بينما أنا في مطار دمشق الدوليّ في ذاك اليوم الثلاثينيّ من الشهر الخامس لهذا العام أنتظر رقصة الحياة عادت ذاكرتي بعد أن خانتني لبرهة عن أوجاع وطني السوريّ العظيم فقلت متسائلاً تساؤلي المعتاد:
هل أنا رقمٌ هامشيّ بين مافيات تسويق سورية على خارطة الفساد و الفاسدين أم أنَّني كنت أم سأكون حقيقة متكاملة من الأرقام المؤثِّرة في تاريخ صناعة سورية العظيمة الخالية منهم أجمعين ؟!
كانت حبيبتي بعد مغادرتي المطار المعظَّم تدقُّ أجراس الخرائط و الحزن و القلق و أنا في موسكو لأول مرة بعد وصولي إلى المطار مدجَّجاً بالأوزان الزائدة من الانتظار و الزمن المكنَّى بأسماء الحداثة العالمية دون أن يغدق عليَّ الاتحاد الوطني لطلبة سورية في الخارج بأدنى زاد استقبال يقيني شرَّ الضياع و النصب و الاحتيال لأول مرة أو لما قبل آخر مرة أو لما بعد آخر مرة متسائلاً هل هو اتحاد الطلبة أجمعين أم اتحاد الطلبة المساكين أم اتحاد الطلبة المغامرين أم اتحاد الطلبة الصابرين أم اتحاد الطلبة السائلين أم اتحاد الطلبة الناهرين أم اتحاد الطلبة المقرَّبين أم اتحاد الطلبة المبعدين أم اتحاد الطلبة الموصى بهم و كذلك المسؤولين و المنهورين أم اتحاد الطلبة المغدقين علينا بالكاميرات و التصوير في كون ربَّ العالمين ؟!

كنتُ بين يديّ سائق يعشق الحالة السوفييتية بكلِّ فنون الإشارات و لا يعبِّر عنها بالمعنى و المسارات ولا عن العدالة الروسية لأكتشف أنَّ أخلاقيات النصب العالمية بأسرها ليست حتَّى كأخلاقيات النصب في بلدي سورية فحتَّى النصب في سورية له أبجدياته و مجازاته و تأويلاته المعزَّزة ببعض الخوف من غضبة الشهامة و ما أدراك بالشهامة العربية في زمن اغتيال رواتها و هي تكافح بقاءها عالمياً في مجتمعات المادة الرأسمالية و الرأسمالية المادية ؟!
أتمنَّى على بعض رواة الاتحاد الوطني لطلبة سورية إن لم نقل كلّهم الاقتداء بسيِّد سورية الأول الدكتور بشَّار حافظ الأسد متَّبعين شعار الأمل بالعمل و الأمل بالطلبة لا بالصور المجرَّدة من تعابير تحويل الإحصاء إلى روح بقاء و الأرقام إلى عمد بناء علَّهم يستطيعون حينها القفز فوق الاستعراض و يتجهون إلى بعض الاستنهاض في زمن لا مكان فيه لإجهاضٍ فوق إجهاض ؟!
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية أتمنَّى على المستعرضين نبذ صورهم في مجمل المرايا و بذلك يهدون أنفسهم و أوطانهم أقصى العطايا في عالمٍ يتَّسع لكلِّ البرايا فهل من سامع على جدران التكايا ؟!
بقلم
الكاتب المهندس
ياسين الرزوق زيوس
الاثنين 31\5\2021
روسيا موسكو