ملاحظة .. لا علاقة لهذا الهامش بالفساد لأن ذكر الفساد دون وثائق أمر غير مستحب و الحديث عن نتائجه غير مستحب أيضا و هو مضيعة للوقت و إذن ليكن الوقت ضائعا في حديث آخر
اذا ظهر اعتراض على قرار أو وضع ما ، يسارع المثقفون و الثوريون منهم خاصة لمواجهة المعترض بردود لقمت كذخير في ألسنتهم منذ الأزل .. كلمات و اتهامات لا حاجة لذكرها و يكفي القول إن أيا منها فيما لو ثبت ينال صاحبه الإعدام .. أسلوب يعتبرونه الأفضل و الأنسب لكل الحالات دون تمييز و دون أن يأبهوا لخطره لما يكرسه من انقسام ربما حيث تنحصر المصداقية الوطنية عند طرف واحد و تتحدد الوطنية الصادقة عند طرف آخر بصمته و مؤكد أن الإبل لا تورد بهذا الأسلوب .. و إن تمتع بعض المثقفين بروية ما لخص الأمر بمقولة ” هناك من يسعى لإحداث فصل بين المواطن و الدولة ” و هي عبارة تصيب كبد الحقيقة كما يقال لكن إن اتخذت وجهتها الصحيحة .. فلا يمكن لاعتراضات و نقد عقلاني أن يحدث فصلا أو أن يتسبب بأي خطر و إنما الخطر كل الخطر من قرارات تبدو موجهة بعناية لتتسبب بأوضاع كارثية و تدفع للاعتراض .. هذا ما يحدث فصلا أو ربما يسعى لإحداثه خاصة أننا لم نر عودة عن أي قرار مهما كانت نتائجه سلبية كأنه صدر عن آلهة لا عن بشر .. لا اعتراض على قرارات الحكومات الآلهة و لا خطر أن يشعر الوطني كما لو كان وحيدا و أعزلا رفقة وطنه وسط غابة أو ميدان معركة و الأخطار محدقة به و تتنزل عليه تنزيلا و لا يحق له حتى الصراخ أو الهمس لرفيقه ..
بعضهم يقول الأخطاء تحدث بسبب الضغط الذي تعاني منه الحكومات
لنتذكر أمرا .. رغم ما افتعل بداية الحرب من فوضى موجهة في الشارع و عبر وسائل الإعلام و رغم ما سبقها في ثلاث دول في سعي مركز لإضعاف الحالة النفسية للوطنيين السوريين بحيث يستقبلون الأزمة طريحي الأرض كان القائد هو الأمل و كان على قدر الحمل و سار بالمركب حتى اجتاز الموجة الأولى التي كان فيها يمنع إطلاق رصاصة مهما كان الاعتداء أو الاستفزاز بل و كان يتهم الجيش و القوى الأمنية بكل عملية قتل تتم تحت مجهر الإعلام المعادي ليتعاظم الضغط و الإرباك عسى أن يتم اتخاذ قرار يكون قاتلا لكن هذا لم يحدث و تخامدت الموجة و انتقل الجيش العظيم من مرحلة ضبط النفس القصوى إلى المواجهة التي كان يتحينها ليرد الظلم و صار يرد الصاع صاعين و الصاروخ صاروخين بينما كنا نستمع بثقة للإعلام المعادي ينقل كما يشاء عن فعل الصواريخ .. و استمرت الحرب و استمر الصمود فالتقدم فالثبات .. العمل العسكري لا مجال فيه لأخطاء أو هفوات فالنتيجة ستكون كارثية فما بالك في الحرب الاقتصادية العظمى حيث أصبح الوطن بأسره ميدانا للمعركة و حيث الهدف قتل استراتيجي و هي أخطر من الحرب العسكرية لأن لا عدو ظاهر تواجهه .. الحصار و قيصر ليست شعارات أو سلاح بيد الجميع بل عناوين في إطارها العام عقوبات قد تطال دولا و شركات و كيانات و حتى أشخاصا لأي تعامل اقتصادي مع الدولة السورية .. و عمل العدو الكامن يتجلى في الأثر الذي يتسبب به و يظهر ذكاء و دقة المخططين له و العاملين عليه حيث لا مجال لأخطاء يرتكبونها .. و هنا يمكن الحديث عن قرارات و عمل الحكومات الذي يجب أن يقاس و أن يقيم فقط بمردوده المعنوي على الأقل ناهيك عن المادي لا بما يحاك حولها من شعارات آمال .. السوري الوطني محارب بطبعه و يعلم أنه يخوض حربا و لا يريد من أحد أن يمنحه ذهبا و يعلم أيضا أن الله وحده لا يحتاج لأحد يساعده بإدارة شؤون خلقه و أن لا أحد في الأرض إله الآن و أن في سورية قائد فذ و أن يحتاج لمن يهبهم ثقته و يأتمنهم على إدارة شؤون مواطنيه هذا من طبيعة الأشياء .. و أما أن لا يكون بعضهم أهلا للثقة .. هنا تبدا الحكاية أو نعود لها