سيعلم كل من أصم اذنيه ورفض ان يسمعنا ان الآذان التي بها صمم هي زنازين منفرده للعقل .. وأن أفضل شيء يفعله من يصم اذنيه هو ان يقطعهما ويرمي بهما في قفص ثعلب جائع فربما كان لهما فائدة في الوجود قبل ان تدفنا وهما ملتصقتان برأس صاحبهما الذي لم يستفد منهما .. وسيعلم كل من رفض ان ينظر الى الحقيقة ان العيون التي بها عمى هي ستائر حديدية للعقل وأن أفضل شيء يفعله هو ان يفقأ عينيه بأصبعيه ويقتلع مقلتيه ويرمي بهما الى اسماك البحر فربما أطعمت عيناه مخلوقا وكانت لهما فائدة قبل ان تدفنا في محجريه دون ان تكون لهما أيه فائدة ..
من الذي تسبب بداء الصمم للملايين وبالعمى للملايين فصار الناس يرون تركيا أمّنا واختنا الكبرى؟؟ كيف أصمّ الناس آذانهم وعيونهم ولم يروا أنياب تركيا ومخالبها وثغرها الجائع؟؟
اليوم يكتشف البعض مذعورا أن تركيا ليست أختنا الكبرى وليست أّمنا ولاخالتنا .. بل هي عدو الجد وعدو الاب وعدو الولد .. واذا لم تصدقوا فما عليكم الا ان تسألوا اللاجئين السوريين في تركيا حيث رأوا تركيا على حقيقتها اليوم .. فتبدو تركيا في بعض اجزائها مثل ألمانيا في عهد النازية وتبدو الجاليات السورية المهاجرة والمهجرة في بعض الاماكن مثل الغيتوات اليهودية ابان الحقبة النازية فهي شبه محاصرة او مغلقة او تفرض حظر تجول على نفسها مساء بسبب الخوف من الاتراك .. وهذا الشعور التركي بالكراهية ضد السوريين يتمدد بسرعة في كل انحاء تركيا ولايمكن ان ينتهي الا .. بصدام او مجزرة .. وهذا هو المسار الطبيعي للدول او التيارات التي تعيش رغبة عارمة لاحياء الماضي بعكس اتجاه التاريخ حيث تنمو فيها العنصرية العنيفة كسبيل وحيد للنهوض .. وهذا ماحدث في ألمانيا النازية ومايحدث في تركيا ومايحدث في الحركات الدينية المتطرفة مثل اليهودية التي انتجت العنصرية الصهيونية .. وهو ماحدث في المسيحية التي انتجت المسيحيين الجدد وتوقهم الى احراق العالم في الهارماجيدون .. والحركات الاسلامية الوهابية والاخوانية التي تتميز بأن العنف هو وسيلتها الوحيدة للبقاء والتفوق ..

السؤال الذي يرفض البعض النظر اليه بعين العقل خوفا من أن يكتشف الجواب الذي يخشاه هو: ماهي نهاية كل هذه الكراهية في تركيا؟؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن تجييش العواطف العنصرية تجاه السوريين في تركيا؟ .. فلايبدو ان الامر مقتصر على العلمانيين او القوميين الاتراك ولا بسبب الخطاب التحريضي للمعارضة .. بل هو خطاب شامل لكل الطبقات والشرائح .. وعلى رأسهم الاسلاميون الاتراك .. ولكن ماسيفاجئ الجميع هو ان التحريض العنصري هو سياسة حزب العدالة والتنمية لتحريك كتلة اللاجئين السوريين نحو خارج تركيا بعد ان فقد الامل في تغيير الحكم في سورية لصالح الاخوان وتحول اللاجئون الى عبء ديموغرافي وثقافي واجتماعي .. كل الدلائل تشير الى ان رجال اردوغان بدؤوا عملية تنظيف تركيا من اللاجئين عبر سلسلة عمليات لترهيب السوريين وارتكاب عشرات الجرائم وعمليات الخطف التي لم يعد من الممكن احصاؤها .. ويبدو ان القرار في الكواليس التركية ان زمن اللاجئين السوريين في تركيا قد اقترب من نهايته .. ولكن الخشية ان يكون عيار التحريض اكثر مما يمكن التحكم به خلال أشهر وانفجار العنف والمجازر .. خاصة ان هناك هاشتاغات اليوم تدعو الى ابادة السوريين في تركيا او دفعهم للخروج ذعرا بارتكاب مجزرة .. وهذا يفسر ان أصغر استفزاز ومشاجرة تدفع آلاف الاتراك للمشاركة في العنف ضد السوريين في رغبة عارمة للتعبير عن الكراهية.. ولاتبدو أصابع المخابرات التركية بعيدة عن هذه الشعارات التي تحضر السوريين لحفلة دم العثمانية ..فمما لاشك فيه ان في اعماق سياسة حزب العدالة والتنمية رغبة في تدمير الوجود السوري في تركيا خوفا من ان تصبح هذه الاقلية المهاجرة اوسع وتستيقظ فيها مشاعر مناقضة للأتراك .. ولذلك فان العنف الذي يتحرك في تركيا لن يكون في مقدور احد ان يحركه الا عناصر من حزب العدالة والتنمية وباشراف مباشر من اردوغان ورجاله .. وكل مايقوله اردوغان عن حمايته للاجئين هو مسرحية دافوس بنسخة سورية لارضاء الاغبياء والسذج ..
