مقال جدير بالقراءة: تشريح عقل القوات اللبنانية – بقلم: علي سلمان


لي صداقات مع قواتيين كثر اتجنب كثيرا الخوض في السياسة معهم اشعر احيانا بالشفقة عليهم هم في غالبيتهم ضحايا بروباغندا خطيرة غسلت عقولهم وزرعت فيها احقادا كثيرة لا يستطيعون الهروب من تاثيرها هم في غالبيتهم العظمى لديهم خواء سياسي لا يفقهون حرفا في السياسات الدولية هم لا يعذبون انفسهم لا بقراءة التاريخ ولا باستيعاب دروس السياسة لديهم ايمان غريب ان امريكا لن تتخلى عنهم ويقدسون فكرة انهم الوصايا على القرار المسيحي .
سمير جعجع بالنسبة لهم نبي ناسك ومسيحي متدين ولا ابالغ ان كثيرين منهم يعتبرونه قديسا وابنا بارا للمسيح احاول جاهدا في حال دخولي في نقاش مع احد منهم ان اكون واقعيا ومنطقيا وابتعد كليا عن الشعارات الكبيرة اناقشهم بافكار بسيطة بساطة قناعاتهم وسذاجتها احاول الدخول في عقلهم الكانتوني المغلق الذي لا يريد ان يرى ابعد من انفه وهنا الانف لا يتجاوز حدود الكانتون الذي عاشوا فيه لخمسة عشر سنة وما زالوا متقوقعين فيه رافضين حتى التفكير بالخروج منه .
سوريا عدو واسرائيل حليف ( هذه قناعة ابدية وان كانوا يمارسون التقية السياسية الان ) الفلسطينون اشرار ومخربون السنة متعصبون والشيعة جاهلون والدروز اعدائهم التقليديين دون ان ننسى طبعا حقدهم الدفين على كل مسيحي لا يؤمن بعقيدة الكانتون ولا مانع من ابادة هؤلاء الضالين باي طريقة من الطرق .


ما الحل مع القواتيين ما هي مطالبهم الحقيقية بعيدا عما يعلنوه هم في الحقيقة مع الكانتون المسيحي الصافي مع السلام مع اسرائيل مع جعل لبنان قاعدة عسكرية امريكية متقدمة مع علاقات ممتازة مع دول الخليج وتاييدهم في حربهم مع ايران ولكنهم حذرين تماما من ان يثقوا في الحليف الخليجي هو اذكى من ان يؤطر نفسه كما هم مؤطرون هم دهاة في السياسة بعكسهم وبراغماتيون وعند مصالحهم يتراجعون عن مواقف كثيرة ويعقدون صفقات مع الجميع ان كان في ذلك مصلحة لهم بينما القواتيون يذهبون الى الاخر هم في مكان ما انتحاريون دون هدف او لاهداف صعبة التحقيق تحاول جاهدا ان تاتيهم من الاخر ان تصارحهم بالحقيقة المرة ان ما يريدونه ان يكون لبنان اسرائيل ثانية هو امر مرفوض اسرائيليا قبل ان يكون مرفوضا من اعدائها وانها لن تسمح بان يكون هناك دولة في هذا الشرق تسوق بضاعتهم وتنافسهم وانها تكن للمسحيين عداء تاريخيا فهمه انطون سعادة فاعدموه ومازالوا يبيعون انصارهم الوهم بانهم قادرون على ان يجعلوا من لبنان اسرائيل ثانية ولا يبدو في الافق ان هناك منهم من يفهم ان ذلك مستحيل وانهم يخوضون حربا فاشلة سلفا وان لا راحة لاسرائيل الا بعد مغادرة آخر مسيحي ارض لبنان .
تشعر بالاحباط عندما يكون رد احدهم على كل ما شرحته تلك القهقة الغبية وتلك الثقة العمياء بانهم حابكينها من كل الجهات وان موعدهم مع النصر قريب نعم تشعر بالحزن وانت ترى جزء من شعبك واهلك وناسك وابناء وطنك يسيرون برضاهم الى حتفهم باصرار وعناد من شرب منذ صغره عقيدة انهم شياطين هذا الشرق وقديسيه قبل ان يكتشفوا انهم لم يكونوا الا خواريف وجزءا من وليمة فاخرة وحفل شواء بلحومهم وشحومهم .
نعم اشعر بالشفقة عليهم هم ضحايا ويبدو انهم يقدسون ان يكونوا اضاحي لكل من يريد كبش فداء ليمرر من خلاله اهدافه والانكى انه يستعرض امامهم ما يملكه من سكاكين حادة وقوية وبينما هم في قمة فرحهم وسعادتهم بحدية تلك السكاكين يمررها على رقابهم وينحرها دون ان يكلف نفسه ان يشرح لهم سبب تربعهم على عرش الاضاحي خواريف للابد .
في يوم من الايام سيبكون دما انهم عادوا مشروعا حماهم وسيحميهم وسيصر على ان يكونوا في امان لانهم شئنا ام ابينا ابناء هذا الوطن المنكوب بامثالهم في مختلف اقطار الوطن العربي رغم ان كثيرين يزاحمونهم على نيل كاس العمالة والارتهان والارتزاق والخيانة دون ان يتمكن احدا من ان يزيحهم من موقعهم كرواد في هذا المجال .
حمى الله لبنان .

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to مقال جدير بالقراءة: تشريح عقل القوات اللبنانية – بقلم: علي سلمان

  1. التنبيهات: في تل ابيب الخبر اليقين .. الموجة المسيحية من الربيع العربي | UPROOTED PALESTINIANS: SALAM ALQUDS ALAYKUM

  2. التنبيهات: في تل ابيب الخبر اليقين .. الموجة المسيحية من الربيع العربي | UPROOTED PALESTINIANS: SALAM ALQUDS ALAYKUM

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s