(1)
حقيقة وثيقة عبد الناصر حول «استئصال الإخوان» بكتاب «قذائف الحق»
- يوسف ندا زورها بشعار «الحرب خدعة».. ومحمد الغزالى أوردها فى كتابه.. و«العوا» رفض كشف الحقيقة وقال لأبو العلا ماضى: «وأنا مالى»
من بين أشهر الكتب التى تحدثت عن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وجمال عبد الناصر، كان كتاب «قذائف الحق»، للشيخ محمد الغزالى.
حاز الكتاب شهرة واسعة بعد منعه من التداول لما يزيد على 40 عامًا، فقد احتوى على سلسلة من «الآراء التكفيرية» بحق الكنيسة، والراحل البابا شنودة، وجمال عبد الناصر، وغيرهما من السياسيين والشعراء والأدباء.
أخطر ما جاء فى كتاب «الغزالى» وثيقة موقعة بالموافقة من «عبد الناصر»، تتضمن إجراءات موسعة للقضاء على الجماعة، تتجاوز فكرة «محاربة الإخوان» إلى «محاربة الإسلام».
تتكون الوثيقة من ثمانى ورقات، حيث تبدأ بتقرير اللجنة المؤلفة برئاسة زكريا محيى الدين – رئيس الوزراء وقتها – بشأن القضاء على تفكير الإخوان، بناء على أوامر السيد الرئيس بتشكيل لجنة عليا لدراسة واستعراض الوسائل التى استعملت، والنتائج التى تم التوصل إليها بخصوص مكافحة جماعة الإخوان المسلمين«المنحلة»، ولوضع برنامج لأفضل الطرق التى يجب استعمالها فى مكافحة الإخوان بالمخابرات والمباحث العامة لبلوغ هدفين:
1ـ غسل مخ الإخوان من أفكارهم.
2- منع عدوى أفكارهم من الانتقال إلى غيرهم.
ورأت اللجنة – بحسب الوثيقة المزعومة – أن الأسلوب الجديد فى المكافحة يجب أن يشمل أساسًا بندين متداخلين وهما:
أ ـ محو فكرة ارتباط الدين الإسلامى بالسياسة.
ب ـ إبادة تدريجية مادية ومعنوية وفكرية للجيل القائم، فصلاً من معتنقى الفكرة.

ووضعت اللجنة مجموعة من الإجراءات يجب استعمالها لبلوغ هذين الهدفين من بينها:
1 ـ تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامى مع إبراز مفاسد الخلافة.
2 ـ التحرى الدقيق عن رسائل وكتب ونشرات ومقالات الإخوان المسلمين فى كل مكان ثم مصادرتها وإعدامها.
3 ـ يحرم بتاتًا قبول ذوى الإخوان وأقربائهم حتى الدرجة الثالثة فى القرابة من الانخراط فى السلك العسكرى أو البوليس أو السياسة، مع سرعة عزل الموجودين من هؤلاء الأقرباء من هذه الأماكن أو نقلهم إلى الأماكن الأخرى فى حالة ثبوت ولائهم.
4ـ مضاعفة الجهود المبذولة فى سياسة العمل الدائم على إفقاد الثقة بينهم وتحطيم وحدتهم بشتى الوسائل، وخاصة عن طريق إكراه البعض على كتابة تقارير عن زملائهم بخطهم، ثم مواجهة الآخر بما معها مع العمل، على منع كل من الطرفين من لقاء الآخر أطول فترة ممكنة لنزيد هوة انعدام الثقة بينهم.
5ـ بعد دراسة عميقة لموضوع المتدينين من غير الإخوان، وهم الذين يمثلون الاحتياطى لهم وجد أن هناك حتمية طبيعية عملية لالتقاء الصنفين فى المدى الطويل، ووجد أنه من الأفضل أن يبدأ بتوحيد معاملتهم بمعاملة الإخوان قبل أن يفاجئونا كالعادة باتحادهم معهم علينا.
وحول المحور الخامس اقترحت الوثيقة وضع الجميع ضمن فئة واحدة ومراعاة ما يلى:
أ ـ تضييق فرص الظهور والعمل أمام المتدينين عموما فى المجالات العلمية والعملية.
