Tue, 20 Jul at 22:45
السيد هانز خليل المحترم
اوصل لي احد الاصدقاء المشتركين منشورك الذي خصصته لمخاطبتي ومعاتبتي وفيه تبدو غاضبا ومتحديا رغم انك تحاول اخفاء ذلك .. ولك الحق ان تكون غاضبا اذا كنت تحس ان مقالي يقصدك ويتهمك رغم انني لم آت الى ذكر اسمك على الاطلاق .. وانما كنت أرد على منشورات تصلني من كثيرين على الواتس والايميل واحيانا لااعرف كاتبها الحقيقي .. ولكني لمحت اسمك في غير مرة تتسلح به بعض المنشورات .. وانا شخصيا لم اعلن انني اعلنت الحرب او الخصومة معك بل انا على العكس كنت أنشر لك منشورات تصلني كالعادة من كثيرين .. وفي احدى المرات نشرت مقالا جميلا لك باسم كاتب آخر كما وردني من صفحة اخرى.. ولكن من ارسله لي عاتبني لانني نسبت مقالك لآخر دون ان أعلم .. وطالبني ان انصف الكاتب وألا اسرق جهده .. فاعتذرت وصوبت الخطأ ..وأنا صرت مهتما بما تكتب وتنشر وأعيد نشر بعض منشوراتك وأرائك لأن سرديتها جميلة وطريقة بنائها وسخريتها لاذعة .. رغم معرفتي انك ربيب الثقافة التركية وانك من أصول تركية كما قلت بنفسك لبعض الاصدقاء المشتركين .. ولكن هذا لم يكن عائقا امام انفتاحي على آرائك ..
ولكن في الاونة الاخيرة صارت تصلني منشورات كثيرة متلاحقة عن نشر ملفات فساد حكومي .. وعلمت انك تقوم بنشرها على صفحتك .. وظننت انك تعيد نشر مواد تصلك وانت مجرد ناقل ورسول .. ولكن غزارة المواد وغزارة المعلومات والتفاصيل الدقيقة استوقفتني وجعلتني اتوجس من غزارة وتفاصيل المعلومات التي لاتتاح الا لمتنفذين او لاشخاص يعملون في اجهزة المخابرات فانت تنشر ملفات فساد في اي وزارة وكأنك تعرف افرادها وتقدم تفسيرات كأنك اختصاصي وخبير في شؤون تلك الوزراة .. وتذكرت كيف ان عزمي بشارة كان يتحدث باوجاع تونس الداخلية وليبيا والجزائر واليمن وسورية (والاردن بلاه) .. فهو يفهم في كل القضايا الاجتماعية من العراق الى موريتانية .. وكانت معلوماته مفصلة ولايمكن الحصول عليها الا من مكاتب مخابرات ترسل له نشرات متلاحقة .. وكانت في كثير منها حقيقية ومعروفة للجمهور لكن الجديد فيها هو انها تقال علنا لأول مرة وبهذه الطريقة ويضاف اليها تحليل موسادي لاثارة مشاعر الناس كالحديث عن عائلة مخلوف التي تحولت في فم عزمي بشارة الى رمز لتسلط طائفة على طائفة بدل ان تكون قضية لاطائفية بل عدالة اجتماعية ..

وهنا خطر في بالي سؤال عن مصادرك .. هل هي موثوقة؟ هل انت وقعت في فخ احدى الجهات التي تريد نشر اخبار لاغضاب الناس ولفت نظرهم الى الفساد الذي يأكل قلب العباد والبلاد وبالتالي يخف الالتفاف حول الدولة السورية لأنها كلها فاسدة والدفاع عنها يعني الدفاع عن الفاسدين .. لأن من يقرأ منشوراتك يصل الى سؤال يقول : أمن أجل هؤلاء أحارب؟؟ تماما كما حدث مع العراقيين الذين صار الدفاع عن أرض العراق هو الدفاع عن مسؤولي البعث وعائلة صدام حسين التي اشيع انها تملك القصور والمراحيض الذهبية والمليارات في سويسرا .. وكان العراقي المسكين حائرا .. هل يقاتل الامريكيين ام لا؟ اذا قاتلهم دفاعا عن العراق فانه يدافع عن ثروة صدام وعائلته الفاسدة والبعثيين الفاسدين .. ولكنه اذا لم يدافع فانه سيساهم في تسهيل سقوط هذه الطبقة الظالمة الفاسدة .. وحكى لي متطوع عربي ذهب يقاتل في العراق انه عندما حوصر لجأ الى احد البيوت وطرق الباب ولما فتح له صاحب البيت الباب قدم له نفسه كمتطوع عربي ظانا كما في الحكايات التاريخية والمسلسلات الوطنية الرومانسية ان صاحب البيت سيدخله ويخبئه ويحميه ريثما يفقد الجنود الامريكيون الامل في ايجاده .. ولكن العراقي صاحب البيت بدا متجهما غاضبا ثم صرخ في وجهه وضربه وهو يشتمه ويقول له: جئت تدافع عن صدام حسين وعصابته الفاسدة المجرمة ايها اللعين .. اذهب قبل ان أقتلك انا ..
