أحاول دوما ألا أسيء الظن بالبشر واقول ان بعض الظن اثم .. ثم انصرف .. ولكن ماذا أفعل اذا كانت ظنوني في محلها .. وخاصة عندما تكثر الخطايا والرزايا .. ففي أحياء الشرق الاوسط كلما نظرت الى وجه اسرائيل أحس انني أرى وجه داعش وسحنتها .. وكلما نظرت في سحنة قسد أحس انني أنظر في عيني داعش .. ورغم محاولتي حسن الظن الا ان زمر الدم بين الثلاثة تقول مايؤكد سوء ظني بميلادهم وأصولهم المحرمة ..
وكي لايلومني الناس على انني ارتكبت اثما فانني أحيلهم الى أوراق الولادة والى ظروف الولادة والى الوظيفة وطبيعة العمل لهذه السلالات المشبوهة الميلاد والشرعية .. فاسرائيل دولة تم القاء اليهود بها للقيام بوظيفة الحاجز البشري والديني والايديولوجي يفصل عرب اسيا عن عرب افريقيا .. وهي تعيش على القلق الوجودي .. واليهود مهما حاولوا تصوير انفسهم على انهم المتنفذون في اوروبة واميريكا فان الحقيقة هي ان نخبهم واثرياءهم متعاقدون بمصالح مع نخب اوروبية وهم يتعهدون بارسال بقية الشرائح اليهودية الى الشرق للقيام بمهمة حفظ الامن ودور رجل الشرطة او قاطع الطريق على كل تحرك مشرقي يهدد الغرب .. واسرائيل عمليا تقيؤ غربي في سلة الشرق للتخلص من غيتوهات اوروبة اليهودية المزعجة .. والافادة منها وتجنيدها في ثكنة عسكرية ضخمة ومخفر متقدم يشبه الدرع يتلقى كل الضربات نيابة عن الغرب .. اسمها اسرائيل ..
هذا المجتمع اليهودي (الصهيوني) الذي نشا على عقيدة ابادة الاخر وكراهيته وافراغ المنطقة من السكان بالتهجير والترويع والمجازر لايزال مفككا لأنه مجموع من ثقافات متنوعة وملونة وأعراق مختلطة ولكنهم تجمعهم تصورات لاهوتية والشعور بالخطر من الفناء .. ولذلك يستميتون في سبيل خدمة الغرب كي يبقى الغرب راعيا لهم ويقدم لهم الدعم اللامحدود والسلاح .. وهم في سبيل هذا القلق الوجودي لايمانعون في ان يلعبوا بغباء دور الشرير .. فرغم كل عمليات التبييض والغسيل لوجه اسرائيل واسنانها وتحميلها بأوجاع قصص الهولوكوست ورغم السياسات الرسمية الاوربية المؤيدة لها فان الرأي العام العالمي والاوربي تحديدا لايزال يراها عارا ودولة بلا أساس أخلاقي وسببا في تهديد سلام العالم .. ومع هذا فإن المجتمع الاسرائيلي لم يقدر على ان يحل هذه المعضلة ولايزال في نظر المجتمعات الغربية مجتمعا مهووسا ومليئا بالعنصرية والكراهية ..

ولو نظرنا الى وجه داعش لرأينا نفس ملامح اسرائيل لحظة ولادتها .. كره للآخر وحقد عليه واستسهال ابادته .. وتسهيل غربي مطلق وتجاهل لكل جرائمها وتسليح واشراف استخباراتي ودعم لوجستي واعلامي لا حدود له .. وهي تجميع عشوائي مفكك لكل التطرف الاسلامي العالمي وتقيؤ أوروبة في سلة الشرق للتخلص من كتلة اسلامية متطرفة ومزعجة فيها والافادة منها .. وهي مدفوعة بحلم خرافي وقصة رومانسية عن احياء الخلافة .. ومهمة المشروع هو ايضا خلق حاجر بري وايديولوجي بين غرب الفرات وشرقه ومنع تواصل خطوط الطاقة والمقاومة .. ولذلك نرى ان داعش لم تهاجم اي هدف امريكي بل كانت تهاجم كل ماتريده اميريكا .. وتنفذ كل التوحش المطلوب لتنفيذ المهمة ولو تسبب هذا في كراهية العالم لها ..
