
المفروض ان نعلن استسلامنا ليس بسبب قوة الصهاينة وليس بسبب عظمة امريكا نحن هُزمنا نعم وانكسرنا ودُمرت بلادنا نعم واستبيحت ارضنا نعم واصبح جزء غالي منها محتلا نعم انهار الاقتصاد وانعدمت الخدمات الاساسية واصبح شعبنا تحت خط الفقر نعم ولكن كلمة للبعض الذي وجدها فرصة لكي يعيّْرُنا بضعفنا او يسخر من انعدام قدرتنا على ان ندافع عن ارضنا
مهلا صديقي .. مهلا اخي .. اتفهم غضبك وعصبيتك اتفهم ذلك الشعور المرعب بالانكسار وذلك الاحساس بالعجز ..
مهلا صديقي من هزمنا ليس الصهاينة ابدا .. لم يكن الصهاينة يوما سببا لهزائمنا ابدا .. من هزمنا هو السادات وخيانته وزيارته لاسرائيل .. من هزمنا هو الملك حسين ومسارعته لابلاغ غولدا مائير بنية سوريا ومصر شن حرب عليها ، هزمنا ياسر عرفات عندما صرخ فلسطين اولا … هزمنا صدام حسين عندما شن حربا مجنونة على ايران وتلاها بحرب اكثر جنونا على الكويت … هزمنا تيار انعزالي في لبنان رفع شعار السوري عدوك … هزمنا عدو تركي راهنا على اخوتنا الاسلامية معه لمصلحتنا ومصلحته وطعننا في الصميم لصالح الصهاينة .. هزمنا فكر اخونجي يجاهد في بلاد الواق الواق الا فلسطين … هزمتنا خيانة حماس وتقاعس الجهاد ه… زمنا نصف مليون ارهابي واكثر من تريليون دولار صرفت لتحطيم سوريا .. هزمنا ذلك الذي صرخ الشعب يريد اسقاط النظام الوطني الوحيد بين كل هؤلاء الخونة .. والانكى ان تهمة هذا النظام انه عميل لاسرائيل .. هزمنا ذلك الاستنزاف المرعب لقدرات جيشنا على كل الجبهات وتلك الحرب المستمرة منذ عقد ونيف من الزمن .
نعم هُزمنا .. اعترف لك بانها اقسى هزيمة يمكن ان يمنى بها وطن وشعب قدم اغلى ما يملك دفاعا عن الحبيبة سوريا .. وخسرنا الحرب خسرناها ولم نرفع الراية .. ما زلنا حتى ونحن مهزومون لا نطاطئ رؤوسنا .. تحجر الدمع في عيوننا ولم يبقى دماء في شرايين قلوبنا ما زلنا نرفع رؤوسنا وعيوننا منكسرة .. ما زلنا نتكلم بنفس الطريقة .. ونمتلك نفس النظرة .. ما زلنا نقول بكل فخر اننا لن نركع
نحن مجانين .. نحن اغبياء .. نحن حمقى .. ربما .. ولكن لنا الشرف اننا لم نكن خونة ولا عملاء ، كنا وما زلنا شرفاء وانقياء ونعشق سوريا حتى وهي ترفض ان تبكي .. حتى وهي لا تصرخ موجوعة من الالم .. حتى وهي تئن بصمت ويأبى وجهها الكريم الا ان يعلم العالم كله معنى ان تموت واقفا شامخا ابيا شموخ جيش ابي صمد حتى انقطع النفس ولم يبدل تبديلا .
جيشنا العظيم .. نحن نحبك .. ونقدس التراب تحت نعالك .. نعشقك منتصرا .. ونعشقك مهزوما في معركة .. ونثق انك ستنتصر في الحرب حتما .. نحن مجانين .. قولوا ما شئتم عنا ولكن ثقتنا بجيشنا لا ولن تتزعزع مهما تمادى العدوان ومهما تفرعن ومهما زاد عدد الخونة والعملاء والجواسيس من حولنا ..
ستبقى دمشق تعانق السحب .. وسيبقى قاسيون يطل على العالم كله رافعا هامته بشموخ سوري اصيل لا شبيه له في كل محيطنا الغادر والخائن .
حمى الله سوريا وجيش سوريا وقائد سوريا وبعث سوريا (هيك جكارة وعند ويباسة راس ) نحن المهزومون والمقصوفون والمدمرون ولكن ابدا لسنا الخونة والمرجفون .
المهزوم وليس الخائن علي سلمان
=======================
الصورة للشهيد البطل عصام زهر الدين