ب ـ محاسبتهم بشدة وباستمرار على أى لقاء فردى أو زيارات أو اجتماعات تحدث بينهم.
جـ ـ عزل المتدينين عمومًا عن أى تنظيم أو اتحاد شعبى أو حكومى أو اجتماعى أو طلابى أو عمالى أو إعلامى.
د ـ التوقف عن السياسة السابقة فى السماح لأى متدين بالسفر للخارج للدراسة أو العمل.
وتضمنت أيضًا إجراءات أخرى لـ«استئصال سرطان الإخوان»
على ثلاثة مستويات:
بالنسبة للمعتقلين:
اهتزاز الأفكار فى عقولهم وانتشار الاضطرابات العصبية والنفسية والعاهات والأمراض بينهم.
بالنسبة لنسائهم:
سواء كن زوجات أو أخوات أو بناتا فسوف يتحررن ويتمردن لغياب عائلهن، وحاجتهن المادية قد تؤدى لانزلاقهن.
بالنسبة للأولاد:
تضطر العائلات لغياب العائل ولحاجتها المادية إلى توقيف الأبناء عن الدراسة وتوجيههم للحرف والمهن، وبذلك يخلو جيل الموجهين المتعلم القادم ممن فى نفوسهم أى حقد أو أثر من آثار أفكار آبائهم.
أحدثت الوثيقة الموقعة من رئيس مجلس الوزراء، قائد المخابرات، وقائد المباحث الجنائية العسكرية، ومدير المباحث العامة، شمس بدران، وموافقة جمال عبد الناصر، جدلًا كبيرًا، حتى حدثت المفاجأة.
الباحث الفذ فى شئون الحركات الإسلامية، هيثم أبو زيد، وهو منشق عن جماعة الإخوان، منذ 9 سنوات، وشارك فى تأسيس حزب «الوسط»، قبل أن يتركه لموقف الحزب الموالى للجماعة، نشر شهادة نسفت هذه الوثيقة
يقول «هيثم»: «كانت للشيخ محمد الغزالى فى نفسى مكانة كبيرة، وكنت حريصًا على اقتناء كتبه وقراءتها، حتى جمعتها كلها، إلا كتابًا واحدًا سماه الشيخ (قذائف الحق)، عرفت أنه ممنوع، وكالعادة تسبب المنع فى زيادة رغبتى فى الكتاب، وحرصى على قراءته، إلى أن أهداه إلىّ أحد الأصدقاء عام 2002، فأتيت عليه».
ويضيف: «أكثر ما شدنى فى الكتاب، وأنا حينئذ عضو بجماعة الإخوان، تلك الوثيقة التى قال الشيخ إن الأجهزة الأمنية والمخابراتية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وضعتها كخطة للقضاء على جماعة الإخوان، وتضمنت خطوات شديدة القسوة، تتجاوز محاربة الإخوان تنظيميًا وفكريًا إلى محاربة الدين الإسلامى، والمتدينين من غير الإخوان».
تركت هذه الخطة أثرها فى نفس «هيثم»، فهى تؤكد مدى وحشية وإرهاب النظام الناصرى، وعدائه للدين وللمتدينين، لكن لم يأت منتصف عام 2005 إلا وهو مستقيل من جماعة الإخوان، كى ينضم لحزب «الوسط»، باعتباره ممثلًا للمشروع الحضارى الإسلامى، وللفكر الوسطى المستنير، كما كان يعتقد وقتها.
يقول: «فى ذات نهار من شهر يونيو 2008، كنت جالسًا على مكتبى بمقر حزب الوسط بشارع قصر العينى، بينما أغلق أبو العلا ماضى باب مكتبه عليه وقد استقبل ضيفًا لا أعرفه، وطالت الزيارة، ثم خرج الضيف، وودعه أبو العلا عند الباب، ثم عاد سريعًا وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة، وأشار إليّ بيده قائلا: تعال
بسرعة.. ذهبت إليه، وأغلق الباب، ثم خاطبنى قائلا: قنبلة.. قلت ما الخبر؟.. قال: أتعلم من كان يزورنى؟ إنه المهندس مراد جميل الزيات، من قيادات نقابة المهندسين، وأحد الإخوان المتفتحين، وله انتقادات على أداء قيادات الإخوان، وكان مسجونًا فى عهد عبد الناصر، وخرج ضمن من خرج فى السبعينات».
