ليس عندي أمل في أن أهزم اهريمان اله الشر والظلام اذا لم يكن عندي ضوء .. واذا كان عندي ضوء فانني لاأملك املا في ان اهزم أهريمان أيضا .. لأن اهريمان اعمى وقد فقأ عينيه كيلا يرى الضوء ولن ينفعه حتى نور الشمس .. ولكن من أين لي ان أتي بعينين لأهريمان؟؟
اذا اردنا ان نختصر السنوات الاخيرة فاننا يمكن ان نقول ان الجمهور العربي تعرض للخطف .. كانت عملية في منتهى البراعة والذكاء .. وكانت اكبر عملية خطف في التاريخ .. الاعلام الحاذق كان كما العنكبوت يبني شباكه وشبكاته في كل مكان .. وسقط الجميع في الفخ .. عامة ونخبا .. وصنعنا جميعا لعبة دموية اسمها الربيع العربي ..
الفخ كان سياسيا بامتياز .. وقع الجميع فيه وتحدث الجميع عن الحرية والديمقراطية وهم يرون قشرتها الاوروبية ولايعرفون اسرار الديمقراطية والحرية الرأسمالية التي فيها قيود وسلاسل اكثر من الديكتاتوريات .. وفي داخل الحرية انفجر لغم (الاسلام هو الحل) كخيار من خيارات الحرية .. وكان شعار (الاسلام هو الحل) في حد ذاته قنبلة عنقودية خرجت منها عناقيد قنابل الاخوان المسلمون والحروب الطائفية وتنظيمات النصرة وداعش وجيش الاسلام وجراء الفصائل المسلحة التركمانية والعثمانية الجديدة ووو ..


نجح الامريكيون في عقدين في قتل ثلاث عواصم عربية القاهرة وبغداد وبيروت بطريقة القتل على التسلسل .. وهذه العواصم هي التي كانت تقود النهضة الوطنية ومعركة الرفض والحركة الثقافية للشرق .. فكان يقال ان بغداد تؤلف وبيروت تنشر والقاهرة تنتج .. وكان هذا في سياق المعرفة والتنوير الذي كان يتسع .. لكن أخذت بغداد الى القادسية ولم تعد منها الا مثخنة بالجراح والمصائب .. وبيروت أخذت الى حرب اهلية في نفس الوقت .. فيما اخذت القاهرة الى حفلة راقصة وسكر وثمل وقمار اسمها كامب ديفيد .. خرجت منها مفلسة وقد رهنت حتى ثيابها .. وكان على دمشق ان تحل محل العواصم الثلاث ريثما تعود العواصم من غيبوبتها ..
ولكن ماحدث هو ان عملية القتل ترافقت مع عملية سلب وسرقة وانتحال شخصية .. فاعطيت دول الخليج ثياب القتلى لترتديها ..وهكذا صارت دبي تنتج والدوحة تكتب والرياض تنشر .. وهنا حدثت معجزة الربيع العربي الذي كان حصادا لقنابل عنقودية كانت تتفجر في الاحياء والمدن والقرى في كل الشرق .. وفي دمشق تحديدا ..
اليوم انتصرنا في الحرب ولكن من يكتب وينتج وينشر لايزال يخرب علينا النصر وياخذنا الى حقل الغام اسمه الازمات المعيشية .. هناك من يشتغل علينا ويزرع في عقل كل واحد قنابل عنقودية .. لان الافقار يؤدي الى سؤال عن العدالة .. وسؤال العدالة يؤدي الى سؤال المحاسبة .. وهذا يفضي الى حديث عن المشانق .. ولاأدري من أين أتت ثقافة المشانق كحلول اجتماعية بعد ان كانت المشانق عقابا على الخيانات ونصيب القتلة من القصاص .. ولاادري في اي بلد تنصب المشانق للخاطئين والفاسدين؟؟ في كل المجتمعات العصرية المدنية لاتكون المشانق للفاسدين بل السجون والغرامات والاستيلاء على الثروات .. ولكن هناك من يريد ان تتحول قضايا الفساد الاجتماعي الى حديث التحريض والكراهية للدولة البديل عن الكراهية الدينية في الفخ السابق الذي طبع الربيع العربي .. ان اشاعة الكراهية والشك بالدولة والتذكير بالمشانق كحلول لأزمات اقتصادية هي استبدال لفكرة الحل هو الاسلام .. الذي تفتقت عنه المذابح .. بحيث صارت (المشانق هي الحل) في هذه المرحلة .. وهذا الشعار سيزيد السعار ويزيد الهياج والكراهية والرغبة بالانتقام .. وهذه طريقة ثانية للفوضى ..
