نعم نحن شعوب لا تقرأ ولا تسمع ولا ترى.. لكنها تتكلم وتتكلم وتتكلم..
تتكلم بالحكمة ولا تعمل بها.. تتكلم عن الحق والعدل و تغمض عيناها عن آكلي الحق و قالبي ميزان العدالة.
هذه مقتطفات من لسان حالهم.. أخبارهم كما تقول صُحفهم.
• “طبقت دولة الإمارات نظام تأشيرة إقامة طويلة الأمد، لخمس أو عشر سنوات، تُجدد تلقائيا، عند توافر نفس الشروط، وذلك لفئات معينة تشمل المستثمرين، ورواد الأعمال، وأصحاب المواهب التخصصية. ويتيح هذا النظام الجديد للمقيمين في دولة الإمارات، والوافدين الأجانب وعائلاتهم الراغبين للقدوم للعمل والعيش والدراسة في الدولة، إمكانية التمتع بإقامة طويلة الأمد دون الحاجة لكفيل إماراتي، مع نسبة تملك 100% داخل إمارات الدولة خلافاً للمتعارف عليه الذي يقضي بضرورة وجود شريك محلي بحصة لا تقل عن 51% في مشاريع الأعمال والاستثمار داخل إمارات الدولة.”
• أعلنت الإمارات أنها ستمنح الحائزين على المراكز الأولى في الثانوية العامة من الطلبة الأجانب وأهاليهم المقيمين على الإقامة الذهبية.
• الإمارات تمنح الإقامة الذهبية لـ 100 ألف مبرمج حول العالم.. يشمل التعاون مع غوغل ومايكروسوفت وأمازون وغيرها من الشركات.
• 5 آلاف إسرائيلي حصلوا على الجنسية الإماراتية خلال 3 أشهر.

هل من الممكن أن تسمع أن الإمارات تمنح الإقامات الذهبية للفنانين والمبدعين والأطباء ولشخصيات مؤثرة بالرأي العام إلا وتتساءل بلاد العرب إلى أين؟
فلا بد أن تربط الحدث بما تتداوله وسائل الإعلام التي تناقلت أن 5000 اسرائيلي حصلوا على الجنسية الإماراتية خلال 3 شهور.. فمن المؤكد أن الإمارات الكريمة لا تنوي أن تمنح إخوانها المحتلين الإقامة الفضية فهي لن تقلل من شأن الضيف و ستكرمه على حساب أهل البيت.
عادة إكرام الضيف جعلت العرب يستقبلون الإحتلال العثماني 400 عام وهو يقتات من أجسادنا وأمانينا وأحلامنا ..كما استقبلت الإنتداب البريطاني والفرنسي من بعده عشرات السنيين.
وإن كرم الإمارات سيؤدي إلى باب لا مفر منه “باب التطبيع” وسيطلب من السوري و الجزائري واليمني واللبناني و و ممن منحتهم الإمارات الكريمة الإقامة الذهبية باحترام الأخوّة والمواطنة والعيش المشترك مع إخوانهم الإسرائيليين.
سؤال برسم من يدندن على أنغام الإقامات الذهبية و يفتخر بها.. هل سيكون الرسن الموضوع في عنقك سهل الاحتمال كونه من ذهب؟!
ومن أجل أن نكون منصفين نطرح سؤال لمن يستنكر الذين يقبلون الإقامة الذهبيه
إلى متى سنترك العقول تهاجر أوطانها؟!
وماهي الأنظمة والقوانين الداعمة لهم.. ومن يضمن لهم الحصانة الاجتماعية..
باعتبار انه لا ينفر المبدع من إبداعه.. إلاّ الجهل ومن يتعامل بتجاهل معه.. تجاهل يبخسه حقه المادي والمعنوي.
والحق يقال أن الإمارات تعمل بحكمة طويلة الأمد فهي تدرك أهمية الفكر والإبداع و تثمنه وتدفع مقابل بقاءه واستقراره لتكون أولى الدول على الصعيد العلمي والتقني بمواطنيها المستجدين.. وربما تلعب دوراٌ أمريكياٌ لجذب الفكر والإبداع و توطينه.. وتقويضه ومحاربته خارج حدودها.
