آراء الكتاب: هل يعيد الأسد خطأ تركيا؟؟!!- بقلم: يامن أحمد

سوف نصنع المسافات بيننا وبين الحقيقة إن تمت قراءة حروب اليوم من أعين كانت ومازالت تعارض المصالحات وتظنها تقوم من رؤية فاشلة وبقيادة اشخاص غير وطنيين وتعتبرهاجناية على دم الشهداء والجرحى وإلا فإننا أوضحنا خلال الأعوام الماضية إن من يقود المصالحات يقدم الدم أيضا وقد استشهد منهم كثيرون دفاعا عن المصالحات أي أن المصالحات كانت تمثل الهزيمة للآخرين وكانت تفرزهم بين عدو حقيقي وآخر استعاد نفسه من الضياع إذ تبين أن المصالحات هي حقن لدماء فرسان الجيش ومنع استنزاف قوتهم واغلاق لجبهات مهمتها كما مهمة الكمائن وهو أن تشغلهم عن مواقع حدودية وغير حدودية في غاية الخطورة الوجودية فكان إنتصارا لهم بل وكان الجيش العربي السوري هو من يفرض المصالحات بقوته ودمه ووطنيته و طالما كانت مهمة الجيش عودة سوريا وإيقاف التمزق الاجتماعي الذي احدثه الخبث الأمريكي وعبيده فكان يقود نصرا اجتماعيا وليس عسكريا فقط وهذا مايدعى نواة النصر وهو أن تنتصر على الحرب وليس في الحرب ولايمكن لوحي الشك المحموم بالخوف وصلوات الفكر المنفعل أن ترتل علينا آيات العقل التقي في فهم المجريات والمتغيرات إذ أن المشاهد السطحية تلهب العقول الغزيرة بالتفكر للبحث عن الحقيقة وتوقف البعض عند مظهرها لتبني الآراء والنتيجة مزيد من التعب والتشويش وتفاقم للمجهول والخشية هي أن يقرأ البعض عودة العلاقات العربية إلى دمشق كما قرأ المصالحات وبهذا سوف نزيد من حالة التشويش ولكن إن كان الفكر يطالب بالحذر الشديد فهذا الكلام أكثر من محق وهذا مايقوم به المُخلص الأسد ..ولاأتحدث عن الإيمان بعودة العرب بل أن لانحكم على سوريا بما لم ولن تفعله فمصالحات السوريين شيء وعودة العرب شيء آخر ونحن لن نصالح هؤلاء بل سوف ندرك مصالح سورية معهم وليس مصلحتهم معنا أيا كانت لأن مصالح الأمريكي لم نحترمها ونهددها يوميا عبر دعم المقاومة وتبني المقاومة في سياسة سوريا ..

سوريا تحيا في محيط من الأفخاخ منذ تولي الأمريكي حكم الخليج والمنطقة وليس اليوم فقط وتبنى سياسة سورية العميقة على النظر بأنها تتعامل مع افخاخ وليس مع حكومات ودول فيما يتعلق بالدول المستسلمة لسياسات الأمريكي وما من شخص متزن و رضيع في عالم السياسة إلا ويعلم أن الاعراب ومن معهم من حكومات المنطقة هم ضمن استكمال الدور الأمريكي وقد كتبت منذ سبع سنوات على أن علاقة الأسد مع تركيا ماهي إلا وقاية من طوفان التسعير المذهبي الذي قاده الخليج والأردن وساندته مصر وتفجر في لبنان ضد سوريا عند مقتل الحريري أي أن الأسد كان يعلم ماذا يفعل ولونجح القطريون والأتراك في حرف مسير دمشق عن شرفها الوجودي مقدار انملة لرأينا دمشق اليوم دبي جديدة ولكانت صواريخ دمشق مقعده بعد أن ضلت طريقها نحو مخازن المقاومة اللبنانية والفلسطينية ولكانت طائرات f16 الصهيونية تحمي دمشق وليس تقصفها أوتطارد علماء صواريخها الدقيقة . الأسد يعلم أن نتيجة العداء والصداقة واحدة ولكن لمَ لانستعمل نحن الفن الذي يستعمله هؤلاء في الاستثمار في مواقفهم وخبثهم وجهلم وضعفهم كما يفعل الأمريكي طالما هم الأداوات فإنه لمبارك العقل الذي يستطيع أن يستثمر في هذه العلاقات مهما كانت مهمته المهم أننا نتعامل معهم ضمن الحدود السطحية وكل عاقل يعلم إننا لن نقحمهم في خطط دمج المجتمع من جديد (المصالحات) ولا في غيرها ولا في خطط التسليح أوفي خطط الحروب وأسرار إدارة الأزمة والحرب والحياة السورية فلا خوف من معشر الخوف مهما تعاظم خبثهم ..

وأؤمن أن القلم التقي سوف يتراجع ألف مرة إلى الخلف قبل أن يقدم على تغليب الشك في إدارة الأسد لعلاقات بلاده مع اعداؤه الاعراب إن الإمارات والسعودية إنقلبتا على معتقداتهما السابقة وهذا انقلاب على ماآمنتا و ليس تحولا إلى تطور كما يخال للبعض ولا انفتاحا بل هو حاجتهم للبقاء وليس عشقا بالإنسانية فمن يرقى بالفكر والأخلاق لن يسري دما في شرايين جثة تل ابيب ويعيد لها الحياة بعد أن سحقت في تموز احياء المجرمين وبعثهم من الموت الى الحياة فنحن نتحدث عن علو بالأبراج الحجرية والحديدية وليس عن علو بالفكر وهذا الأمر لايغيب عن من حاربه هؤلاء لأنه فضحهم وخالف جميع توجهاتهم بل وخرج من افخاخهم ولو وقع فيها سابقا لما هاجموه ولا فلتت صيدتهم وبقيت دمشق مقاومة ليست قطرية ولاسعودية ولاتركية..

