آراء الكتاب: الأسد المنتصر ما بين اللاوعي و الوعي الدوليّ في عيون الانتظار ! – بقلم: ياسين الرزوق زيوس

هل أدركت أميركا بأجنحتها غير المتوازية ما قاله كيسنجر ذات يوم بأنَّه لا حرب من دون مصر و لا سلام من دون سورية و إذا ما كانت قد أدركت ذلك فعلاً فكيف ستنعطف السياسات المحيطة كلّها باتجاه الانحناء و التسليم و الاعتذار لبشَّار الأسد رئيساً يقود تناقضات ما يجري ببراعة أوصلت وزير خارجية دولة الاحتلال التركيّ و الإرهاب العثمانيّ إلى الإذعان و الاعتراف السياسي بديمقراطية انتخاب رئيس جمهورية السوريين الأبطال و إلى ضرورة البدء بالتعامل معه بأسرع وقت ممكن للخلاص من شبح وهم الاستقلال الكرديّ الذي تخشى من أميركا أن تطعنها به أكثر ليصبح حقيقة بعد حلم لن تقف حدود منامه عند سورية بل ستصيب حكماً قلب النظام التركيّ البغيض في مقتل الجغرافية التي لا مفرّ منها سواء أكانت نعمة أم نقمة كما أوصلت ملك التدحرج الأردني إلى تغيير دعوته من تنحي رئيس سورية إلى عناقه و لقائه على موائد الحلول و المعابر و المصالح و المنابر ؟!…….

ها قد أدرك خليج الانتماءات المضاربة على الانتماء العربيّ و حتَّى الفارسيّ أنَّ وضع سورية بين مطرقة تركيا و سندان إسرائيل لن يعالج مشكلة النفوذ التركيّ المتزايد في مناطق إرهاب النصرة و لن يحلحل جبهة النفوذ الإيرانيّ المتشبِّث بالوصول إلى أنموذج جديد يشبه حزب الله على حدود إسرائيل , و حكماً القيادة السورية لن تتحمَّس إلى أنموذج حزب الله داخل سورية لكن من حقِّها أن تلعب الأوراق السياسية المختلطة من شباب الاشتراكية إلى بنات الرأسمالية تحت أنظار ختيار البدايات و النهايات ببراعة في مدرسة الأسدين الحافظ الشديد الصارم و البشَّار الهادئ المقاوم فهل ستعلم أميركا أنَّ منقلب عدم تعاونها مع الدكتور بشَّار الأسد هو اختلاط غير محمود في جينات المنطقة السياسية يقودها إلى براكين قادمة لا محالة .
فلا مقاومة أساسية لداعش إلَّا في سورية بقيادة الرئيس الأسد و لا عبور بالمنطقة إلى السلام المنشود إلَّا من بوَّابة تصوراته و تكتيكاته !…….

هكذا جغرافية على الحدود مع تركيا و العراق و لبنان و الأردن و المتوسط و إسرائيل القائمة على جغرافية فلسطين المحتلة تجعل التعاون مع سورية بقيادة الرئيس الأسد قدراً محتوماً لا خياراً يمكن المساومة عليه خاصة أنَّ الحروب بكلِّ أشكالها فشلت في زحزحة نظامها السياسيّ عن اتجاهاته و عن تحالفاته , و لن ترى أميركا لمصالحها بعض الثبات إلاَّ من نافذة ما يراه الرئيس الأسد الذي جمع ما بين إيران و روسيا في مكانٍ واحد و هو الأقدر على رسم خطوط سيرهما في هذا المناص وفق ما تحققه أميركا له مع الاتحاد الأوروبيّ من انفراجات على صعيد تخفيف وطأة الأموال الضائعة في لبنان و قيصر و على درب إعادة الإعمار المشروط حكماً وفق مصالح سياسية و اعتذارات و تعويضات واضحة عن مراحل دامية خيضت على الأرض السورية !…….

في مؤسسة الأسد للتحالفات ما زالت أميركا تحاول زعزعة الاعتراف بانتصار رؤاه فهل ستشي الأيام القادمة بما خفي من آفاق مداه ؟!

بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s