ولعلك تذكر كيف ان الاعلام العربي والغربي ركز بشكل مقصود على قصص البذخ والترف التي يعيشها الساسة العراقيون والتي تبين انها مبالغات وحكايا شهرزاد من مثل ان تواليت صدام حسين مصنوع من الذهب الخالص .. بل ان مادلين اولبرايت ردت بوقاحة وصفاقة على شكوى طارق عزيز في مجلس الامن من ان العقوبات والحصار قد آذى العراقيين العاديين وتسبب بوفاة نصف مليون طفل عراقي فقالت: “عندما يدخن طارق عزيز السيكار الكوبي فلا شك ان العراقيين سيعانون ويحرمون” .. وطبعا نسي الاعلام العربي الخليجي كل الحصار والنفط مقابل الغذاء وصار همه اظهار سيكار طارق عزيز الذي يعبر عن فساد نظام يعيش على انقاض شعبه .. وهذا التركيز على فساد الدولة العراقية زاد الفجوة بين الناس والساسة العراقيين .. وصار في نفس المواطن العراقي انشقاق فهناك عراقان .. عراق له .. وعراق للساسة الحاكمين .. فعن اي منهما سيدافع اذا ماتم الغزو؟؟ .. وطبعا افلحت اللعبة الامريكية كثيرا ..
وبقية القصة تعرفها وهي ان اوهام العراقيين كانت انهم بدفاعهم عن وطنهم انما كانوا يدافعون عن فاسدين ولصوص وليس عن ارض العراق ومستقبل ابنائهم .. فسلموا العراق للامريكان الذين حولوا كل العراق الى دولة فاشلة فاسدة وزرعوا فيها دستورا فاسدا .. كل شيء في العراق فاسد .. كل شيء .. لأن فكرة تطهير البلاد بالاحتلال هي فكرة فاسدة أصلا ..
وكان من حقي ومن حقنا جميعا ان نسأل عن الكاتب الحقيقي لهذه المنشورات التي تنشرها .. هل هو انت ام شخص آخر ام اشخاص اخرون يدسون لك هذه المواد لتنقلها .. وماهي الغاية من هذا في هذا التوقيت الذي تحول فيه الناس بسبب الأزمة المعيشية الطاحنة الى قش يابس سيشتعل بمجرد ان القيت فيهم عود كبريت .. وعندما تتحول كتاباتك الى عود كبريت فمن حقي ان أتذكر عزمي بشارة الذي كان يخطب في القرداحة عن الصمود والمقاومة .. وانتهى جاسوسا في قطر ..
