آراء الكتاب: اذا تبقى في جعبة تصعيد اليانكي والكيباه في اليمن.. هروب من استحقاق الانتصار اليمني القادم أم تغيير إستراتيجي ولصالح من؟ – بقلم: جميل أنعم العبسي (اليمن)

ضربنا مطار صنعاء استجابة للتهديد واستخدام مرافقه لإطلاق هجمات عابرة للحدود.. لكن الحوثيين هم من أغلقوا المطار بوجه الرحلات الأممية؛ دمرنا قدرات الحوثي على إطلاق عمليات هجومية بالطائرات المسيرة والباليستيات “العبثية”… لكن الحوثيين أعادوا استهداف المملكة بالمسيرات والباليستيات “العبثية”!.

هذا الفجور والتناقض لا يأتي إلا باصطفاف فروع التكفير الوهابي “السلفي – الإخواني” وراء اليانكي الأمريكي “الديمقراطي” وتخطيط الزنار والكيباه اليهودي* (الكيباه = الكوفية التي يرتديها اليهود)*.

لا تفيد جوقة المطبلين المتفائلين بتغيير قواعد الحرب لإحداث أي خرق، ولا اصطفاف فسطاط الباطل مجدداً، فنصر اليمن قادم بسرعة جنون وهيستيريا العدوان نفسه، هذا ما على الصهاينة وأدواتهم إدراكه، فتسارع هيستيريا العدوان، مفهومة باقتراب تحرير مأرب واقتلاع ما تبقى للعدوان من أوراق وأحصنة خاسرة.

ومفهومة أيضاً بانتهاء وخسارة أوراق كان يعول عليها في إحداث اختراق داخلي من نوع ما بجني ثمرة عقود من التكفير في الداخل المقاوم، بفيلق من العمالة كبقايا لفتات وزبد معاهد التكفير والنظام البائد، فكلها وفي أسوأ الحالات باتت اليوم تحت رحمة رجال الأمن والمخابرات وصحوة ويقظة المجاهدين.

فطبيعة الأهداف مؤشر إيجابي لناحية احتراق الأوراق وانتهاء الحيل وخلو جعبة وطاقية اليانكي والكيباه من حلول توقف مسار هزيمة العدوان الصهيوني وأدواته شر هزيمة، فاليمن اليوم أمة منتجة، وعقول قادمون بتفعيل غير مسبوق لجيش وتشكيلات عسكرية وخبرات علمية وعسكرية موزعة امتداد جغرافيا وتاريخ اليمن الإستراتيجي.

متغيرات استراتيجية

كسر الروح المعنوية كان صعباً عليهم قبل، فكيف يا ترى بعد وصول العقل اليمني لصناعة محلية 100% ومناطحة كفاءتها عنان أسواق السلاح العالمية، كسر الإرادة اليمنية كان صعباً عليهم قبل، فكيف بعد اكتساح الثقافة القرآنية عقول وأفئدة وأرواح الملايين، وبعد تحطيم أصنام التكفير الوهابي وإعادة حربها الفكرية الظلامية عقود إلى الوراء وما وراء الوراء، كسر العنفوان اليمني كان محالاً قبل، فكيف بعد العمليات الواسعة لتحرير محافظات ومديريات وسلاسل جبلية وصحاري بمساحة دول.

ضرب من الجنون واستحقاق لا يمكن تنفيذه، فالقوم يبحثون عن دعم وإسناد كوني من جميع المخلوقات، وكلها تحت سلطة القائد الأعلى للوجود سبحانه وتعالى ملك السماوات والأرض.

لن نتحدث عن تحليلات وأمنيات، هي متغيرات صنعها الله سبحانه وتعالى بقدر وعي يمن الإيمان لحمل رسالة الرحمة للعالمين إلى أصقاع الأرض، فالمكاسب والجواهر التي يمتلكها قائد الثورة طيلة سنوات الحرب هي بحق مكاسب ومتغيرات استراتيجية تضاهي المعجزات.