لم يمهله «ماضى» ليستفسر عن القنبلة فواصل قائلًا: لقد أخبرنى المهندس مراد بقصة خطيرة، فبعد الإفراج عنه فى السبعينات، سافر إلى أوروبا، والتقى القيادى الإخوانى يوسف ندا، وظل يحكى له ما عاناه الإخوان فى السجون، ثم ذكر لـ«ندا» ما نشره الشيخ الغزالى فى كتاب «قذائف الحق» عن الوثيقة التى أعدتها المخابرات واعتمدها «عبد الناصر» للقضاء على الإخوان، فإذا بيوسف ندا يضحك حتى استلقى على ظهره، فخاطبه الزيات متعجبًا: لم الضحك يا أخ يوسف؟ فأجابه ندا فورًا، لأننى أنا من وضع هذه الوثيقة، لتشويه نظام الحكم الناصرى.. فتساءل الزيات: لكن هذه فبركة.. فأجابه ندا بثقة: «الحرب خدعة».
يقول: أصابنى الذهول، وقد كنت أعلم أن الإخوان يبالغون، وأحيانا يكذبون، لكن لم يخطر ببالى –حينها- أن يصل الأمر للاختلاق الكامل، وتأليف الأوهام والافتراءات، وقد رأيت حينها أن رواية الزيات لا تكفى للاعتماد عليها، فربما كان هناك أى ثغرة أو خطأ فى النقل، بل ربما كان يوسف ندا يمزح، حتى ولو كان هذا الاحتمال ضئيلا، لذا قلت لأبو العلا إنه لا داعى لاستخدام هذه القصة، مالم يتوفر لها قدر أكبر من الثبوت، لكن ماضى رأى أن من الضرورى فضح الإخوان وإظهار أكاذيبهم.
كان كل ذلك فى يوم ثلاثاء أو أربعاء، ومر الخميس والجمعة، ثم جاء يوم السبت، الذى يلتقى فيه قيادات حزب «الوسط» بمحاضرة الدكتور محمد سليم العوا، التى يلقيها فى «جمعية مصر للثقافة والحوار»، بمكتبه القديم.
كعادة دائمة، كانت قيادات «الوسط» تلتقى بـ«العوا» بعد انصراف الجمهور، وتدور أحاديث، وتنقل معلومات.. وفى هذا اليوم، انصرف الجمهور، بينما وقف «العوا» للكلام والدردشة مع مجموعة من قيادات الحزب، حيث أراد أبو العلا ماضى أن ينقل له تلك القصة الخطيرة التى سمعها من مراد الزيات عن «وثيقة ندا».
ينقل تفاصيل الحوار: كنا خمسة من قيادات الوسط هم المهندس أبو العلا ماضى وكيل المؤسسين، والدكتور صلاح عبدالكريم، أستاذ هندسة الطيران بجامعة القاهرة، وعضو الهيئة العليا للحزب، والمهندس حسام خلف، عضو الهيئة العليا وزوج ابنة الشيخ يوسف القرضاوى، والأستاذ محمد الطناوى، مسئول الموقع الإلكترونى للحزب، وأنا.. خاطب أبو العلا العوا بما سمع من مراد الزيات.. فإذا بالعوا يقاطعه قائلًا: نعم، هذه رواية حقيقية، وأنا أعلم بها من نحو أربعين سنة.
أردف «العوا» ببقية المفاجأة: «الوثيقة الأصلية التى كتبها يوسف ندا، موجودة عنده فى مكتبه، وأنه مكث هو والأستاذ حسن العشماوى، ليلة كاملة بمكتب الأخير بالكويت، يجهزون الرد الفقهى والشرعى بالأسانيد على يوسف ندا، والتأكيد على أن الافتراء والفبركة لا تجوز بأى حال».
تأكدت القصة إذن، ولم يعد هناك مجال لشك أو تشكيك.. طلب «أبو العلا» من «العوا» أن يعلن هذا الكلام، فهز الرجل أكتافه قائلا: «وأنا مالى.. عاوز تعلن أعلن أنت»!