وصرت مقتنعا الأن ان التركيز على الفساد والهجوم على الدولة (واستثناء الرئيس الأسد) هو تغير في التكتيك فقط .. فالثورة المزعومة أقيمت من أجل الحرية والكرامة .. وسلخت جزءا من الشعب بهذا الشعار وشقته عن وطنه .. واليوم الشعار هو محاربة الفاسدين الذين يجوعون الشعب .. وفصل جزء آخر من الشعب عن دولته .. واستثناء الاسد من الهجوم هو لادراك الغرب ان الناس تعلقوا بالاسد كرمز .. فتقرر ان يتجنب المهاجمون اسم الرئيس ولكن مع استمرار فصل الشعب عن الدولة وتنفيرهم منها واستعدائهم عليها لأنها حفنة من الفاسدين .. وانت ذكرت بعض اسماء الخونة الذين تم شراؤهم وهم أفراد من بين آلاف .. والخيانة موجودة في كل امم الارض منذ فجر التاريخ .. ونسيت ان قطر وحدها دفعت 137 مليار دولار لشراء الناس وتمويل الحرب لانتاج هذا العدد من الخونة .. ونسيت ايضا ان هناك أناسا بالالاف لم تقدر قطر ولاغيرها ان تشتريهم بمئات الملايين (وليد المعلم والمقداد والجعفري ومئات الضباط الكبار الذين استشهدوا في كل مكان) .. والوطنيون ماتوا ولم يبيعوا شيئا .. وجاعوا ولم يتسولوا شيئا .. فكيف تتذكر خائنا من هنا وهناك وتنسى جيشا من الوطنيين المخلصين؟ ..واذا كنت تريد ان تقول ان رياض حجاب وغيره اكبر مثال فانني أقول لك بان كثيرين من الذين كتبت عن فسادهم لم يغادروا فيما ان رياض حجاب لم يكتب احد عن فساده .. ولكنه انشق ..
أنا شخصيا تصلني كل يوم عشرات الرسائل من قضايا فساد كبيرة وشكاوى ورسائل تطلب التدخل وأنا أتعاطف معها وأعرف انها حقيقية في كثير منها .. ولكنني كنت شحيحا في نشر هذه الشؤون على أهميتها لتكون في متناول الناس لانها تحتاج تحقيقا وتدقيقا .. وانا لست قاضيا ولا وزارة اعلام تنشر تحقيقات صحفية .. وكنت – حسب استطاعتي – أحول هذه الرسائل والشكاوى والتقارير الى جهات وقنوات في القيادة لأنها الجهة المخولة بالنشر والتحقيق ولست أنا .. اما ان ننصب انفسنا قضاة ومحامين ومدعين عامين على الفيسبوك فهذا اسمه بناء الفوضى الخلاقة .. حيث كل مجاهد يسير في الطريق الذي يريد .. مثلما كانت امارات الدولة الاسلامية في داعش والنصرة .. وهو طريقة بناء الدول الفاشلة ولاتختلف عن مملكة زهران علوش حيث كل شيخ جامع وكل من أطلق لحية صار مفتيا وعلامة ومرجعا فقهيا للفتاوى التي تقرر حياة الناس وموتهم وطعامهم وشرابهم .. ومانفعله نحن لايختلف عن تلك الطريقة حيث كل واحد فينا صار مفتيا وبه منبره على الفيسبوك الذي يطلق منه الفتاوى ..
التخاطب مع الناس ياهانز ليس فنا فقط بل ومسؤولية لأنه ليس كل الناس على سوية واحدة من الفهم والعقل والثقافة .. وكل كلمة فيها الكثير من الوجوه التي تحملها .. وكل كلمة فيها شحنة مختلفة من المشاعر .. فكلمة واحدة قد تطلق ثورة كما قيل لنا ان كلمة (وامعتصماه) تسببت بحرب .. وكلمة قريش للنبي (أخ كريم وابن اخ كريم) جنبت الصحراء مجزرة .. وكلمته (من دخل دار ابي سفيان فهو آمن) .. أتت بهدنة طويلة بين العرب ..
وبنفس الوقت فان الاحاديث وتناقل الكلام قيل وقال التي تداولها المسلمون تبين انها في معظمها ملفقة ولم يقلها النبي .. ولكن فيسبوك العرب (الاحاديث) في ذلك الزمان وأبطاله وروائييه هم الذين تسببوا بالحروب بين المسلمين .. لأن لكل واحد رواة للحديث يقولون عنه مالم يخطر ببال بشر من صفات خارقة او فاجرة .. ان الأحاديث النبوية قد تمت فبركتها على طريقة الفيسبوك من دون توثيق .. فضاع القرأن بينها وتراجعت مرجعيته تجاه مرجعية السنة النبوية .. بسبب هذا النشاط الفوضوي للثرثرة في صدر الاسلام وماتلاه..