فمن كان يدرك استعصاء تحرير القبيلة اليمنية من الوصاية السعودية والنهوض بها إلى مسؤوليات لخدمة الأمة، عليه انتظار المتغير الإستراتيجي الذي سيقصم ظهر تحالف العدوان بانتهاء فروع وأدوات العمالة في الجغرافيا المحررة والتي سيتم تحريرها بل وحتى المحتلة لناحية انضواء قبائل اليمن وأبناءه في الصف الوطني بعد تغريبة سنوات بجرعات التكفير.

أخطأ المطبعون بتغيير موازين القوى للدفة الصهيونية بالتطبيع العلني على أمل جني محاصيل التطبيع اقتصاداً وعسكر، فكانت النتيجة لناحية عكسية نفرت الحواضن التكفيرية نفسها، فرؤية الزنانير والكيبوت علانية غالباً ما تبعث على الطبيعة العربية التقيؤ والنفور، أما رؤية فارق المعيشة بين المناطق الحرة والمحتلة بقيمة مؤسفة للريال اليمني فإنها تترك المرتزق نفسه يفكر مرتين، فقرص الرغيف الواحد في عدن المحتلة بـ 75 ريال، مقابل ربطة خبز بالثمن نفسه في صنعاء الثورة.

قد يتطلب غسيل دماغ النكبات والهزائم قليلا من المغالطات وفتاوى التكفير، لكن غسيل جيوب المعيشة لكل أسرة يتطلب مجازفات تصل لحد تمكين الخصم رصاصة الرحمة عليك.

جعبة خالية وهروب للأمام

جعبة اليانكي الأمريكي والكيباه اليهودي اليوم خالية من العنصر البشري فمن يترك مساحات استراتيجية في الساحل بذريعة تحريك جبهات أخرى، لا يمكنه الحديث عن متغيرات تحرف مسار المعركة المحسومة لليمن المقاوم، فالترك أشبه باقتلاع الكلية وبيعها للبقاء على قيد الحياة، وهي الصورة التي يجب أن نعرفها لحالة تحالف العدوان اليوم، فجيش التكفير لم يعد كذلك بعد هزيمته في سوريا والعراق واليمن وتحرير معاقله في البيضاء ومأرب، والتلويح بمرتزقة أردوغان ليس أكثر من فقاعة، وطائرات “بيرقدار” العثمانية التي يلوح بها أتباع المرشد الزنداني مؤشر إيجابي لناحية إفلاس جعبة اليانكي والكيباه من العنصر المادي أيضاً، وحتى وإن دخلت ستجعلها القوات الجوية اليمنية تتراقص كالطير المذبوح في الأجواء اليمنية عقب اصطيادها، فما أكثر ليالي القبض على الطائرات الأمريكية وحتى الصينية واللاتي يتفوقن على بنات عثمان بأشواط.

لذلك لا يوجد أمام تحالف العدوان سوى الهروب للأمام، فمن الميادين العسكرية لميادين الاقتصاد والعقوبات، ومن استحقاقات السلام إلى الملفات الإنسانية مكابداً هذيان الموتى من رعب الانتصار اليمني العملاق للمنطقة والعالم، ومقدماً المزيد من المتغيرات الإستراتيجية لمصلحة اليمن المقاوم.

لا شيء يشرح معاني الهروب للأمام، سوى تمكين خصمك منك، يلف تحالف العدوان حبل المشنقة على نفسه، فلا هو الذي حاول التماسك بوجه استحقاق النصر اليمني، ولا هو الذي حافظ على أوراقه ليساوم أو يبقي بعضاً من الأمل لنفسه، وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، ربما كانت في السالف، لكننا اليوم نريد ما يريده سبحانه وتعالى “قطع دابر الكافرين”، وقادر ياكريم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

جميل انعم العبسي

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s