لا داع للتشكيك بأحد كما لا داع للثقة وحده الواقع يقنع من يريد من غير الغارقين في رمال الغد الأجمل .. و الواقع يقول إن كل حكومة جديدة تتابع عمل سابقتها دون مراجعة أو تقييم لما تسببته من إيجابيات و سلبيات .. كأن هناك مسارا مفروضا يلتزمون السير فيه .. قافلة الحكومات تسير دائما و تطأ بأقدامها بكل خطوة بقايا الأسس التي قام عليها اقتصاد الدولة المقاومة ..
الدعم لم يكن يوما ترفا أو خطة مرحلية تسقط بالتقادم أو بالحرب كان سياسة محورية للدولة كما سياسة العداء لإسرائيل لمعرفتها المسبقة أن الطريق الذي اختارته لشعبها مخفوف بكل أنواع الضغوط و أولها الاقتصادية .. معادلة بسيطة و صحيحة و أي إخلال بأي من طرفيها سيتسبب بفقد التوازن المطلوب للاستمرار على ذات النهج ..
الدعم واجب وجودي لمفهوم المقاومة و منذ السنين الأولى للحرب أخذت الحكومات تظهر امتعاضا من أداء ذلك الواجب و صارت تعلن على الملأ و في كل مناسبة عن الأعباء التي يتسببها الدعم على الخزينة و تذكر بالأرقام مقداره و تتغاضى عن أرقام أخرى أشد خسارة و أعظم أثرا على الخزينة و على غيرها .. في الحصار يتم التمسك بالدعم لا التأفف منه في الحصار كلنا نقاوم و لا توجه أصابع الاتهام للناس .. الناس هم من يتسببون ببقاء سورية حية و معيب لو من باب الأخلاق أن يتحدث أحد إلى الكرام بوضاعة ..

و إذن صار الدعم هما حكوميا و صار على الخلق أن يقدروا ظروف حكوماتهم و أن يتهيأوا للتخفيف من ثقل ذلك الهم لو على حسابهم .. و صار الخبراء و المسؤولون السابقون ” و حتى اللاحقون كما اتضح في التشكيلة الأخيرة ” يتحدثون باستفاضة عن فوائد رفع الدعم و تحويله لبدل مادي يقدم شهريا .. و ترافق الحديث المديد عن الرفع الكلي و التوزيع المادي برفع جزئي طال تباعا كل المواد التي كانت قيد الدعم لدرجة أنه لا يمكن المقارنة بين أسعارها الآن و بين ما كانت عليه ..
مع مرور الوقت و استمرار التشكي الحكومي و استمرار الدراسات صارت فكرة رفع الدعم و توزيعه ماديا شبه مقبولة بل و صارت مطلبا ملحا لدى كثيرين .. لقد فعلت جزرة الكاش فعلها ..
رفع الدعم لن يكون له المقابل المادي الذي يتوهمه البعض كونه يتسبب بخسارة للخزينة فهو لن يرفع لتستمر تلك الخسارة .. هل لما تشتكي منه الحكومة أن يستمر بصيغة أخرى تختارها هي ؟ أبدا.. و عليه فإن الكاش سيكون مقدارا تحدده الحكومة بعبقريتها المعهودة كما حددت كمية الخبز التي يحتاجها المخلوق السوري في اليوم و سيتم الأمر عبر البطاقة و ربما خلال ٢٤ ساعة منعا للزحام ..
رفع الدعم عن مادة أو سلعة سيجعلها فورا خاضعة لشروط السوق و تقلباته و ظروف العرض و الطلب و الكساد و الاحتكار .. و الأخطر هو تبعيتها لسعر الصرف و أيضا لسعرها العالمي و ما يتعلق به من مضاربات و أجور شحن و غيرها .. كأن ترفع أمريكا أو غيرها سعر القمح العالمي قد يصل وقتها سعر ربطة الخبز ل ١٠ آلاف ليرة أو أضعاف ذلك .. و لن تقدر الحكومة أن تفعل شيئا و لن تفعل و لن يقدر الكاش أن يغطي حاجة الأسرة أو الفرد الواحد من مادة واحدة لشهر أو لأيام ..
إن ما يحدث من رفع متلاحق للدعم و ما تمهد له الدراسات و الاقتراحات المعلنة من إلغائه و ما يسعى لتحديده من شرائح مستحقة و أخرى غير مستحقة هو لعب ” على المكشوف ” و انتهاك خطير لأحد أسس التي تقوم عليها دولة المقاومة ..
سقا الله سنين الحرب
سقا الله القذائف التي كانت تسقط على رؤوسنا
رجعولنا هديك الأيام بس بدون شهداء!!
بيكفي كنا نشعر بالوطن وبانو هالوطن حبيب وبيستحق نموت مشانو… هلأ مين عم يموتتا؟
وكنا نعرف عدونا الخارجي ونقاوم ونصمم عالنصر
طيب انتصرنا؟؟؟
عنجد انتصرنا؟؟؟ صار الكل عم يحاربنا على لقمتنا عالمأوى عالشارع اللي مدري مين استملكه وصار ممنوع تركن سيارتك لتدفع الأتاوه!!!
على أبسط حقوق البشر عالبديهيات اللي عيب نحكي فيا
عييييب اللي نحنا فيه…. عيب… خسارة اللي راحوا.. ألف خساره!!!