ياصديقي لن أتطرق الى اي سؤال تريد استدراجي اليه بحجة المنازلة والمحاججة والتحدي .. فهذه نقاشات لانهاية لها وهي تحتاج وثائق لاأنشرها على الفيسبوك ولااظن انك تملك وثائقها بل تقول انك تتحدانا ان ننكرها .. وتذكرني هذه الذريعة بدعابة لجحا سأله تيمورلنك يوما ان يحدد له مركز الارض والا قطع رأسه فقام جحا وخطا عشر خطوات امام تيمورلنك وقال له هنا مركز الارض .. فقال له تيمورلنك: وكيف ندري ان كان ماتقوله صحيحا؟ فقال له جحا: ان لم تصدقوني فقوموا بالتأكد وقياس ذلك وانا أتحداكم ان تنكروا .. واذا ثبت خطأي اقتلوني .. وهذا هو واضح في ردك فانت تتحدى ان ننكر ماتقول .. ولذلك هذه النقاشات لن توصل الى نتيجة لأن طريقتك هي انك تريد ان ندخل في نقاش بيزنطي ليصبح محور الجدال اثبات الفساد ..
وهذا جدل بيزنطي لسبب واحد هو ان كل ماذكرته ليس اسرارا بل كان الناس يتداولونه عن تلك الشخصيات في احاديث وسهرات وجلسات المقاهي .. وانت اعدت نبش تلك الاحاديث القديمة واعدت توزيعها مثل أفلام أيام زمان بالابيض والاسود ثم لونتها .. ونصبت نفسك مدعيا عاما باسم الشعب .. وتظن ان جوع الشعب سببه عقود شركات فرنسية وعمولة هذا وذاك .. وتقول للناس انهم صامدون من اجل فاسدين .. وجائعون من اجل متخمين .. مثل الرسالة التي اوصلها الاعلام الغربي للعراقيين عن سيكار طارق عزيز .. رغم انك لاشك سمعت بأن اقتصاد العالم مهتز حتى أن هناك الان حملة لليونيسيف لاطعام أطفال جنوب لندن بسبب الوضع الغذائي الكارثي والاقتصادي لهذه المنطقة بعد ازمة كورونا .. والقضية الان تطرح في البرلمان البريطاني الذي أثارت هذه الحملة غضبه (واذا لم تصدق ابحث واسأل غوغل ولاتسأل كازينوهات لندن وباب الحارة الانكليزي) .. هذا في بريطانيا العظمى وليس في سورية المحاصرة والجريحة ..
وهنا ستجزم انت وغيرك انني أدافع عن الفساد واجمّله .. واحاول ان اجد له غطاء مزخرفا .. ولكن أعتذر ان قلت لك بأن هذا التفكير ليس سليما .. لانه لايمكن ان ندافع عن بلد كله فساد .. وكله عبث بالقوانين .. ولايستطيع واحد ان ينكر ان هناك فسادا في سورية .. مثل جميع الدول ولاأستثني دولة وخاصة في زمن الحرب .. ولكن هل كل دول العالم تنشر قضايا الفساد على الفيسبوك؟؟ والتكتوك؟ وتنسب كل آلامها لحفنة من الفاسدين؟ أليس هذا عجزا في التفكير؟؟ستقول لي اننا مرغمون لأن الفساد محمي عندنا وان لاتوجد قنوات لمراجعتها ومساءلتها .. وهنا أسأل: هل تقصد ان نفتح اليوم ملفات الثمانينات والتسعينات كما تفعل ؟؟ طيب وماالغاية في هذا التوقيت الصعب والدقيق؟؟ يعني تذكرني بمأساة لبنان .. بلد مديون وبلا انتاج وأجرب في نخبته السياسية ويقرر تخصيص 50 مليون دولار كل سنة لتمويل محاكمة الحريري .. من أجل العدالة .. فقراء لبنان يتسولون ويهاجرون ومالهم يذهب لموظفين دوليين في محاكمة الحريري لمدة 15 سنة من اجل العدالة .. وماتفعله انت هو انك تفتح لنا محاكمات تأخذنا الى الفراغ والى عهد التافه علي زيود في الغوطة والشركات الفرنسية .. فيما ان من يجب ان يحاكم على مصيبتنا الآن هم الاميريكون والاتراك والعربان ..
