ليست الوقائع المعيشية في سوريا على مايرام ولكن هذا لايعني أن تكون العقول منا على مالايرام نعم إن الواقع مؤلم إلى حد الثورة على بقية الفساد الدموي ثورة عقل تضغط بقوة الكلمة وبقوة الصوت والصورة بحرب تشن على الفساد فهذا العالم الافتراضي فاعل والجميع يعلم كم علت فيه أدمغة فارغة من اللاشيء وعلت اصوات التحريض الدموي والتي ساهمت فعليا في حرق دول بداية من تونس مرورا بليبيا إلى سوريا فكيف لصاحب الحق المحق أن يصوب فيه صوته ؟! في هذا العالم الافتراضي يستطيع العقلاء التحدث وتحويل هذا العالم إلى منبر حقيقي بإسم كل متألم وفضح كل فاسد ولكن بالعقل وليس بالجهل وبالذكاء والدقة وليس بالعجز الفكري نحن بحاجة إلى صرخة ضوء في ظلمات هذا الواقع لتظهر كامل الحقيقة وليس لرؤية تضر الوطن أكثر مما تضر الفاسد .بمستطاع الكلمة أن تثب بين آلاف الصفحات وتنفجر غضبا تقيا في فضاء هذا العالم لتصل بصوت السوري الذي يخنقه بعض الفاسدين ولايقوم بإيصاله عبر محوه لحقائق المجريات من محتوى معظم تقاريرهم عن حقيقة الأوضاع ..دققوا هنا محو حقيقة الواقع في اعداد تقارير ودراسات عن الواقع تصل مجتزأة إلى الرئاسة وهذه الحقيقة واقع وليست تكهنات ولهذا أطلب منكم أن يتحول الفيسبوك منبرا ولكن بكلمة برمجها العقل كي لايستغلها الخونة وتقدم إلى اعلامهم الساقط كخدمة طالما عملوا على تحقيق ماوراءها ولم ينجحوا بذلك وبالتالي بهذا الأسلوب الخطأ نكون قد حققنا هدفهم .
السوري في طور اجتياز مرحلة في غاية التعقيد ولكن لايعقل أن يؤمن أحدنا أن مايواجهه اليوم من جحود العيش هو نهاية واقعية لن يغادرهاإننا في مرحلة اجتياز ولسنا في رحلة دخول إلى الفناء حتى نتحدث عن انفجار ضخم في الساحل هذا الكلام الذي يفاقم الحجب على حقيقة مايجري فكيف هذا ؟؟ أقول :

نحن اليوم ننتقد بل وأحيانا يصل النقد إلى غضب لايستثني أحدا ولكنه وللأسف يستثني غالبية الحقيقة ولهذا يبقى النقد منقوصا إذ لايمكن لأمة انتصرت على قاتلها أن تفخخها الكلمات النازحة إلى معاقل الاستسلام بالثورة العكسية على ماحققته من معجزات في النصر على وحوش الدم على الرغم من هول القبح الذي يعانيه السوري إلا أنه هناك من يجعل من أرغفة الخبز ألغاما في طريق العودة إلى سوريا الاكتفاء الذاتي وينسف بجهالة المسبب الأول وهو الفساد الفكري الدموي تخيلوا ذاك الدنيء القميء والذي لم تلسع لحمه البارد نيران الحصار ولم ينخر عظامه فحيح رياح الشتاء ولم يحرك ضميره الكسيح هدير محركات القاذفات الأمريكية التي تنطلق من قاعدة العديد القطرية يريد الآن هذا العميل المثقف أن يشعر بالسوريين إنه فيصل القاسم ..السؤال : لماذا يشعر بك هذا الكائن أيها السوري المقاوم من جهة دولتك فقط؟؟ وهي التي تخرج للتو من المرحلة الأولى من الحرب القذرة ولايشعر بك من جهة مواجهتك للمحتل الأمريكي الذي يسرق قمحك ونفطك والتركي والإسرائيلي كذلك ألا تجعل هذه الحقيقة من كل عاقل أن يمتلك الفسحة النفسية والعقلية للتمهل والتدقيق في حقيقة مايجري ؟؟ ألا تقول لك هذه الحقيقة أن سوريا ذاهبة بقوة إلى النصر الأعظم وإلا لماذا يستميت فيصل القاسم وأمثاله في المتاجرة بآلامنا ؟؟ هل يحاربك الإعلام الثري بشراسة ووقاحة مقززة وغير مسبوقة لأنك هزمت وأنت ذاهب إلى المجهول أم لأنك ذاهب إلى النصر الأعظم ؟؟ بماذا جاء المفصول عن الشرف فيصل القاسم لليبيا هو وقناته المشغله له بعد جريمته في تزيين كل مادمر ليبيا؟؟ إن ما اريد قوله إنه هناك حرب قذرة للغاية ويثبت قذارتها هؤلاء من مثقفي الخيانة فهل شاهدتم بعضا من حقيقة مانحن ذاهبون إليه؟؟ هل يعقل لمن مات أن يطارده عدوه بعد مماته ؟؟ .
