في السياسة نختلف
فكيف سنأكل الرغيف معاً!؟
السياسة تحدد حصّتك وحصّتي
لي الثلث ولكَ كلّ الرغيف.. هذا ما قاله المحلّل السياسي الملتحي!.. وأضاف بأنه لكَ الحق أن تحرمني الثلث بالثلاثة إذا تقلصت خدماتي بسبب إدمان الجوع.. وإن تمرّد الإنسان فيّ.. ما عليك إلا أن تجلب ثلاث نساء من الدول المجاورة يأكلْنَ حصّتي من الثلث المحرومة منه أصلاً.
في طرف فمه سيجارة مالبور.. وبكلّ دقة وحرص قال المحلّل الذي يضع شال أحمر حول عنقه الطويل:
لكَ النصف ولي النصف الآخر.. وإن هذا الرغيف هويتنا، وكلّ حاجتنا، ووجب علينا أن نحترس من العوامل، والمطامع الخارجية، ولكَ كلّ الحق بالتبرع بنصفي للعمال الذين اتحدوا فوجدوا أنفسهم في ورطة إيديولوجية
أما المحلّل المالي المعتمد لدى الحزب النيوليبرالي البرتقالي ذو خلفية رأسمالية.. الذي تخرج من عنق النظريات الإشتراكية
قال بلهجة مواربة:
لكَ كلّ الرغيف إن اقنعتني إنني سمينة، وأحتاج رجيم قاسي،


وإنك كرجل متحضّر تعشق الرشاقة الأنثوية.. وأثبتت التقارير الطبيّة أن الرغيف في طبيعته الذكورية يفيد الرجال، ويدعم نصفه الأيسر، يُيسّر أموره الدنيوية، وأنه يُخفّض الهرمونات الأنثوية إلى حَدِّها الأدنى.. هذا ما سمعته منه داعماً رأيه بالرسوم البيانية، وأشار إلى أنه يحق لي أن أتمرّد إذا لم تحافظ على كرشك المتدلّي أمامك، ويحق لي أيضاً.. أن أنتفض لأنوثتي، وأغلق الطرقات، وأحرق مزارع القمح.. إن قبضت عليك متلبِّساً، وأنت تغازل امرأة سمينه عابرة للقارات.. على ظهر الريشة.
دعني أفكر كي لا نختلف.. قيل أنني أُمَثّل نصفك الأيمن، فَسَكَتَ نصفك الأيسر عنوةً عندما صرخت
وجدّتها وجدّتها، وأنا تحت “دوش” من الجدل الساخن بين المحلّلين.. وقبل أن أبتاع الرغيف الذي سأدفع ثمنه سلفاً من عروقي.. سآخذ حاجتي منه حتماً، وأترك لكَ بقيّة الرغيف توزعه بينك وبين ضميرك.. ولأننا سنترك الحب جانباً ونختلف بالسياسة من جديد.. سأجمع ألمي، وأكمل الطريق، قبل نضوج رغيف آخر واختلاف آخر.
ملاحظة: أعلم أنكَ تضحك في سرك لأنني قليلة الحاجة والحيلة.