لسنا من يحمي الفساد ولانتحسس من طلب العدالة .. بل انني شخصيا اتابع وأنشر كل آلام الوطنيين مثل فارس الشهابي ونبيل صالح وغيرهم الذين يتحدثون عن خلل الاداء الحكومي بصوت عال .. بل نحن ندعو الى بناء دولة متماسكة وليس دولة فيسبوك .. ومحاكمات فيسبوك .. وبناء المواطنة الحقيقية التي ترتبط بالدولة مهما كان رأيها بالدولة .. وتحترم الدولة مهما كان رأيها بالدولة .. والا تحول الشعب الى حفنة من المتمردين على كل شيء ..كما حدث عندما صار كل اسلامي يريد بناء دولة النبوة والانتقام ونشر الاسلام في سورية .. لان سورية هي بلاد الكفر حسب ماكان يسمع ..
المجتمعات التي تبني دولة يجب ان لاتتصرف مثل باب الحارة كما صرنا في الفيسبوك .. فالبريطانيون مثلا احتقروا توني بلير على قراراته وعلى تحوله الى احد الاثرياء بطائرات خاصة وعقارات لاعدد لها .. لكنهم اذعنوا لقراره كرئيس وزراء الذي الغى السماح بنشر اي تحقيق عن فضيحة صفقة اليمامة التي يتصاعد منها اسم الفساد والفاسدين ومنهم ابن مارغريت تاتشر رئيسة الوزراء السابقة الذي قبض عمولته خارج القوانين البريطانية ولم يخرج قبضايات الفيسبوك للاعتراض والهرج والمرج .. وسكت البرلمان البريطاني كله عن جريمة تهريب الجنرال الارجنتيني بينوشيت ضد قرار القضاء البريطاني الذي أمر باعتقاله ولكنه صمت ايضا .. وكذلك صمتت كل الصحف عن تناول فساد نائب توني بلير جون بريسكوت الذي اشترى اراض زراعية بتراب الفلوس ليتبين انه كان يعلم بصدور قرارات تحولها الى عقارات بناء فحصد مئات الملايين .. ولم تنشر هذه القضية في اي صفحة فيسبوك .. فالمحاكم بانتظار من يخرق الخصوصية والحصانة .. ومن كان له كلام ووثائق فليشتك للجهات القضائية ..
ولذلك تجد انك في المانيا وفي فرنسا وفي بريطانيا واستراليا وكل العالم الذي يتغنى بالحرية لايستطيع اي انسان نشر قضية فساد على تيك توك او فيسبوك او انستغرام .. لانه سيواجه بالمحاكم والعقوبات .. فليس الفيسبوك منصة او قوس محكمة .. حيث يتراشق الناس فيه بالتهم والادعاءات كما انهم في قهوة حكواتي .. الا اذا كنت تريد ان تقول ان المانيا وبريطانيا دول من الملائكة ليس فيها فساد .. وكأنك نسيت فضائح الفساد التي نشرت من ملفات القضاء في هذه الدول بعد استكمال التحقيق فيها .. وهناك قضايا لاتزال عالقة منذ عقدين او ثلاثة ولايجرؤ احد على الاقتراب منها ..
توقيت النشر الذي اخترته لهذه القضايا في سورية حساس جدا وتسبب في ان تتحول عيون بعض الناس عن السبب الحقيقي للازمات .. وانت تقول ان الفساد هو سبب الجوع والوضع الاقتصادي وتقول ان المطاحن يملؤها الفساد والتموين ووو .. فلماذا لم يحدث قبل اليوم كل هذا الضيق المعيشي؟؟ ماتقوله تسبب في انحراف بعض الناس عن التركيز على المتسبب الحقيقي للفقر والازمة الخانقة وهو الحرب واميريكا … وصار المواطن يعتقد حسب كلامك ان الوزراء يسرقونه والمسؤولون جميعا .. وان هذا تحت سمع وعين الرئيس وهو صامت .. هل صمته يعني انه شريك او غير مبال او انه لايستحق القيادة اذا كان بهذا الضعف؟؟ .. وعلى المواطن ان ينفصل نفسيا عن دولته او يأخذ حقه بيده .. أي انك كنت تشير الى سيكار طارق عزيز وتنسى اميريكا ..
