لطالما سألت نفسي لماذا يوجد الشر اذا كان الخير واضحا بينا مثل عين الشمس ؟؟ ولطالما سألت نفسي لماذا يوجد الأغبياء في الحياة طالما أنهم يفسدونها؟ .. ولماذا خلق الله الشر وخلق الاغبياء الذين يستعملهم الشر؟ .. فلولا الاغبياء لما انتصر الشر .. ولو انتهى الغباء وانقرض الاغبياء وماتت الغباوة فماذا سيفعل الشر من غير أداته وسلاحه .. لأن أفضل سلاح يملكه الشر هو سلاح الغباء ولأن الفطنة والبداهة والذكاء هي قوة خيرة في النفس .. فنصف الأحداث في التاريخ نفذها الاغبياء باشراف الاشرار .. ونصفها الاخر حدثت لأن الأخيار أرادوا ان يفصلوا بين الاشرار والاغبياء كي يعم السلام ..
في كل يوم تتكشف فيه أسرار الربيع العربي ومايسمى الثورات العربية أظن ان التائهين سيستفيقون وانهم سيندمون وانهم سيطلبون الصفح والغفران من انفسهم .. وان أحدهم سيفقأ عينيه كما فعل أوديب وهو يكتشف انه قتل اباه بسيفه وسيتزوج أمه .. ولكن لم يوجد حتى الآن ثورجي واحد فقأ عينيه او قطع سبابته التي كان يفقأ فيها عين الوطن وعيون جيرانه وعيون أهله وعيون الفقراء .. ولم يوجد ثورجي واحد كانت لديه الشجاعة كي يقول انني وقعت في الفخ ككل غبي وكل أحمق ..
وعندما ظهر حمد بن جاسم آل ثاني علنا في حديث الصيدة الشهير وقال انه دفع 137 مليار دولار في سورية لتمويل التمرد وانه كان يشتري المنشقين ويرشوهم وانه كان ينسق كل شيء بمشورة واشراف الامريكان بكل اخلاص وتفان وأنه لم يقم بشيء الا بموافقة الامريكان .. عندما ظهر حمد بكل خيانته العلنية وهو يتحدث عن ثورة صنعها كما تصنع العصابات والمافيات فانني توقعت ان يخجل الثورجيون والاسلاميون وان يقفوا امام المرآة وينظروا فيها كيف يبدون وهم يعملون بامرة الامريكان وتحت اشرافهم وبتخطيطهم .. ولكن كأن كل ماقاله حمد كان من الافلام الصامتة لتشارلي شابلن .. وعاد المعارضون بعد حديث الصيدة ليحدثونا عن المظاهرات السلمية وعن الكرامة والحرية وعن البراميل عن السلاح الكيماوي .. ويتفننون في التمسك باتهامات لم يعد احد في الدنيا يقبل بها .. بعد ان ثبت بطلانها وكشف زيفها ..


وأيقنت بعدها ان القضية ليست غباء محضا ولا حماقة صرفة بل هو اصرار على طبيعة شريرة ولافرق بينهم وبين أي جاهلي .. فما الذي يمكن لأي انسان ان يقدمه لهم من أدلة كي يعرفوا انهم كانوا ألعوبة وانهم كاوا مطايا وانهم كانوا دواب غربية .. الرجل يقول لهم بعظمة لسانه نحن تآمرنا على سورية باشراف امريكي .. ومع هذا لايسأل احدهم لماذا يريد الامريكي خدمة الثورة السورية اذا لم تخدم مصالحه ومصالح اسرائيل؟ واذا كانت مصالحه ومصالح اسرائيل تلتقي باسقاط الاسد فان هذا يعني ان الاسد كان يقوم بالواجب الوطني والاخلاقي الذي تعلمناه في ديننا واسلامنا ووطنيتنا ..
وبعد كل هذه الاسئلة يقول لك العنيدون منهم ان الاسد بقي لان اسرائيل حمته من الثورة أما كيف فان هذه احجية ليس لها حل في علم المنطق رغم ان اسرائيل تقصف الاسد والجيش السوري كل يوم ونفذت مئات الغارات بكل اصناف الاسلحة ليستنتج الثورجي ان الامر مجرد تمثيلية .. أي ان هذه التمثيلية نفذت مئات المرات كي لاينتبه أحد على التنسيق السري .. رغم ان جبهة النصرة كانت على حدود الجولان ووجها لوجه مع الجيش الاسرائيلي ولم تفكر في ان توجه رصاصة واحدة نحو الجيش الاسرائيلي طالما ان الاسد منعها من اطلاق النار على اسرائيل 50 سنة .. وهي كانت على مسافة صفر من اسرائيل ولكن لم تفعل شيئا سوى انها أدارت ظهرها للاسرائيليين مطمئنة وقاتلت الاسد وكان الطيران الاسرائيلي الذي يقصف الجيش السوري هناك لايقترب على الاطلاق من الاسلاميين والقاعدة وجبهة النصرة .. ولم يقتل اسلامي واحد بالطيران الاسرائيلي بل الشهداء بالغارات كانوا من حزب الله وايران وسورية .. ومع هذا تحس انك بعد هذه المحاضرة انك أحد أبطال الافلام الصامتة لتشارلي شابلن لأن من يستمع اليك لم يسمع ولاكلمة واحدة وعاد الى الحديث عن التنسيق بين الاسد واسرائيل في التآمر على الثورة السورية .. والبراميل والمجرم والكيماوي .. ووو .. وتضرب كفا بكف وتنصرف وانت تقول لاحول ولاقوة الا بالله .. اللهم ثبت علينا العقل والدين .. هذا بالضبط مايسمى اضاعة الوقت مع الاغبياء والجهلاء ..