قبل قراءة التالي أقول : أنا ابن هذه المعاناة ولكن يجب التمكن من تطويع الكلمة الواقعية بما يخدم سوريا وليس غيرها وأن نتمكن من ذكر كافة الوقائع وليس جزءا منها . أمامايتعلق بمخاطبة منطقة أهل الساحل ووصفها بالمنطقة المحرومة من خدمات الدولة وفصل آلامها عن باقي المحافظات السورية فهذا مالايجب لعاقل التحدث به إذ أن مخاطبة الألام مقسمة يخطف قدس ماحاربنا لأجله (سوريا) وهذا شرف موقف غير محدود بهوية انتماء مناطقي لأن هذا التحديد ليس من براعة عقل وحكمة رؤية لسبب بسيط وواقعي هو أن حلب وحمص وحماه وكل سوريا شهدت ماشهده حال الساحل ومازالت معه تشهد الوضع نفسه وقد يكون وضع حلب الأكثر سوءا لما حل من تدمير وسرقات للمعامل وكأنني بأحد يريد أن يقول أن الجيش العربي السوري جيش طائفة أو منطقة وليس جيش أمة هناك من يريد تحجيم ماقدمته دماء الشهداء والجرحى وحصره في مكان فعندما يتحدث أحدهم عن خزان بشري يمد الجيش يعود بنا إلى ماقالته سابقا الجزيرة واخواتها ..يابن أمتي الساحل ليس خزانات بشرية إنما الساحل قلب في جسد سوريا والخزانات البشرية مصطلح يسحق قيمة الإنسان وماقدمه وكأنه وقود حرب .إنه عندما يتم تقييد المعاناة بمكان ما سوف تكبر المشكلة ولن تحل.أما عن حديث معمل العصائر فهناك قراءة غير وافية لحقيقة مايجري .انا ابن هذه الأرض وابن بساتين البرتقال وما اعلمه كعامل لسنين طويلة في بستان الحمضيات هو أن التنوع الزراعي شبه معدوم في الساحل السوري وهذا ماأدى إلى فائض بمنتج الحمضيات و معظم المزارعين في الشريط الساحلي عمدوا إلى اقتلاع اشجار الزيتون والتين وغيرها من الأشجار المثمرة واكتفوا بالاعتماد كليا على زراعة الحمضيات وهذا ماتم منذ الثمانينات حتى أصبح الشريط الساحلي موطنا لزراعة الحمضيات بعيدا عن الزراعة المتنوعة وهذا ماكان يؤثر على قلة المردود المادي سابقا وبخاصة عندما كانت تقفل الحدود مع العراق وغيرها ولكن في السنوات الأربع الاخيرة من الحرب وجدنا تحسنا واضحا في اسعار الحمضيات وكذلك الزراعة الجبلية في الزيتون والتبغ .أما قضية معمل العصائر فهي قضية ثانوية أمام مايحتاجه الساحل زراعيا .عن ماذا أتحدث؟؟ لماذا لانريد العمل والتقدم إلا من خلال جهة حكومية ولو بشكل مؤقت طالما كان هناك فاسدون لايمكنهم تقديم أي شيء سوى الكلام ولهذا يجب العمل إلى جانب مواجهة الفساد والتفكير في كيفية إنقاذ الأمة وأن لانقف عند النقد فقط بل يجب تفعيل الفكر في عالم الزراعة وبالفعل لقد تحول بعض المزراعين الى زراعة الفاكهة الاستوائية المتنوعة حيث أن الكثير من هذه الأشجار لاتحتاج إلى عناية كبيرة ولا إلى مياه غزيرة وهذا ماجعل مكاسبهم تتضاعف بشكل كبير وبعض من المزارعين قاموا بتقليص مساحات الحمضيات على طول الساحل وعادوا إلى زراعة الخضار والاشجار المثمرة الأخرى وهذا العمل الذي يعتمد على التنوع في الزراعة يساهم في مضاعفة المردود المادي بعكس الاعتماد على زراعة موحده وانتاج وافر مع مردود خاسر .