انا وأنت وكل من يتطرق الى الشأن العام يجب ان يكتب بانتباه وحذر .. أستطيع مثلا ان أقول ان قرارات الدولة مثلا برفع اسعار الخبز والمحروقات غبية او غير موفقة .. واستطيع ان اقول ان السياسة الاعلامية السورية هي من أغبى السياسات التي لاتعرف كيف تصل بين المواطن وحكومته ولاتعرف كيف تتصدى لشائعات الفساد ولاتحضر الناس لقرارات اقتصادية صعبة .. ولاتنقل للناس النقاشات والحقائق بطريقة ذكية .. ولاتجتمع كل اسبوع برئيس الورزاء وتناقشه .. وكأن الاعلام هو في الذهاب الى الاسواق وتعقب المخالفين وصغار الكسبة بالأسعار .. فيما ان الاعلام هو استراتيجية ذكية .. وفي بلدنا يجب ان يكون تحت سلطة رئيس الجمهورية وحمايته عندما يثير قضايا الفساد كي لايبقى للفاسدين اي غطاء او ترس .. وكي لا يبقى أبطال الفيبسوك ينصبون قضاة .. وكيلا تقتحم اميركيا حياتنا مرة بشعارات الحرية والكرامة والشعب يريد .. الى شعار الشعب تسرقه الحكومة .. فمن رأى باطلا فليغيره بيده .. وانطلاق الموجة الثانية من الفوضى الخلاقة ..
للأسف هناك الكثيرين مثل الأخ المذكور في هذا المقال، وللأسف أيضاً أنهم هم من يتهمون الآخرين باللاوطنية عندما يدافع الآخرون عن بلدهم كما في لبنان وجعجعه وسنيورته وأشباههم، وهؤﻻء لدينا إما يقفون موقف المتفرج في وقت الشدة “لأنهم لا يحبون إراقة الدماء من الجانبين” أو من يساعد العدو من حيث يدري أو لا يدري على ما شرح الإمام الغزالي مرة: ليس من الضرورة أن تكون خائناً لتساعد عدوك، يكفي أن تكون أحمق.
مشكلة الإعلام الوطني مشكلة مستعصية ولن تحل إلى أن يتم حل وزارة الإعلام والاستعاضة عنها بمجلس إعلامي منتخب من وسائل الإعلام ومطعّم بمسؤولين من وزارة الثقافة التي يتم تحويل موظفي وزارة الإعلام إليها، برأيي هذه أفضل طريقة لمعالجة مشكلة الإعلام لدينا.
ومشكلة زيادة الأسعار متبوعة أو مسبوقة بزيادة الرواتب فهذه لوحدها كما ذكرت في مقالتك من أغبى السياسات، فحتى لو تمت زيادة الرواتب للعاملين في الدولة فسيتبعها زيادة رواتب العاملين في القطاع الخاص وبالتالي زيادة كلفة الانتاج وبالتالي زيادة الأسعار وبالتالي خفض القيمة الشرائية للعملة الوطنية، بدلاً من دعم أسعار مدخلات الإنتاج الأساسية فقط فيتم الحل.
أما قضايا الفساد الشخصية فهذه يجب أن تعالج بالقضاء، كما ذكرت في مقالتك، مع إضافة أن من يقوم بنشر أو إعادة نشر هذه المواد في وسائل الإعلام قبل أو أثناء التحقيق في هذه القضايا فهذه تستوجب المحاسبة القانونية كالاشتراك بالجرم نفسه. من لديه شكوى فليقم بالاتصال بالجهات المسؤولة وعندما يفشل هناك محكمة قضاء الدولة وهي متخصصة بمقاضاة مسؤولي الدولة انفراداً أو بالإضافة لوظيفتهم، للأسف هناك العديدين لا يعلموا بوجود هذه المحكمة.
من يريد استخدام الإعلام بأشكاله المختلفة بما فيها وسائل الاتصال الاجتماعي فعليه طرح حلول وأفكار وليس التركيز على الجوانب السلبية، الجميع يعرف أن في سورية مشكلة نقص كهرباء، شتم الوزير المختص على وسائل الاتصال لا يحل المشكلة، مثلاً.
