القزمية العالمية ليست فكرة من برنامج طفولي كان يُسمَّى أليس في بلاد العجائب و صار يُسمَّى أورشليم على جدران الهيكل و إنَّما هي ممارسات تتحرَّك ما بين درعا و دير الزور و الرقة و الموصل و الحسكة و بغداد و بيروت و طرابلس و كابل و إدلب التي يحاولون تحويل لقبها من الخضراء إلى السوداء بتثبيت فكر الإرهاب الطالبانيّ على مذاهب تنظيم القاعدة جميعها هذا الفكر المتقاطع مع الفكر العثماني التوسعي الاستعماري و مع النزعات الأميركية غير المحدودة لنشر الفوضى و تثبيت قواعدها في كلِّ بقعةٍ من بقاع الأرض في البرّ و البحر و الجوّ!…….
و هنا ظهرت مصاحف الأسد العربية السريانية و السريانية العربية في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية لا كمصاحف موازية لمصاحف العقائد و إنَّما كتطبيق حقيقي لتحويل العقائد إلى مركز تجميعي لتثبيت اللامركزيات على قاعدة “أدِر نفسك بنفسك ” و “حرِّر جهدك بجهدك ” لكن ضمن تصوُّر تجميعي لا يتقاطع مع النزعات الانفصالية و مع أقران حماتها الانفصاليين سواء في السرّ أو في العلن على مبدأ أنَّ التنمية الوطنية تنطلق من خصخصة الشمولية و شمولية الخصخصة في زمنٍ لا مكان فيه للمجسمات الأحادية و الثنائية ضمن البعدين الخامس و السادس !


سألني أندريه دينيسيف في موسكو هل صورة رئيسكم الأسد كما نسمع في وسائل الإعلام العالمية بأنه يكرِّر حكمه الديكتاتوريّ و لو ضدَّ رغبات و انتفاضات الشعب الديمقراطية فقلت له و هل صورة رئيسكم بوتين نجت من الإعلام العالمي القزمي على قدر امتداداته الأخطبوطية بتحويل الملائكة إلى شياطين و الشياطين إلى ملائكة و الناس إلى ملائكة و شياطين و من وضع سمة الديكتاتورية على حكم رئيسنا إلَّا ديكتاتور من طراز نفسه يريد تصنيف القادة على قدر مصالح دولته المارقة في بثّ الفوضى تحت راية أكاذيب الديمقراطيّة المحمومة و هي تُفصَّل على مقاسات التدمير العالميّ المتفّق عليه قطبياً لا على مقاسات التعمير الإنسانيّ المشترك ضمن كلِّ الأقطاب من المثلية الجنسية إلى المثليات السياسية و غير السياسية و من قال أنَّ جزءاً من شعبنا المذهبيّ الجاهل المتموضع ضمن تنظيمات أصولية تبعيتها خارج الحدود مرّ بانتفاضة نزع الغبار لا بانتفاضة طمر نفسه و دولته و بقية الشعب الحرّ تحت الركام ركام الحرب و الموت و محاولات التجويع و الدمار و التبعية و الخيانة و الاقتتال و ضرب أسس الكرامة الإنسانية ؟!
إذا لم نحرِّر الإسلام كبنية تعطي لمعتنقيها صيغة التفضيل و القبول السماوي الوحيد من شمولية اعتناقاته المسبقة و أفضلياته الظنّية فلن نقدر على بناء دولة تحرِّر الحرية الشخصية من قمقم الثواب و العقاب العقائديّ لا الدستوريّ , و هنا لا بدَّ من تمييز دستور يرى بعيون القانون لا بعين العقيدة الواحدة و لا بدَّ من أمَّةٍ تنهك نفسها بابتداع الحلول لا بخلق المشاكل و تعميقها , و من ينظر إلى هذا الكلام كدينٍ ماديّ يريد اقتلاع الإنسان من جذور إنسانيته فليتفضَّل مشكوراً و ليمطرنا بما قدَّمته العقائد بأشكالها اللاهوتية الجامدة على صعيد بناء الدول القوية لا الضعيفة و المتبوعة لا التابعة !…….
كان الله في رحلة عقائدية على الدول العظمى فإذا به يسمع بوتين يخاطب بايدن كما خاطب قبله ترامب في غرفة بينية قائلاً :”كيف لنا أن نخضع العالم أكثرفأجاب عليك بوجهةٍ من حروب اللاهوت عندها تمسك ناسوت انتصارك بتدمير وجهات احتقارك !” فأغلق الله سمَّاعة العرش و ترك الأرض تمرج بالأزلية و الأبدية وسط فورات اللاهوت !
في مؤسَّسة عباس بن فرناس لطمر اللاهوت المتحجر بدأت عمليات تفجير الصخور العالقة بمصيرها حابسةً مصير غيرها كي تكون مقالع التغيير سبيلنا إلى بنيةٍ تعصف بالتفكير و لا تبقيه حسيراً أمام التحجُّر و التصحير فهل من سامعٍ يا أبناء الرقاقات القادمة من عولمة التدمير و عقائد التشفير ؟!
بقلم
ياسين الرزوق زيوس