(الفقر هو الحل) بالنسبة للأمريكيين الذين نجحوا في ادخال الفقر والازمات المعيشية في العراق ولبنان وسورية كجنرال لايهزم .. و(الفقر هو الحل) هو نظرية عسكرية امريكية تنتمي الى نظريات حروب الجيل الرابع .. بعد ان كانت (الحرية هي الحل) .. والتي تم تفعيلها باضافة (الشعب يريد اسقاط النظام لتحقيق نظرية الحرية هي الحل) .. ويبدو قيصر هو الذي يكمل مسيرة الربيع العربي في تشتيت انتباه الناس عن العصبية الوطنية الى الأنانية الفردية ..
وفي مقابل (الفقر هو الحل) والذي تريد اميريكا تفعيله بتنشيط (الشعب يريد …) فان النظرية التي لاتقهر هي التي ستسحق نظرية الفقر هو الحل .. وهي (الحرب هي الحل) .. ولامناص من الحرب للأسف .. سواء في ادلب او في المنطقة الشرقية .. ويبدو ان الخيار يقترب من أولوية الحرب في المنطقة الشرقية وابقاء ادلب على نار هادئة .. الضربات الاولى بدأت على شكل مساجات للقواعد الامريكية في الشرق لان المرحلة التي ستتلوها هي مرحلة حاسمة وضمن فترة يجب ان تتحقق فيها لكي تتحطم نظرية (الفقر هو الحل) الامريكية .. ويحاول الاميركي ابعادها بتطويق نفسه بأحزمة صحراوية من الدواعش الذين اوكلت اليهم وظيفة مشاغلة الجيش السوري ..
المرحلة تدخل زمنا حرجا يتخرج فيه النظريات لتنازل النظريات .. وهذه اخطر الصدامات .. فعندما تتصام النظريات كالنيازك والشهب في الفضاء يكون لتصادمها انفجارات كبيرة .. لكن لابد من اسقاط كل نظريات اميريكا مهما كان الثمن .. فمن نظرية الاسلام هو الحل الذي خدم اميريكا دوما قبل ان تسقط كنظرية .. الى اسقاط (الفقر هو الحل) الذي تريد اميريكا ان يساعدها وقدمت له كل مايحتاج كي ييأكل .. قدمت رأس ميناء بيروت ورؤوس المصارف والاموال ورؤوس الليرات .. ورؤوس القمح .. وراس النفط .. ورأس الفرات .. انها ثعابين السحرة .. ونحن لسنا بسحرة .. لكن لدينا عصا موسى التي ستأكل كل ثعابين السحرة .. وعصا موسى بيدنا .. وسنرميها بين الثتعابين في اية لحظة .. ولن يطول انتظارنا حتى نرى عصا موسى .. تسعى ..


كل التحايا لك عزيزي نارام
صار لي مده من الزمن لم اتابع مقالاتك بسبب مشاكل أعاني منها كثيراً تمنعني من القراءه حتى اصبحت أشعر ان القراءه أصبحت من الترف.
قرأت الآن نصف مقالتلك وكانت كافيه أن تنهمر دموعي قهراً…
لأنك بكلماتك نخزت جرحي
نعم جرحي الذي سببه لي ابناء وطني المؤتمنين عليه حتى فقدت الثقه بكل شيء.
******************
**********************
***********
هل ياترى ستجاوبني على سؤالي؟؟!!!
لاأعلم ولكن يكفي انك ستقرأ كلماتي
لماذا لاتراسليني على ايميلي
serjoonn@yahoo.com