في كل يوم نراقب التوتر العرقي بين السوريين والاتراك والذي يبدو ان الاتراك يزيدون اواره بسبب عنصريتهم وبسبب ان قلب التربية وعملية التعليم يقوم على تلقين الأجيال في الكتب المدرسية ان العربي عنصر خائن وهو سبب مأساة تركيا في انهيار ملكها العضود في الامبراطورية العثمانية .. ولذلك فان هناك جانبا في التشفي والانتقام التاريخي يتجلى في هذه الكراهية الموجهة ضد السوريين .. ورغم محاولة الايحاء ان الأسباب اقتصادية بسبب الاوضاع الصعبة في زمن كورونا الا ان جذر الكراهية موجود وعميق والازمات هي مجرد مياه تسقي الجذر العنصري ..
كنا دوما نقول – ويرفض ان يصغي الينا كثيرون – بأن تركيا دولة عنصرية في ثقافتها وفي تكوينها لسبب بسيط وهي ان الاتراك لم يصنعوا حضارة ولاثقافة بل كانوا مجتمعا عسكريا يحكم غيره بالسيف والعنصرية ويحكم نفسه بالسيف .. ورغم انهم نالوا فرصة عظيمة في التاريخ على مدى 400 سنة فانهم أخفقوا في بناء حضارة تأثرت بها الشعوب التي كانت تحت حكمهم .. بل على العكس فان الاتراك اخذوا كل شيء من الشعوب المغلوبة وسرقوا تراثها وعاشوا كالطفيليات التاريخية عليه .. فليس هناك على مدى 400 سنة عالم في الرياضيات عثماني .. ولا عالم في الفلك عثماني .. ولا طبيب مشهور عثماني .. ولا باحث في الكيمياء ولا المجتمع .. ولاتوجد اختراعات تركية (باستثناء الخازوق) .. وحتى العمران كان مسروقا .. فأفضل اثار استانبول هو كنيسة اياصوفيا التي سرقها العثمانيون وجعلوها مسجدا .. ولذلك ينظر المؤرخون والباحثون في علوم الحضارات باحتقار واستخفاف للمرحلة التركية الفقيرة في اي انجاز حضاري .. فهي مجتمع من المحاربين الذين حتى لايملكون اخلاق الفرسان والمحاربين بل لايملكون الا ثقافة القتل .. ولذلك فان واحدا من كبار المثقفين السوريين هو أدونيس كان يسال سؤالا فيه الكثير من الاستهجان والغضب والتعجب والحيرة وهو يسأل: من هم الاتراك كي يحكمونا 400 سنة؟؟
بالفعل نحن صناع حضارة الشرق ومع ذلك يحكمنا هؤلاء المرتزقة 400 سنة فشلوا خلالها في تقديم اي نموذج حضاري خلاق؟ كيف بحق السماء؟؟ ومع هذا يخرج علينا من يصر على انهم الاخت الكبرى والام الرؤوم والاستاذ في الاسلام والدين .. ولكن انه الصمم الذي هو أسوأ أنواع الامية .. وهو نوع من انواع العمى السمعي .. الذي سينتهي بصاحبه الى الهلاك ..
نداءات صريحة في الملاعب التركية لطرد السوريين .. اين ستصل الكراهية؟؟