قام بإعادة تدوين هذه على Syria وأضاف التعليق:
لجميع السوريين أصحاب الصفحات والأدمنز في المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، فقط للسوريين الوطنيين.
كعادتي أنتظر مقالاتك كي تمدني بالطاقة الايجابية!!
واليوم مقالك أشبع روحي المتعبة من الهزائم التي يحاول هذا الفيسبوك أن يلحقها بنا!!
عندما كتب السيد هانز عن الكهرباء وادعى ان الكهرباء لم تقطع يوم الانتخابات!!
يومها كتبت له ان هذا الكلام كذب!! والتقنين استمر كعادته!!
وكانت التعليقات مختلفة ؛ من يثني على كلامه ومن ينكر صحة ادعائه!!
للأسف أصبح الفيسبوك كتابنا ربما الأوحد الذي نقرأ..
رغم انه الاكثر فسادا من فساد الارض مجتمعا!!
لكن رغم فساده ورغم سواده!!
لايستطيع اخفاء بقعة الضوء التي تخترقه!!
لك الحب والاحترام…
دمت بخير
وكل عام وأنت بألف خيررر
جوهرة المقال: ’’فكرة تطهير البلاد بالاحتلال هي فكرة فاسدة أصلا‘‘
هناك أزمة اساسية يتجاهلها الجميع و هي أن سلسلة الفساد أتية من أعلى و ممتدة في جميع الاتجاهات و بكون أخر السلسلة هو المواطن (المطنط) الذي لا يريد أن يفعل شيئا و يتصور بأن الدولة تحل المشاكل في الدول المتقدمة و الحقيقة أن الدول المتقدمة لا تحل المشاكل غالبا و لا تقاوم الفساد غالبا و لا تحاسب الموظفين المرتشين مثلا و لكنه المزاج الشعبي فغالبا الشخص الغربي يصبح وحشا مجنونا بحال طلب منه موظف مثلا رشوة فقد يلقي به أرضا و يكسر له عظامه ان لم يقتلع عينيه ..الخ و لا يهمه أي سجن ينتظره و لا ان كان مستقبله سيضيع مثلا و هذا هو السر الحقيقي في كون الفساد قليل للغاية على مستوى الموظف الصغير في الدول الغربية و ليس لأي سبب أخر
لست من انصار هانز ولا من اتباع سرجون ، انا المواطن العربي السوري الذي اعاني على مدى سنواتي الخمس والستون من ثلاثة امراض مستعصية لم اجد لها العلاج أعراضها خبز ونقل وكهرباء خمسة وستون عاما اعاني منها وانا صغير وتهدر عندها كرامتي وانا شيخ هرم .. لا علاقة لي بسيكار طارق عزيز فليدخن ما يشاء اما الذي استشهد بالامام الغزالي ويتهمني بالحمق ومساعدة العدو ان انا شكوت وجعي فهل لك انت والسيد نارام ان تحدثونا عن الضوء الذي ترونه بنهاية النفق
وكيف لهذا الضوء ان يصبح نورا في حياتنا ..هل هو الصبر ثم الصبر ومابعد الصبر الا الفرج وهكذااااا حتى يظهر المهدي عليه وعلى سيدنا عيسى سلام الله ، نعم هنالك عدو ونحن بحالة مواجهة لكن اليس عدونا بحالة مواجهة بنفس الوقت معنا فهل ياترى لديه ازمة خبز ونقل وكهرباء .. ستقولون بان الحصار علينا هو السبب وهذا واقع لن ينجلي الا بمهادنة الكيان الصهيوني وارجو الله ان لا ارى ذلك او يكون على جثتي . او بالتحرر من خوفنا ومقارعة هذا العدو اللئيم حتى الرمق الاخير وانا واثق هنا ان دول العالم شرقها وغربها ستتدخل لايقاف الحرب لا حبا بنا لكن خوفا على اليهود عندها سنملي شروطنا واقلها خبز ونقل وكهرباء ولا نامت اعين
الحبناء .. والحل الثالث عندكم بالضوء الذي ترونه بنهاية النفق والذي لا اعلم ماهو ولا أراه.
كلام محب لكم وللوطن .. وانا لست باحمق مع احترامي للغزالي