من الطبيعي ألا ينتظر منتجو الحمضيات رحمة معمل العصائر ولنفترض أن مافيات مادية تتعمد هذا الفعل فيجب على أهل الأرض أن لايرفعوا الصوت فقط بل أن يبحثوا عن سبل التنوع الزراعي كما فعل منا المئات ونجح بهذا .ولنسأل اليوم عن أسعار زيت الزيتون حيث نجدها تحلق منذ بدء الحرب وحتى اليوم والمستفيد هو المزارع المقاوم نفسه الذي حارب جيوش الدم والحقد ولا أجد في هذا الغلاء إلا رأفة بمن ضاقت بهم سبل العيش من أصحاب كروم الزيتون وقدموا دمهم لكل سوريا فقد لايقدر السوري الذي لايملك شجرة زيتون أن يدرك زيت بلاده كما سابقا وهنا لايمكن لعاقل أن يصف المزارع المالك للزيت مرتفع السعر بأنه مضارب أومقامر بل هي تراكمات الخناق على سوريا وفصل خيراتها عن اهلها كزيتون عفرين وادلب والكثير من أعظم خيرات سوريا هكذا يحدث عندما تنفصل خيرات الشعوب عن الشعوب فلا يمكن للتر زيت الزيتون أن يصبح بعشرة آلاف ليرة ومافوق بتسعيرة حكومية بل هو مافرضه الواقع المعاش من أحداث هكذا تتبادل الآلام بين السوريين مع أن الجميع يستحق الأعظم..
أما عن التنكر لتضحيات أفراد الجيش العربي السوري في الساحل فهذا مالم يقع فمن سن قرار ايقاف وفاء القروض من قبل آلاف الجرحى لم يتخل عنهم ومن جعل خمسين بالمئة من وظائف الدولة للجرحى وذوي الشهداء لم يتنكر لفضلهم ومن يوظف المسرحين دفعة واحدة من دون دخولهم في بورصة المسابقات الوظيفية (القبض قبالة الوظيفة) يعلم ماذا فعل ومن قدم بطاقة الشرف لذوي الشهيد لم يتنكر لهم وهو يدرك أن كل هذا غير كاف ولكنها قدرات دولة تعاني من آثار حرب لم يشهدها كوكب الأرض من قبل ..من يأمر بإنشاء محطة كهرباء الرستين في اللاذقية وأخرى في حلب لا يعتقد عاقل بأنه خارج الواقع إنما الذي يصفه بهذا هو من يقطن خارج الواقع ومن يتابع تشييد سد برادون شخصيا في اللاذقية منذ ماقبل الحرب هو من عمل هذا لأجل المزارعين . الذي زار مواقع الحرائق واندمج مع آلام شعبه وعوض المتضررين بمقابل مادي هو ابن هؤلاء وابن آلامهم ومن قدم شبكات التنقيط والري مجانا للقرى المتضررة بتكلفة المليار واكثر من مليار على مستوى اللاذقية فقط هو من يعمل لإنقاذ هذا الشعب بعد ما قاده فانقذه من الفناء بتبادل عطاء وولاء بين الشعب والقائد ولاننسى إنشاء المباقر في الساحل السوري وسائر مناطق سوريا لم ينس تأثير الثروة الحيوانية ومشتقاتها ونحن نحياعصر الغش في كل مادة غذائية ..كونوا في صف الأسد لكي تتضح اتجاهاتكم في شن الحرب على الفساد ..
