آراء الكتاب: عندما تكون الكلمة أعظم من مملكة.. – بقلم: يامن أحمد



عندما تمرض الأمم فإنها تحتاج إلى راع يسوق آلامها إلى الفناء و يمسح قلوب قومها بنقل أوجاعها من العراك مع المجهول إلى معرفة متى تقدس المواجهات ..إنما الأمم تتبارك وتبارك بمن يزرع القمح في جوف الجوع وينفخ الحياة في جسدها المقتول ولاتقوم الأمم إلا عندما تعلن جيوش الحياة النفير وتسعى سعي المحبة في قلب نبي كسعي الفروسية في قلب محارب سوري مقاوم .
ومع كل هذا لن تكون الأمة عظيمة إن لم تشرفها المواقف بكلمة حق كما شرفتها الأنفس الكبيرة بالعمل فما هناك من جهاد قدسي مالم يكمل المخلص رسالته بمبايعة الكلمة الحق أي بقول الحق .فتعالوا ننظر إلى منطقة الشرق الأوسط ولننقب عن عدد الأشخاص الذين يقولون حقيقة واقعهم هم قلة قليلة . حقا إن لا أحد يجرؤ على هذا سوى الأنبياء والبشر المتفوقين أخلاقيا ونفسيا فمن يقول لفرعون الأعراب قد كفرت لن يكون سوى في صف موسى فسلام على الموسويين في سوريا الكبرى والعالم وأولهم المخلص بشار الأسد واليوم أذكر الإنسان المضاعف جورج قرداحي وهو يواجه حربا قد قادها من قبل وريث الشرف المقاوم بشار حافظ الأسد الذي قامت ضده أمم الجهل والحقد والمثير للاشمئزاز إنه كيف لهؤلاء أن يتحسسوا كلاما قيل بحقهم ولايشعرون عندما يصفعهم الأمريكي كل فترة على أنهم محميات أمريكية سوف تسقط إن تخلى عن حمايتها وهذا ماصرح به ترامب سابقا .

تعالوا ننظر إلى ما تؤكده المواقف والأحداث وسوف نلاحظ شذوذ الفكر الذي يعشعش في المنطقة فقد قال آل سعود وامثالهم عن حرب سورية والمقاومة اللبنانية في تموز ٢٠٠٦ بأنها مغامرة .حرب شنت ضد محتل ومعتد ثم أي عدو هذا
إنهم احفاد قتلة الانبياء اليهود الأشد عداء للذين آمنوا ومع ذلك قالوا عنها مغامرة حرب قد اعترف فيها العدو الصهيوني أنه خسر المعركة ودمرت فيها أعظم قوة برية في العالم دبابات الميركافا التي كان للرئيس المقاوم بشار الأسد الدور الجوهري في سحق هذه القوة الساحقة بعد أن دجج الترسانة الدفاعية للمقاومة برماح الكورنيت وغيرها الكثير ولهذا نشاهد الحقد غير الطبيعي على القائد الأسد مغير مصير المواجهات ومع من مع أشرس عدو للإنسانية ..العدو الصهيوني ..من هنا قرأت موقف جورج قرداحي ….

