.
تعبر سورية و الأسد على دفتها أدقّ مراحل التاريخ لا لأنّها دولة العبارات الفضفاضة بل لأنّها دولة جمع العابثين بمفاهيم الفوضى كي تحوّلهم إلى منتجاتٍ مفيدة أو إلى مخلّفات قابلة للتدوير أو غير قابلة للتدوير وسط الفواتير المكلفة و الاختناقات العاصفة التي جعلت حلقات الشيطنة ضد روسيا بتصويرها دولة احتلال في أرقام متقدمة ليعلن رئيسها الهادئ بشّار الأسد من موسكو مع بوتين عبارات التآخي الذي لا مثيل له و مصطلحات الفعل القائم على الفتك بالإرهاب و عدم تثبيت ستاتيكو المناطق غير العائدة بعد كما ينبغي إلى قلب سورية الاقتصادي و السياسيّ من خلال خلق أوضاع عسكرية معقدة تظنّ بعض القوى العالمية المارقة أنّ تضييع الوقت من خلالها سيؤول بها إلى أن تُنْتَزَع من جغرافية سورية و ذلك عن أنوف العابرين عليها بعيد أولئك الذين راهنوا على تضييع و ضياع درعا و ما زالوا يراهنون على تتريك إدلب و تقسيد و أمركة دير الزور و الرقة و الحسكة خزانات سورية النفطية و الغذائية مُذ بدأت روسيا تدخلّها المقونن بطلب رسمي من شعب و قيادة سورية حينما كان التيار العالمي بداية يلعب على تأليب المزاج الشعبي و الوجودي ضد إيران بوصفها دولة شيعية تعمل على تشييع سورية

و ها هو يعود بعد ست سنوات إلى نفس التأليب ضدّ روسيا بجعل قطعان الشعوب في الداخل و الخارج تعتقد أنّ المسؤول المباشر عمّا يجري في سورية من تراجع الوضع المعيشي و الاجتماعي إنّما تسبّبه روسيا و ما هذا من المنطق و الحقيقة بشيء لأنّ روسيا دولة الوقوف الرأسماليّ المتوازن بحلف الشجعان لا دولة الانجراف الرأسمالي القاصم لظهر كلّ عضوٍ من أعضاء هذا الحلف المتشابك إلى درجة القلوب غير العابرة فقط بالأصابع المتحدة و غير المارة من الفراغات المتفرقة الظاهرة هنا أو هناك أمام من لا يرى الحقيقة متكاملة كما ينبغي ، و الحياة السياسية القائمة على البنيان الأخويّ كما يجب مهما تشعّبت طرق الفساد الخدّاعة و شعاب الشيطنة المبتاعة شمّاعة من يسعى إلى أخذ الأوجاع سبيلاً إلى ضرب هذا الحلف الكبير و لن يُضرب ، و حتّى تنجح روسيا مع سورية برأسمالية التكامل و العقول الشجاعة المبرمجة بانتصارات الشعوب على أعدائها و الأوطان على محتلّيها !…….
ترك الله عرش الظنون و هنّأ الأسد و بوتين على شجاعتهما كما هنّأ مع بوتين الأسد بمرور ميلاده البطولي و ميلاد الاتفاق على عودة الأبطال إلى جغرافية الخلاص من الإرهاب المتفق على اتساعها إلى جغرافية سورية بالكامل لا جغرافية الفروض المنتزعة بالفرامل لا بالسنابل و ما أدراك ما القمح في مشوار تثبيت رغيف البعد الحتمي في الأفواه المفتوحة !…….
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الوجع سيد انفعالات الطيبين من المهاجرين و الأنصار في سورية مهما كان ميلاد الهجرة و البقاء متنّقلاً ما بين سورية و روسيا على درب محمّد و يسوع عليهما صلوات محبّيهما مذ بدأ السخط الأصغر و حتى يحين الانفراج الأكبر فهل بعد هذا سنبقى غارقين في ضرب مفاصل الحلف العظيم تحت وطأة التدمير المنْكَر؟!…….
بقلم الكاتب الشاعر ياسين الرزوق زيوس