(2)
تفاصيل 96 صفحة محذوفة من كتاب «من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث» لمحمد الغزالى
- دار نشر إخوانية أخفت صفحات عن «النظام الخاص» دون علم الشيخ
انتسب محمد الغزالى إلى جماعة الإخوان المسلمين فى العشرين من عمره، ومكث فيها قرابة 17 عامًا، كان خلالها عضوًا فى هيئتها التأسيسية ثم عضوًا فى مكتب الإرشاد العام، إلى أن وقع نزاع بينه وبين قادة الجماعة انتهى بصدور قرار بفصله مع عدد آخر من الأعضاء، فى عام 1951.
بعدها بثلاث سنوات أصدر «الغزالى» كتابه «من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث»، احتوى صفحات مهمة عن «النظام الخاص» التابع للجماعة.
يقول «الغزالى» فى كتابه: «كان الأستاذ حسن البنا بنفسه وهو يؤلف جماعته فى العهد الأول يعلن أن الأعيان والوجهاء وطلاب التسلية الاجتماعية الذين يكثرون فى هذه التشكيلات لا يصلحون لأوقات الجد، فألف ما يسمى بالنظام الخاص، وهو نظام يضم شبابًا مدربين على القتال».
ويضيف: «كان المفروض من إعدادهم مقاتلة المحتلين الغزاة من إنجليز ويهود، وقد كان هؤلاء الشبان الأخفياء شرًا وبيلًا على الجماعة فيما بعد، فقد قتل بعضهم بعضًا، وتحولوا إلى أداة تخريب وإرهاب فى يد من لا فقه لهم فى الإسلام ولا تعويل على إدراكهم للصالح العام».
ما الأزمة إذن؟
فى مقدمة الطبعة الثانية من الكتاب يقول الشيخ الغزالى: «ليس فى نفسى إلا رغبة واحدة أن ينتفع القراء بما فيه من بحوث علمية مجردة، وأن يستوعبوا تجارب رجل له ملاحظاته… وأنا أعرف أن الكتاب تضمن أمورًا يرى البعض دفنها لكنى أرى أنه من الخطأ إسدال الستار عليها».
لفتت العبارة الأخيرة نظر الكاتب الإسلامى عبدالفتاح عساكر وهو يعد كتابه «الحقائق بالوثائق عن جماعة الإخوان المسلمين»، فاتصل على الفور ببيت الشيخ، فرد عليه ابنه المهندس ضياء.. سأل عساكر عما جرى، فقال ضياء: إنهم طبعوا كتاب «من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث» بعد حذف 96 صفحة منه ومعك الوالد يؤكد لك ذلك.
أخذ الشيخ الغزالى سماعة التليفون من ابنه وقال لعساكر بالنص: «إن دار الاعتصام دار نشر إخوانية طبعت الكتاب وحذفت منه صفحات كثيرة بدون علمى ولا إذنى».
هكذا أخفت جماعة الإخوان 96 صفحة من كتاب الشيخ محمد الغزالى، بل وانتهت تمامًا لأن محمد عبدالقدوس نصب نفسه بحكم مصاهرته للشيخ الغزالى – متزوج من ابنته – وصيًا على إنتاج الشيخ الفكرى.. ولن يسمح بأن يفضح صهره الجماعة.
المصدر:
محمد الباز، مدافع الإخوان.. ماذا فعل أبناء حسن البنا بالمسلمين، ط (1)، دار كنوز للنشر والتوزيع، 2007.
(3)
يوسف ندا عن «أيام من حياتى» لزينب الغزالى: أنا مؤلف هذا الكتاب!
كان المشهد الذى ورد فى كتاب «أيام من حياتى» عن حوار داخل السجن الحربى بين زينب الغزالى، وشمس بدران، وزير الحربية فى عهد «عبد الناصر»، صادمًا إلى أقصى حد.
على لسان شمس بدران ينقل الكتاب أنه قال لزينب الغزالى أثناء التحقيق: «أما زلت تعتقدين فى وجود إله؟.. أنتم مهزومون من سنة 1948 إلى الآن- انهزمتم لما قاومتم فاروق، وانهزمتم عندما قاومتم الثورة فى سنة 1954، وانهزمتم عندما قاومتم الثورة فى سنة 1965، فأين ربكم الذى تزعمون؟».
