اذا كان من كلمة تقال في رحيل المناصل الكبير احمد جبريل فهو ان الاقدار لاتزال تتآمر على فلسطين .. لأنها تأخذ منها خير ماأنجبت وتترك لها أسوأ وأرذل ماانجبت .. الاقدار تلعب ألعابها الغريبة دون ان تفسر لنا سلوكها الشاذ .. لعبة نرد قضايانا ام هي لعبة أقدار؟ .. كأني أسمعها تقهقه وتضحك علينا وهي تفاجئنا كل يوم بما لانتوقع .. هذه الاقدار عصية على الفهم .. تشبه عملاقا يمسك أقزاما ويتسلى بهم ..
كيف وماذا نقول لفلسطين ونبرر لها ان مناضلا مخلصا وعنيدا ونقيا مثل أحمد جبريل الذي افنى حياته من اجلها ودفع حياة ابنه ثمنا لها رحل .. وأن محمود عباس بقي الى هذا العمر المديد وهو يخرب في القضية الفلسطينية ويميعها ويبيعها ويعرضها كبضاعة رصيف وبضاعة دراويش فيما ابناؤه رجال اعمال يتمتعون باسم فلسطين .. لاهو يرحل ولاهو يستقيل ولايتقاعد ..
كم هي بخيلة وشحيحة هذه الاقدار عندما ترفض ان تزيد في اعمار من نحب ونحترم فيما تزيد الكفة وبسخاء في اعمار من لانحب ولانحترم ..
لايفهم من موت المناضل المخلص احمد جبريل الا انه لعبة أقدار سخيفة .. ورحيل أبطال وعقائديين مثله لاشك انه يقول ان فلسطين مصابة بالنحس تلو النحس .. ذروة النحس هي ان يبقى ابو مازن وعصابته والسعدان دحلان والسافل خالد مشعل ويرحل ابو جهاد .. ماذا بقي من رجالات فلسطين الاوائل؟؟ .. قلة قليلة جدا بقيت فيما تتكاثر الطفيليات والطحالب والفطور على جسد فلسطين ..
أما شبعت ايها القدر لهوا وأنت تشرب من كؤوس ايامنا وتأخذ اصدقاءنا واحدا واحدا وتترك كل اعدائنا يعمّرون .. ويلك من قدر مستهتر تترك صاحب ومهندس بروتوكولات اوسلو ومهندس اغتيال عرفات .. لكي يميع القضية الفلسطينية ويحولها الى لعبة دردشة وأحاديث وحفلات وبروتوكولات .. وتأخذ محاربا صار بندقية ..
في زمن الانذال الذين بقوا يحارب الفلسطيني في ادلب والغوطة والرقة .. ويشرب الانخاب مع الاسرائيلي والتركي والامريكي؟؟ فيما يرحل المحاربون والفرسان ..
هل يستجيب الله دعاءنا ويوقف دولاب الاقدار عند هذا الحد .. وينتهي هذا النحس واللهو الذي طال ؟؟
وداعا أيها المخلص الأبي الوفي .. المعركة مستمرة ولن تتوقف .. الا في القدس .. ومابعد بعد القدس ..