اليوم تقوم احدى مؤسسات النشر الفرنسية بنشر وثائق سرية جدا عن محاضر لقاءات مسؤولين فرنسيين وقطريين وهم يرسمون خطوات العمل في سورية .. وهي أشبه ماتكون بويكيليكس فرنسية .. ومن يقرأ المنشور ويعود الى سجلات الايام الاولى والسنوات الاولى للاحداث السورية والربيع العربي يكتشف ان ماحدث كان بالضبط ترجمة حرفية للاتفاق الفرنسي القطري .. وسيسأل نفسه فعلا ان كان البوعزيزي قد أحرق نفسه ام ان القصة كلها خيال في خيال اخواني استخباراتي .. وسيكتشف احدنا وهو يطلع على هذه الوثائق والمحاضر ان كل التحريض الذي حدث في الايام الاولى واثارة الغرائز الطائفية كان متفقا عليه .. وان كل مايقوله الغربيون من انهم لم يكونوا يتوقعون ظهور الحركات الراديكالية وانهم أخطؤوا الحسابات هو الكذب والنفاق بكل أشكاله الكثيفة .. وتكتشف انهم لم يخطئوا في اي حساب بل ان حساباتهم كانت دقيقة للغاية وأنهم هم من أراد اطلاق الاسلاميين بتوحش على الحياة المدنية السورية عن سبق اصرار وترصد .. وان الاسلاميين هم أداتهم دوما في التخريب والتهديد .. لأن الاسلاميين أثبتوا أنهم أكثر الشرائح السكانية غباء وجهلا وسذاجة وهم يساقون من مصيدة الى مصيدة ومن فخ الى فخ ومن محرقة الى محرقة .. وانهم دواب وروبوتات تبرمج حسب الطلب .. والدليل ان كل شعاراتهم هي ضد اليهود والنصارى لكن كل سلاحهم وجهدهم موجه ضد المسلمين والنصارى في بلادهم فقط .. وان كل قياداتهم تعيش في الغرب او تحت رعاية وحماية غربية … فياأيها الثورجيون المؤمنون أفلا تفكرون وتعقلون؟؟..
الوثائق صادمة من شدة وضوحها .. لأن السؤال الذي يتبادر للذهن الآن هو: هل هناك من أي شيء آخر يمكن أن يقدم ليقوم كل العملاء والخومة بتصرف أوديبي شجاع؟ حيث يفقأ الواحد منهم عينيه بيديه .. أو ينتحر على سيف كما يفعل الساموراي؟ مايصدم ان الناس لم تستفق رغم كل هذه الوثائق .. ولاتزال تردد ببلاهة: البراميل والكيماوي وقتل شعبه وأهل السنة .. والتشيع .. والمجرم والثورة السورية وووو ..




نحن نعلم ان الشر باق لأن الاغبياء باقون في خدمته ونعلم ان الخير باق أيضا رغما عن أنوف الأغبياء والشياطين والخونة .. وأن الشيطان لايجوع ولايموت لأنه يأكل من عقول الحمقى حتى الثمالة ويشبع من أجسادهم ومن دمائهم .. ونعلم أيضا ان الخير باق لأن أنصاره من العقلاء وذوي الفطنة والبداهة .. وهؤلاء لحمهم مر لايقدر الشيطان على ان يهضمه ..
خذ أيها الشيطان ماتشاء من لحوم الاغبياء .. واشرب ماتشاء من دمائهم حتى ترضى وترتوي .. واخفق عقولهم بأصابعك الطويلة .. فهؤلاء لك .. وملكك .. ودوابك .. ولانريدهم ان يتركوك .. ان لنا وطننا وايماننا وفطرتنا وخيرنا الذي هزمنا به ألعاب الشيطان .. وثورات الشياطين .. وثورات الاغبياء ..
رابط الخبر:

