثافة غريبة هي ابنة الحرب .. والحرب لاتلد الا أرواحا مقاتلة ..



تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو d9a2d9a0d9a2d9a1d9a0d9a5d9a2d9a7_d9a2d9a2d9a3d9a8d9a2d9a7-700x430-1.jpg


انا على يقين كمراقب قريب جدا من عقل الغرب أن الغرب الذي كان يطلق صيحات الاستنكار ويكرر رفضه الاعتراف بالانتخابات السورية كان في اعماقه يحس بالقلق الكبير لأنه كان يتوقع ان يشاهد شعبا متعبا ومنهكا ومنقسما وجائعا ويتسول رضا الغرب .. وقد ملّ الشعارات وملّ لعبة الانتظار ..

لكن كل صور الساحات المكتظة والطوابير التي تتدافع للانتخاب وكأنها تدخل حفلة اوبرا .. وكل ردود الافعال العقوية الشعبية كان ينظر اليها في الغرب على انها مفاجأة ليست هينة ولامتوقعة وأن نبوءاته وتقديراته كانت مخطئة جدا .. فلا قيصر هز الناس ولا نذالة قسد ولا عناد الغرب ولاحصاره .. الحماس الشعبي والاندفاع كان المراقبون الغربيون لاينظرون اليه بارتياح .. لأن هذه المظاهر هي بوادر عاصفة قادمة على الخطط الغربية .. وهي تفويض في منتهى الوضوح ولايقبل التأويل للأسد بأن يتابع في تحدي الغرب بطريقة أكثر خشونة .. في الشرق السوري وفي ادلب .. وربما تكون السنوات السبع القادمة هي أقسى سبع سنوات على الغرب واسرائيل لأنها سنوات الثأر ..


ربما لولا الحرب ما عرف الناس هذا الحب للأسد .. فالحروب احيانا تكون خير وسيلة لمعرفة مافي قلوب الناس .. ففي الحروب والمعاناة تغتسل القلوب ولايبقى عليها من الشوائب شيء وتعود نقية كما يعود الحجاج من بيت الله الحرام .. فهل هناك أطهر من النار والدموع التي تغتسل بها القلوب؟ وهل هناك شيء في الدنيا يضاهي التعمد بالدم؟
أصدقكم القول أنني سأكون قلقا ياسادة ان لم تصدر بيانات التنديد والاستنكار والاستهجان والرفض من الغرب لاننا تعلمنا أن الغرب لايعلق الاوسمة ولايعطي الجوائز الا للعملاء والخونة والمهزوزين .. ولاننا تعلمنا ان بيانات التنديد الغربية هي التزوير لارادات الشعوب .. ولذلك فلا حاجة لنا لشهادات مزورة .. الشهادات الحقيقية لاتكتبها الاكاديميات ولا استوديهات الاخبار الملفقة بل تكتبها الجماهير ..


انني بعد أن رأيت هذا التفويض الهادر صرت من كل قلبي أشفق على الرئيس الأسد من هذا التكليف وهذا التفويض الثقيل .. فالانتخابات عبء جديد على كتف الاسد .. انها أمانة ورسالة أن يبادل الناس الحب الجارف والاخلاص وان يفي بما وعد .. الامل بالعمل .. والعمل بالامل .. فهناك جغرافية تناديه .. حيث ادلب تناديه .. والشرق السوري يناديه .. والجولان يناديه .. والشرق كله يناديه .. والصواريخ تناديه .. والسلاح يناديه .. وكل أمالنا وأحلامنا وأجيالنا تناديه .. انها أصعب سبع سنوات على الاطلاق .. صعبة عليه .. ولكنها الاصعب على الاطلاق على اعدائه .. فاذا كانت السنوات السبع الماضية سنوات عجافا فان السنوات السبع القادمة هي سبع سنابل تزرع .. سنبلة في ادلب وسنبلة في الجزيرة وسنبلة في الجولان وسنبلة في التنف وسنبلة في القدس وسنبلة في لواء اسكندرون .. وسنبلة فوق ضريح الشهداء ..

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو image-5.png



هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to لوحة موناليزا سياسية تتحدى قساوسة الديمقراطية .. سبع سنابل تزرع – بقلم: نارام سرجون

  1. إنا فتحنا لك فتح مبينا

    شكرا للله و الحمد لله والله اكبر
    مثل يوم العيد
    أما الغرب والخليخ للصهيونية ومصر
    موتوا بغيظكم

  2. ومن القلب شكرا لك نارام سرجون

    كما أخذت بيدي وأصلحت بوصلة تفكيري خلال 10سنوات حرب
    أخدت بيد الآلاف مثلي
    لذلك نشعر بلذة النصر أشهى وأبهى
    كنت دائما احلم بذلك اليوم الذي يُعلن فيه النصر ويعلن من بعده من هو نارام لكن فضول الأنثى اليوم سأخبئه
    وأحكم بشكل عقلاني
    أن نارام يجب ان يستمر هكذا فقطاف نصرنا سيكون على مراحل ومامشاهد هذه الايام إلا بداية الانطلاق.

    مبروك رايات النصر يانارام🇸🇾❤️🇸🇾

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s