والليالي تُزيلها الأقمارُ.. وقمرٌ آخر بل سبعة ترجلوا وإرتقوا شهداء !..
عن شمس الأقمار السِّتة الشهداء في بيروت وعن مجرم الحروب وقاتلٍ مأجور أتكلم ..
جميلةٌ وأُحبها وإسمها مريم ..
جميلةٌ وأحبها لم أعرفها ولا أُجاملُها..
بالأمس غابت شمسُ النهار وغابت معها الشهيدة مريم .. وغابت معها الأقمار الستة .. للشهداء في مجزرة الطيونة /بيروت الأخيرة رحمة الله الواسعة والخلود وتعازينا لعوائل الأقمار الستة بالأخص لأيتام شمس الشهداء مريم، ودعائنا للجرحى بالشفاء العاجل ..
كاد المُريب بالأمس في بيروت ان يقول خذوني!..
كاد المجرمُ بالأمس ان يقول انا القاتل يا مريم !.. انا من قتلَكِ في عقر دارِك ومن قتلَ إخوانك السِّتة يا مريم !.. فماذا أنتم فاعلون؟
يا له من خميسٍ أسوَد أعادني بالذاكرة الى سبتٍ أسوَد بلون الدّم والقتل على الهوية.. نعم هو المجرم عينه هو وبشيرُه وقواته وأزلامه يقتلون ويعدمون بدّمٍ بارد كل من يصادفونه امامهم من غير ديانتهم بعد فحص الهوية اللبنانية!.. يومها كان اللبنانيون يحاولون النجاة بأرواحهم وأنفسهم فيركضون حفاة الاقدام كيلومترات عديدة من وسط بيروت وحتى حدود المنطقة الغربية كي ينجوا بأنفسهم !.. كانوا يركضون مذهولين من هول مشاهد عنف المجازر من الصيفي ومن ساحة الشهداء وسوق سرسق والعازرية والنوريةوووو !!. هل تذكرون وهل تذكرونه !؟..
ليس نبشاً للقبور وليس تعداداً لجرائم يهوذا العصر في معراب ، لكنه تشبيهاً لهذه الجريمة الموصوفة بكل جرائمه السابقة.. نعم كانت المظاهرة سلمية بالكامل وكان الجيش اللبناني على علمٍ مُسبَق بكامل خط سيرِها ومع هذا لم يمنع ذاك المجرم وأزلامه وقنّاصيه من جَّر لبنان الى أتون الحرب الاهلية من جديد !.. نعم أطلق المجرم وقواته النار من سطوح المباني السكنية وقاموا بقنص وإصابة المتظاهرين العُزل بالرصاص في الرأس او الجزء الاعلى من الجسم لضمان قتل اكبر عدد ممكن من المتظاهرين!!. يا خوفي ان يعيد التاريخ نفسه ويتبيَّن لنا ان الرصاصات القاتلة إسر….. الهوى والهوية !

ويا له من قاتلٌ مجرم مُحترِف قام بالتصويب على مظاهرة سلمية في قلب بيروت وعلى منازل الآمنين في بيوتهم في منطقة بيروتية حساسة كانت يوماً ما خطوط تَماس وشاهدة حيَّة على ولادة الحرب الاهلية اللبنانية وكادت لولا حِكمة أهلنا في لبنان في ضبط النفس ان تشهد على تكرار سيناريو حرب لا تُبقي ولا تَذر بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية من بيروت وبمعنى آخر للأسف بين منطقة المسيحين ومنطقة المسلمين!.. يا للهول
كاد المُريب ربيب السفيرات والسفراء في السفارات بالأمس في بيروت ان يقول خذوني!..
كاد المصاب بجنون العظمة يهوذا معراب بالأمسِ يا مريم ان يقول بكل فجور الدنيا انا بطل مجازر السبت الأسوَد وانا اليوم بطل الخميس الأسوَد ..