لقد نسفت اليابان والمانيا عن وجه الأرض وعادت هذه الشعوب إلى الحياة بتفوق مذهل في جميع المجالات لأن العقل وإرادة الحياة وجدت ولكننا اليوم نظن أن البعض في سوريا لايحارب الفساد بل يستثمره في فرض فلسفة اليأس على السوريين وكيف يحارب الشعب الفساد بأنفس ترضى بالإستسلام لواقع يفرضه البعض من الفاسدين ..
هناك من يتحدث عن وجوب قيام الدولة السورية بمفاوضات واتفاقيات مع الانفصاليين الأكراد للحصول على الفيول والغاز هذا الفعل بحد ذاته جريمة ومن يكتب عنه لايمكن له أن يقرأ المتغيرات في الحاضر ولا في المستقبل ..لماذا ؟؟ لأننا وبلغة الاستسلام سوف نسلم لواقع المحتل الأمريكي وهل يظنن أحد ما أن الانفصالي يفعل مايريده من دون سيده الأمريكي؟؟ أي جنون هذا؟! .نحن لم نخض هذه الحرب لكي نشتري قمحنا ونفطنا من المحتل إن قيام مفاوضات مع هؤلاء لشراء النفط تعني أمرا واحدا وهو استسلام الدولة ورضوخها لواقع الإنفصال ولهذا كنا نستقدم النفط عبر وسطاء لاتمثيل حكومي مباشر لهم .إن من يرتضي التعامل مع هؤلاء الاكراد اليوم فعليه أن ينتظر تحكمهم به إلى الأبد .
في النهاية نقول : اسرائيل لاتحارب الموتى بل الأحياء و لا تتابع تحركات جيش قائده مهزوم فكريا ولا تعتدي بعيد كل تحرك للجيش نحو تحرير جغرافية إلا لعلم إسرائيل أن سوريا ستعود بعودة ارضها ولاعودة لإقتصادها إلا بعودة ارضها وأمنها إذ لااقتصاد يمكن له القيام بدون وجود بيئة آمنة له فكم حارب البعض منا المصالحات وكان ومازال هذا البعض يطالب بإقتصاد قوي مع حرب مستمرة ؟؟ إنه تناقض مريب إذ لولا المصالحات لشهدنا مجاعة حقيقية تخيلوا لو أن تلك الحرب مازالت مستمرة حتى اليوم في قلب حمص وضواحي دمشق وحماة وحلب ودير الزور عندها حقا كانت المجاعة ولو لم يقدر لتلك المصالحات أن تنجح فكم كان سيبلغ عدد الشهداء والجرحى والمفقودين من الجيش العربي السوري ؟؟ ولنفترض أننا انتصرنا بعد حرب بلا مصالحات فكم ستطول وكيف كان لصورة ذلك الانتصار أن تكون مهزوزة أم عظيمة؟؟ عندما تكون المصالحات هدف الجيش الأول فهو جيش مجتمع وليس ميلشيات وهنا نذكر مانذكر إلى أن بعض من يقرأ الحرب يقرأ من منظوره هو وليس من منظور الحقيقة ..