جورج قرداحي لم يتبنى قرارا سياسيا بل تحدث أخلاقيا وإنسانيا ولم يقل خرافة من خارج الواقع بل قال الحقيقة (حرب عبثية ) تشن ضد اليمن وهل يستطيع العبد أن يقود حروبا وجودية وهل من لم يتذوق شرف العداء مع قتلة الأنبياء وأعداء الإنسانية( الامريكان واليهود المحتلين) سوف يتشرف بأن يقود حروبا غير عبثية ؟؟!! لقد أظهر موقف جورح قرداحي حجم الشذوذ الذي تحياه المنطقة فمن يخلع معتقده (الوهابية) قبل اعلان الاقتران المصيري مع تل ابيب هو من يعتنق العبثية بذاتها ويروج لها ومن يتحول في لمح البصر من متدين متطرف إلى راقص في صالات الديسكو بعد أن غش اتباعه بمعتقد وهابي يتحول بحسب تحركات كرسي المملكة ان من فتك بدماء العرب والمسلمين لعقود هو من يكرس للعبثية بل هو من كان يعبد الإله بمعتقد عبثي بل إنه يحكم جمهورا من المسلمين بالعبثية وإلا ماتحول عن معتقده والأخطر من هذا التحول قول محمد بن سلمان أن الغرب هو من فرض علينا الوهابية فإن عبدتم الله منذ قرن بمعتقد فرضه الغرب فأنتم كشعب كنتم ومازلتم تعبدون الله بحسب ماتريده السياسة وليس كما أراد الله منا أن نعبده فأي أمة عبثية أنتم ؟؟ كلمة واحدة جعلت أعراب الخليج يحكمون بالموت على وطن بأسره بمن فيهم من موالين لهم وغير موالين فهل من عبثية أكثر من ذلك ؟؟وعلى الرغم من كل هذه الحقائق استنفر هؤلاء العبثيون من قول قرداحي إنه لأمر مضحك حقا ..لقد قرأتم جميعكم مواقف تدين ماقاله قرداحي وهذه المواقف تثبت لنا جميعا أن المنطقة منقسمة حول مفهوم الشرف فهناك من يعظم المادة على قول الحق حيث نرى علاقات غالبية الساسة في الخارج مع السعودية هي علاقات دعم مادي وتسول وهذا مايعني أننا في مواجهة مع معاشر مادية الفكر على استعداد لتفعل أي شيء لأجل المادة
إن موقف الشرف صعب مرير التبعات إلا أنه ينبئ عن وجود مالايملكه هؤلاء وهو الشرف فقد يخال للبعض أن النفس الأميرية التي تمتلك قرارها هي نفس كما غيرها من الأنفس تحدد مواقفها بحسب غاياتها المادية إلا أن هذا أمر المحال إذ لا يمكن لعظماء الأنفس الكريمة أن يكونوا في درجة واحده مع صغار الأنفس المادية ولقد تحدثت الحقيقة السماوية العليا في كل شرائعها عن غزارة الكفر مع قلة المؤمنين بهذا الوجود وتخبرنا هذه المواقف بكل شفافية عن التاريخ وحقيقة الأحداث التاريخية فكم من أمثال آل سعود حكموا العرب والمسلمين بالمعتقد المزاجي الذي ادخلوه زورا وبهتانا على الدين الاسلامي القويم وكيف أوصلوا الحقائق إلى عامة المسلمين فهل من الممكن بقاء العدو اليهودي المحتل بين مليار مسلم إلا بسبب آلاف من الأكاذيب المقدسة التي تحرف المسلم عن كعبة أفكاره التقية في محاربة عدوه الحقيقي عوضا عن إنشغاله في الحروب البينية التي يستفيد منها الصهيوني فقط .

اليوم ترفع صور الصهيوني سمير جعجع في طرابلس .هل يفكر هؤلاء البعض ممن أعماهم الحقد عن قاتل الشهيد رشيد كرامي في طرابلس بما يفعلون ألا يؤمنون بما ينص عليه دينهم وحكم القاتل ومن يساند القاتل ولو أن الشهيد رشيد كرامي بعث من موته وسار في شوارع طرابلس وشاهد صورة قاتله سمير جعجع لقتل قهرا ألف مرة اخرى لأنه استشهد لأجل أن ترفع صور الأشراف وليس العملاء إنه في لبنان فقط يقتل الشهداء آلاف المرات حتى الشهداء لم يسلموا من قهر الحقد الأعمى و لم تسلم ذكراهم ولامقاماتهم من رجس القتلة.إن أمة تبخس شهداءها و تجل قاتلهم لن تدافع عن أية قضية عظيمة بل عن حقد عظيم وكل يسوعي له يهوذا اسخريوطي ولكل جورج قرداحي سمير جعجع .

إن أناسا تفرغ ذاكرتهم من مقدساتهم وتحشى برجس العملاء محال أن يدافعوا عن حق أي كان السبب إذ إنه محال على المسلم والإنسان الأخلاقي أن يوالي عميلا وقاتلا فلا يعقل لفكر شريف أن يتحد مع حلفاء تل أبيب كما لا يمكن نسج سجد الصلاة من شعر العاهرات ولا الوضوء بعرقهم هذا الأمة تمارس الشذوذ الفكري لسبب أن هذه الشذوذ له امتداد تاريخي وهوليس وليد اليوم ولايذكر أن اليهود والروم والاعراب اتحدوا إلا ضد المظلومين فما من طرف وقف معهم إلا وهو ظالم لنفسه بل ولأمته إن هذه الفئة هي من تمارس العبودية في اقبح تجلياتها فمن خضع للحقد خضع لعدوه وماحدث في طرابلس لبنان من رفع لصور العميل العتيق سمير جعجع أعظم دليل على أن تل أبيب طوقت المنطقة وامتدت عبر الحقد راسمة بهذا خارطة اسرائيل الكبرى فكل ماضمرت تل ابيب في أقبية وملاجئ الخوف من صورايخ دمشق المزورعة في لبنان اعادها معشر الطائفية للتمدد خارج حدود فلسطين إذ أن سمير جعجع صديق وفي لتل ابيب ورجل مملكة الأعراب وكله متحد ومتصل..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s