آراء الكتاب: هل نظرية حارس البوابة الإعلامية تجدي نفعاً؟ – بقلم: حنان حمود


“حارس البوابة نظرية من النظريات الاجتماعية.. التي تُفسر دور القائم بعملية الاتصال وواجباته تجاه المجتمع.. كيرت ليون قام بتطوير النظرية في عام 1977، وهي عملية يتم من خلالها تصفية المعلومات باعتبارها مادة إعلامية تمر بمراحل عديدة، وخلال كل مرحلة هناك حارس يقوم بتمرير المعلومات وفقاً لحاجتها، بمصداقية، مع ضرورة توخي الدور التوعوي في المجتمع والابتعاد عن المواد الإعلامية السلبية”.

سأذكر لكم قصة حدثت أمامي آخر عام 2010 وقبل انطلاقة الفورة السورية في مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.

المونتيير يقوم بتجهيز مادة.. هي تغطية، وتقرير عن مسرحية نكاتيف للراحل الفنان نضال السيجري.. كان من ضمن التقرير حوار مع الفنان نضال وخلفه حبل غسيل طويل عليه (سراويل وحمالات صدر، وسراويل داخلية مهترئة وأخرى مرقعة).. يحتار المونتير كيف سيتعامل مع المادة، (وتلبك،احمر، اخضر.. وعصب) من المصور كيف!؟ يصور وخلف الفنان هذا الحبل المعيب، وغير محتشم ووو.. فقرر أن يحذف من الحوار أو يضع صور خلفية للحوار لا تمت للحوار إلاّ بقرابة بعيدة جداً، ويترك الصوت.

علماً أن لقاء السيجري كان مهم ويلخص محتوى العرض المسرحي المرتبط كلياً بحبل الغسيل.

بالعودة لنظرية حارس البوابة وعلاقتها بـ السلطة السياسية المجرورة وراء أهداف اقتصادية بحتة.. التي تغربل الأخبار والمعلومات بغربال له فتحات كبيرة جداً و مطاطية تتلاعب فيها أيدي خفية لتنشر المعلومات وفق مصالحها والإستراتيجيات المرسومة بدقة لأهداف محددة فقطعاً لا تعتمد الجودة والمراقبة التي تصب بالمصلحة الانسانية جمعاء.

فيا صديقي حارس البوابة الأخير ما أنا وما أنت إلا مثل صديقي المونتير نخضع لتربيتنا وبيئتنا.. نحجب الأهم ونلقي بالرث على صفحاتنا الزرقاء.. او حتى على مواقعنا الاعلامية و وسائلنا الاعلامية المتاحة.. فلا تحتاج ان نوسع فتحات الغربال بطريقة غير طبيعية وفقاً لمعاناتنا وعاداتنا وتقاليدنا و تربيتنا التي نالت من التعقيد والتقييد ما يكفي.. فليس من الضرورة أن تكون تربيتنا ومعتقداتنا هي الصحيحة وتدل على الاحتشام.. فأكثر حالات التعري نجدها اليوم هو اقصاء الآخرين.. وفق منهجنا العقلي الضيق والخاص.. وأجد أن الشتائم و المسبات التي تطال الأم والأخت أكثر إباحية واحتقار للقيم من صور التعري أو من الحديث عن الجنس بطريقة علمية و محترمة.. النميمة ونقل الكلام مع وجهة نظرنا المحدودة و المحددة أكثر خطورة من صورة أنثى عارية.. و حجب فكرة تناقش بطريقة علميه بحتة.. أكثر خطورة من طرح الفكرة علناً و بوضوح.. إن بث الشرور والكره والعنف الناتج عن الكبت في المجتمع وبصور متعددة.. أكثر خطورة من معالجة أمراض المجتمعات ونتائجها.

تربيتك على الرأس والعين لكن من الأفضل ان تبقيها ميزتك وخاصيتك لا تفرضها على الآخرين قانون.

لكم مني كل الود والاحترام لكم و لمعتقداتكم التي تَخصّكم.

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s