كاد ذاك الأجوَف الأخرق الناطق بإسم آل سلول والضارب بسيفهم ان يقول انا الفاعل عندما نعق حديث تلفزيوني قائلاً :
“ما شهدناه يوم الخميس هو ميني ٧ أيار مسيحي لمنع إقالة القاضي طارق البيطار !.. ومن الأفضل ان نذهب بإتجاه لجنة تقصي حقائق دولية .. وما جرى في الطيونة كان لمنع حزب ال… من إجتياح للمناطق المسيحية “!! ويجب ان يبقى هذا المشهد حاضراً!!.. يا للهول
وكأنه يعترف وبكل وقاحة الدنيا انه مدير جبهة القنص والقتل ضد المتظاهرين “وكأنه يقول انا سأقضي نهائيا علئ تفاهم مار مخايل وانا أسد المسيحيين الوحيد الأوحد” وعليه يجب إستدعائه فوراً للتحقيق معه وبالتالي اعادته الى حيث سُجن في وزارة الدفاع!.
(يُقال ان الثعلب الأشقر الألماني غير المالس بعد سماعه كلام مجرم الخميس الأسوَد باشرَ وبكل سرور بتجهيز نفسه للمهمة النبيلة المتجددة وهو يُكابد شوقه وغرامه لبيروت ونبيذها الفاخر ولياليها الحمراء !..)
أُحمّل قائد الجيش اللبناني ومخابراته والأجهزة الأمنية اللبنانية الرّاعية في بيروت برعاية السفيرة “ما غيرها “مسؤولية القتل العمد و بدّمٍ بارد في وضح النهار!.. وأُحمِّلها مسؤولية المجازر المُتنَّقلة بحَّقِ أهلنا في شوارع بيروت .. وهل كُتِبَ علينا كل مرّة ان نُقتَل غيلَةً وغدراً على الطرقات !!.. تماماً كما حصل عند التصويب على مظاهرة سلمية في الثمانينات عارضت اتفاق امين الجميل مع العدو وعارضت التوقيع على إتفاق العار اتفاق ١٧ آيار !!… او عند قيام الحواجز على مثلث خلدة او أثناء تشييع شهدائنا كما في كمين خلدة ، او نُقتل غدراً عند قيامنا بمظاهرة سلمية إعتراضية للتعبير عن حرية رأي وللتحذير من ديتليف ميليس نمبر تو وشهود الزور و بالتالي سيناريو مماثل لإتهام ثم إعتقال الوزراء ( الذين يؤيدون مقاومة العدو ويرفضون التطبيع والتطبيل له) تماماً كما حصل مع الضباط الأربعة الذين أمرت محكمة الحريري بسجنهم ثم تذَّكرَت بعد اربعة سنوات انهم أبرياء فأطلقت سراحهم فوراً دون اي إعتذار أو رد إعتبار !!.. ظُلموا وأُهينوا وسُجنوا ظلماً وعدواناً والأَجر على الله!.. فهل يريدون تكرار هذا السيناريو اليوم!؟.
في حضرة شمس الشهداء مريم وللأقمار الستة الشهداء أقول: أرضيتَ يا رّب .. خُذ حتى ترضى .. اللهمَّ تقبَّل منا هذا القربان
ولقاتل الأقمار الستة الشهداء والشهيدة مريم :
كلبٌ ينبحُ قمراً فما ضّر القمر المنير
نباحُ كلبٍ ” قاتل” ولو كل الكلاب ينابحون ” ويقتلون” ..
مع إعتذاري وإحترامي الشديد للكلاب وكل الحيوانات غير الناطقة..
يبدو ان رئيس التيار الوطني الحُّر جبران باسيل كان على حق عندما وصفه بالأمس قائلاً:
هناك شخص كلما حاول تنظيف نفسه يعود و ” ينجوي” بسفك الدم وجريمة الطيونة أكبر برهان!