يأمر شمس بدران صفوت (ذكر الكتاب أنه تولى تعذيبها) بإيقافى، كنت فى غاية الألم والجهد فحاولت أن أستند إلى الحائط فيبعدنى صفوت عن الحائط بسوطه.. فأقول لهم: دعونى أجلس على الأرض، فيقول شمس بدران: لا.. لا.. أين ربك؟ ادعه لينقذك من يدى.
من بين ما جاء فى الكتاب أيضًا أن سلطات السجن الحربى جوعت كلبًا لفترة طويلة، ثم أدخلته على زينب الغزالى، إلا أن الكلب رفض أن يمسها أو حتى يلمس ملابسها.
إذا قرأت الكتاب بشكل مجرد ستصاب بصدمة من الحديث عن «زنزانة النار» و«زنزانة الماء» و«السياط المجنونة كألسنة اللهب» و«نهش الكلاب المدربة»، ولكنك إذا كنت تعرف الإخوان جيدًا بالتأكيد لن يخيل عليك الأمر.
أحدث كتاب «أيام من حياتى» ضجة كبيرة، تبارى الإخوان لتأكيد ما جاء فيه، وعمد آخرون إلى تفنيد أكاذيبه.
من بين ما ذكر عن الكتاب شهادة فى غاية الأهمية للسياسى الناصرى الدكتور محمد السعيد إدريس، وهى شهادة نقلها عن رئيس حزب الوسط، أبو العلا ماضى، وقد جمعت علاقة قوية بين الرجلين فى تأسيس حركة «كفاية».
قصة الشهادة الخاصة بالكتاب تبدأ من مقال كتبه أبو العلا ماضى، فى جريدة «العربى» الناصرية، قبل ثورة 25 يناير، بعنوان «بيننا وبينكم الجنائز».
استخدم أبو العلا ماضى مقولة وردت على لسان الإمام أحمد بن حنبل، فى منازلته الفكرية مع خصومه مفادها أنى «جنازة المرء شاهد له أو شاهد عليه» ليقول عن «عبد الناصر»: «إذا أخذنا بمقولة الإمام أحمد بن حنبل أن جنازة المرء شاهد له أو عليه، فإن جنازة جمال عبد الناصر، التى لم ير التاريخ مثيلًا لها، تشهد للرجل، وأنها معيار مؤكد مدى اقترابه من الله، ورضوان الله عليه».
يقول الدكتور إدريس: «كان المهندس أبو العلا سعيدًا بهذه المقالة وأخبرنى فى لقاء مشترك لنا فى مكتبه القديم بشارع قصر العينى بالقاهرة قبل ثورة 25 يناير 2011 بأقل من عام بما اعتبره قنبلة بحق الإخوان».
يوضح إدريس: القنبلة تتلخص فى أن الأستاذ يوسف ندا قد زاره فى مكتبه، وأن مقاله «بيننا وبينكم الجنائز» كانت محور مناقشة حادة بينهما حيث وجه يوسف ندا عتابًا شديدًا لشخص أبو العلا لدفاعه عن جمال عبد الناصر فى هذه المقالة، لكن أبو العلا رد عليه قائلًا: أرجوك أن ترد على هل مقولة الإمام أحمد بن حنبل صحيحة أم لا، فأجابه: صحيحة، فكان رد أبو العلا: ولماذا ننكر الأمر على جمال عبد الناصر.. جنازة الرجل كانت أعظم جنازة فى التاريخ، وهذه الجنازة وفقًا لمعيار الإمام أحمد بن حنبل خير شاهد للرجل عند الله سبحانه وتعالى.
سأل أبو العلا يوسف ندا: بالنسبة لروايات تعذيب الإخوان تستطيع أن تقول إنها كانت صادقة وبأى نسبة؟ ويا ريت تخصص الحديث عن روايات التعذيب الواردة فى كتاب (أيام من حياتى) الصادر باسم السيدة زينب الغزالى.
هنا بالتحديد كانت القنبلة، إذ انفجر يوسف ندا ضاحكًا وقال: أنا مؤلف هذا الكتاب!