للجوع فوائد في العبادات ، وفي العودة بالجسد إلى رشاقته المعتادة ..ولكن أعلى فوائد الجوع عندما يكون ثمنا للكرامة ، والحفاظ على الوطن.
الشعب السوري جائع !! ..جملة قاسية ومريرة حين يتفوه بها كل من يدرك مستوى كرم هذا الشعب ومروءته ، مع الجميع دون إستثناء . الشعب السوري يعيش بالمعجزة اليومية ، ويتفنن بعبقرية لا يملكها سواه في التغلب على الجوع وشح الموارد ..حقيقة لا ننكرها ، ولا نداريها ..بل ونزيد عليها انه يتفنن في البقاء كل يوم على قيد الحياة ..وقيد البقاء ..
في الماضي شنت إنجلترا على الصين حرب الأفيون ، لإخضاعه وتركيعه ..
واليوم يشن الجميع على سورية حرب تجويع ..حرب إلتقى فيها العدو مع الشقيق ومع من كان يوما صديق .. بشعارات ظاهرها القداسة وباطنها الوضاعة والخسة والإنحطاط يتم تجويع شعب كامل لانه شعب مجرم ..دافع عن بلده ، ومايزال ، وتمسك بقائده ورمز عزته وكرامته ، ومايزال ..وسيظل .

جوع السوريين ، الذين كانوا كرماء مع الجميع على مر الأزمان ..استضافوا الجميع دون كلل ، واعطوا بلا حدود دون ملل ..المشرد والهارب والخائف والجائع كان يجد في سورية ملاذا ، ومن الخير الوفير ..جوع السوريين لا يشغل بال أحد ..ولا يوخز ضمير احد ..لم ينتفض مثقف ضال على مقهى من مقاهي القاهرة ..ولا خرجت مسيرة بالشموع للمخنثين اللبنانيين ترفع شعار Je suis Syria .. ولم يغضب حاكم عربي ..منذ أيام خلت كانت السفن المصرية تمخر عباب المتوسط لتوصيل المساعدات للشعب اللبناني الحبيب ..ويبدو ان الخرائط الملاحية قد أسقط منها عمدا مينائي طرطوس واللاذقية ، كما اسقطت دمشق عمدا بفعل الإرتهان والتبعية وضياع النخوة ..نعم ..سورية بكبريائها لا تنتظر شيئا من أحد ..لكنها كانت بحاجة لمن يذكرها بأن الدنيا بخير ، والوطن العربي بخير ..لم يخرج حاكم عربي رافضا تجويع الشعب السوري وحرمانه من الادوية ..ولم ينتفض رئيس او ملك او امير لأنهم أجبن من أن يعترضوا على امر صادر لهم حتى ولو كان قتل الشعب السوري كله .
ولكن …
ولتتذكروا ما سأقول ..
ستدور الأيام ..دورتها المعتادة
وستقبلون الأقدام التي لا يقوى أصحابها على الوقوف بفعل حصاركم الجائر ..
وستلتمسون الدفء الدمشقي عندما يجتاحكم البرد الإمبريالي القاسي ..
وستهيمون على وجوهكم في الصحاري عندما يدور عليكم الزمن ، ويجور من امضيتم أعماركم راكعين تحت اقدامهم
ولن تجدوا شعوبا تدافع عنكم لانهم سيفرون كالفئران …
وستندمون لأنكم لم تتعلموا قواعد الأخوة ، وأصول الشهامة ، وأبجديات الصمود والكرامة …وقد كانت فصول تعليمها مجانا متاحة في سورية ..
وسيتمني كل منكم لو كان بشارا ..او كان لديه مثل هذا الشعب السوري الجبار ، الذي لا يفت في عضده جوع او حصار
( معاد نشره )
============================
مقال ل شادي أحمد للمقارنة بين ماكان عليه أهل الكرم في سورية وكيف صاروا بسبب الجهلاء واللئام
معجزة سورية الاقتصادية
من وحي تعليقاتكم الكريمة على البوست السابق حول المعجزة الاقتصادية و التي جاء بعضها متمنياً أن تحدث لدينا و البعض الذي شكك بوجود معجزة حقاً و البعض الذي نفى إمكانية أن يحدث ذلك في سورية.. أقول :
الاقتصاد السوري كان على وشك الدخول في بداية الطريق لتحقيق المعجزة من خلال مرحلة تأسيسية استمرت عشر سنوات منذ عام 2000 و لغاية 2010..
وسوف اذكر بعض البيانات حول ذلك مستنداً على مسؤوليتي العلمية و ليس السياسية…
1- عام 2010 كانت سورية رابع بلد في العالم بإنتاج الزيتون و مؤهلة لتكون الثاني
2- سورية ثاني بلد في العالم على مستوى مردود إنتاجية الهيكتار من القطن و ثالث بلد اسيوي على مستوى رقم الإنتاج و البلد السابع عالمياً
3- سورية جاءت في الترتيب العالمي 20 عالميا و 7 متوسطيا و 3 عربياً بإنتاج الحمضيات
4- سورية في المرتبة 25 عالميا بإنتاج القمح
5- و استحوذت على المرتبة 37 عالميا بإنتاج النفط
6- المرتبة الخامسة عالمياً ب احتياطي الفوسفات
7- المرتبة الرابعة عالمياً بإنتاج الفستق الحلبي
8- كذلك التاسعة عالميا بإنتاج المشمش
9- الرابعة عربياً بإنتاج الأغنام
10 – تجاوزت سورية المعدلات العالمية من حيث عدد المنشآت الصناعية (135 الف مصنع) قياساً إلى مساحة القطر (185 الف كم) بنسبة 72%
11- المركز الثاني عالمياً من حيث الأمان و الاستقرار
12- من أعلى دول العالم من حيث قلة المديونية الخارجية
13 – الأول في العالم بتربية الماعز الشامي الذي يعتبر واحد من أفضل خمس سلالات عالمية.
14- الثالثة عالمياً من حيث احتياطي الغاز
و غيرها من عشرات الأرقام التي احتلتها سورية عالمياً
الذي حدث..
إن هناك تراكم كمي و نوعي كان يتشكل في الاقتصاد السوري و كل ذلك كان يؤهل سورية لأن تكون من أهم 35 اقتصاد في العالم بحلول عام 2020.. لولا الحرب
- الأرقام من مؤسسات دولية مستقلة و متخصصة
الفرصة و الأمل موجودان بهمة أبناء الوطن و قيادته..
نحتاج لإعادة بناء مؤسسات الدولة و توفير كوادر إدارية عالية المستوى..
بعد سرد هذه الوافرات!! طبيعي جدا ان يحدث لنا ما حدث!! لن تسمح الصهيوامريكا لدولة نامية ان يكون لها اي ترتيب عالمي ..