وأيضا لو نظرنا في احداق قسد لرأينا فيها أحداق داعش واسرائيل .. ولو نزعنا عنها ثيابها لوجدنا قوام داعش وقوام اسرائيل نفسه .. بل ونفس بصمات الاصابع .. ونفس الكراهية والحقد على الاخر ونفس عوامل التفكك .. غريب هذا التشابه في الميلاد والوظيفة .. فقسد ولدت في نفس اللحظة التي اختفت فيها داعش .. وفي نفس المكان .. وفي نفس الرحم .. وكانت القابلة نفسها وهي المخابرات الأمريكية .. وغايتها خلق انقطاع جغرافي مع شرق الفرات وشرق محور المقاومة .. بدليل ان قاعدة التنف تتعاون مع قسد للاطباق على الحدود السورية العراقية .. ولو شرحنا حلم قسد لوجدنا انه يعاني من نفس اللوثة الاسرائيلية والداعشية .. فهناك حلم خرافي واستحضار لايديولوجيا دولة كردية لم تولد قبل الان في اي زمن .. ولكن تم حقنها بالحلم الرومانسي .. حتى صار الجميع بقاتلون حتى النساء يقاتلن كما تقاتل الجنديات الاسرائيليات من اجل حلم خرافي وكما تقاتل مجاهدات داعش ويهاجرن من اجل حلم الدولة الاسلامية الرومانسي .. ويعيش أفراد هذا المشروع رعبا من فكرة الموت الوجودي للحلم الكردي .. ولذلك فانهم يستميتون من أجل خدمة السيد الامريكي وولي النعمة .. ويفعلون مايؤمرون به حرفيا .. ولو كلفهم ذلك كراهية العالم لهم وكراهية جيرانهم وحقدهم عليهم .. فهم ينفذون بكل غباء الأوامر الامريكية .. فاوضوا .. لاتفاوضوا .. اقبلوا .. ثم لاتقبلوا .. جندوا العرب ثم لاتجندوا العرب ..

مما سبق لاأظن انني ألام ان قلت ان ابناء الزنا والخطايا كثروا .. فهذه التجمعات العسكرية الصناعية ليست شرعية الوجود وهي وظيفية ومؤقتة وطارئة وتنتهي بنهاية وظيفتها او بضربها بقوة ..
واغفروا لي ان قلت أيضا أنني لاأدري لم لمحت في عيون هذه التنظيمات والمستعمرات عيون المملكة الصليبية القديمة .. والتي انتهت نهاية تراجيدية رغم انها كانت تظن انها ولدت لتبقى ..
رغم ان القصص السياسية تأبى ان تتشابه كي تقنعنا ان التاريخ لا يكرر نفسه ولايكرر نفس المصير .. فانها لاتعلم ان هناك شيئا اسمه فلسفة التاريخ مهما تلاعبت فيه القصص بأذيالها ..
التاريخ منذ هيراقليطس لايمكن ان يتكرر بل هو دوما يتحرك مثل النهر الجاري لأن الزمن يتحرك كماء النهر .. الا ان للتاريخ فلسفة اكتشفت منذ ان وضع هيغل مايسمى بفلسفة التاريخ او الجدل المادي ..
هذه السلالات لنفس الآثمين ونفس الخاطئين .. الذين ينشرون في كل يوم ابناء الحرام بيننا .. لاتدري ان لفلسفة التاريخ رأيا آخر .. وانها لها بالمرصاد .. فكما انتهت داعش بسقوطها في التناقض مع حركة التاريخ والمجتمع .. فان قسد ستنتهي وبسرعة قياسية لنفس السبب .. ويجب ألا نتفاجأ ان الثؤلول الأم اسرائيل تقترب أيضا من حتمية النهاية وفق فلسفة التاريخ التي لم تخطئ يوما في جدلياتها وتحركاتها ..
هل تراني أستحق اللوم والتأنيب والعتاب والتوبيخ أنني اسأت الظن في اتهام أبناء الزنا انهم ابناء زنا؟؟ ان اخطأت بحق أحد وأسأت الظنون فاغفروا لي .. وأعلم انني بكل يقين لم أخطئ وأنني وضعت عيني في عين الحقيقة .. ولامس قلبي قلب الحقيقة ..
كلهم زائلون ونحن من سيبقى ..
كل ما يقوم على الباطل سوف ينهار عاجلا أم آجلا..
وعاجلا انشاء الله تنهار ممالكهم الوهمية..
ومهما زوروا الحق وأظهروه باطلا!! فالحق بين والباطل بين.. والحق يجيءو يدوم والباطل يزهق.. .
دمت أستاذنا ودام مداد قلمك الذي يمدنا بالامل دائما..
٩ سنين و انا عم اقرى كتاباتك ما شفت شي تغيير .. تحياتي