ولايستطع عاقل تقييم الأسد كموظف كرسي رئاسة فما يواجهه الأسد لاينحصر في وظيفة بل هي نفس عظيمة بالفطرة إذ أنه يقود وجود أمته في مواجهة الفناء في حرب لم تشهدها البشرية وهذه وقائع تحج إلى العقل بمعتقد الصواب لمن رشد واحاط بالحقائق وليس من العقل أن أرشد شخص إلى الصواب وأنا لم أتعرض لواحد بالمئة مما تعرض له القائد الأسد فالجريح صاحب الألم لايستطيع أن يرشد الطبيب الجراح إلى علاجه وهذه سنة العقل والحياة فقد تكون صاحب القضية ولكنك لست قائدها إلا أن القداسة كلها في العمل المشترك فهو السر وهنا لانقصي أحدا بل نعرف الادوار والوقائع حق تعريفها..

أكتب لكم ولم استشر طائفتي ولاعاطفتي ولا إنفعالي بل قرأت بأم عيني وسمعت بعقلي كيف أن الأمريكي يفرض الجزية على معشر المناسف والرقي الزائف وكما أنتم رأيتم وسمعتم كيف أن ترامب جابي الضرائب من لصوص البيت الحرام قال إنه اراد قتل الأسد في عام ٢٠١٧ وهنا و كمواطن سوري بسيط عرفت من قبل ومن بعد أن الفالق بين أمة سورية يمثلها الأسد وأمم منكوبة بالعبودية هو فارق عظيم فكل من جاء إلى الاسد جاء منهزما حتى لو اخفى في باطن نفسه طوفانا من السم والغدر فلا يجيء إليك عدو إلا لأنه لم يقدر عليك والعدو لا يطأ أرض عدوه حملا وديعا أسفا على مافعل نادما على ماحصل إلا لأنه مأمور أو أنه حقا قد احتاج قوة خصمه بعد أن تعلم من العثماني المريض المنافسة على قيادة كنوزهم الحقيقية من الرعاع العميان واستثمارهم في السياسة مع الغرب ومع اسيادهم لكي يحفظوا تجارتهم .

لايؤلمني مالا”يعلمه” الأسد عن أعدائه لطالما كان هو عدوهم الأول في المنطقة مهما حاولوا اظهار العداء لمن هم غيره ولكن يحزنني أن البعض منا لايعلم عن الأسد مايعلمه عدوه عنه وبخاصة بعد تراكم الاحداث التي فرضت صنع وايجاد الانسان المستوعب والعالم بحقيقة مايحدث..

بالطبع لم يأت الاماراتي الى دمشق لكي يغتسل على جبل المقاومين وينحر خطاياه الشيطانية على سفوحه فمجيء قابيل إلى قاسيون مرة أخرى لايعني أنه جاء مخلصا ولا لكي يقول لنا كيف استطاع الوصول الى المريخ بصواريخه التي لم يصنعها و لم يستطع الوصول إلى فلسطين الا عبر التطبيع لأن الشرف لن يصله وإن ركب صواريخ الأرض فإن لم تكن شريفا فلا وصول إلى علياء الشرف إن لم تك وجهة قلبك الحق .نعم لم يجيء الاماراتي لكي يشارك الأسد بصناعة صاروخ يصل الى فلسطين المحتلة فجميع الاثرياء العرب الجبناء سوف يفرون من الأرض بأحدث انواع التكنولوجيا ولن يكون بأمكانهم الوصول حيث وصل لأسد لأن كل تطور لا يختم عليه بشرف القضية فهو هروب من الشرف فمن الذي وصل المريخ ولم يصل فلسطين لم يأت إلى دمشق مقاوما وهذا مايعلمه الأسد من قبل وليس الآن فقط..

سوريا لاتقيم علاقات مع الأعداء سوريا تواجه وتحيا المواجهة حتى في علاقاتها مع الجميع سوريا تحيا مواجهة وهذا قدر سورية موطن أرباب الشرف والفرسان و الرسل والقديسين .سوريا التي حطمت جيش تل أبيب في بيروت الثمانينات واستولت على طواقم دبابات صهيونية مع مدرعاتهم وصنعت بيديها تغذية اعصاب المقاومة فيما قبل حرب تموز وبعدها فكان كورنيت الأسد مصرعا لأعتى قوة مدرعة صهيونية وهناك الكثير ..الأسد لايسير مع الضباع ولا يقاسم النعاج العشب ولايحكم أمة من الأرانب الأسد يواجه وفقط يواجه وحتى عودة العرب هي واحدة من المواجهات في فكر الأسد. لقد آن الآوان لنقرأ الأسد جيدا كما يقرؤه الاعداء لكي ننصفه وننصف العقل ولكي نسمو مع عظمة ما يفعله لأجل سوريا..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s