إن النفس التي لم تتعرف على مكانة تأثيرها في الملاحم الوجودية سوف يختطفها الخوف وتأسرها التكهنات أمام المواجهات لتكون مجرد خيال قبالة أي مجهول يغشى كل حدث إلا أننا نقول لجيش الناطقين بإسم جيش الإحتلال الصهيوني والذين غلبوا افيخاي ادرعي في مهاجمتهم دمشق والمقاومة : إن من يريد التحريض على أنفس تعود في فجر كل يوم من جوف المعارك منتصرة على جيوش الجريمة المتدينة لتنحرف عن معركتها وتأكل بعضها بعضا فنحن نقول له : انت تحارب السوريين نفسيا منذ عام 2011 حتى عام 2021 وفي غمار سيطرة المجهول على الواقع السوري خرجنا لنعلن هزيمتك ولو كنت ناجحا ضدنا لكان الأجدر بك أن تكون معالجا ناجحا لثورتكم المقززة الشهيرة بالتشرذم والتناحر الدموي هكذا انت و من معك منهزمون فيما بينكم وفي انفسكم وتريدون هزيمة من يهزمكم بالفكر والسلاح ؟؟؟ فكيف نخشى من تحليلاتكم في حين أن قدراتك العقلية لا تسمح لكم أن تكونوا أكثر من محتربين فيما بينكم نحن لانخشاكم ولكننا نخشى على وطننا منكم وعلى الرغم من كل هذا تريدون اقتياد من استطاعوا اقتياد الضائعين منكم إلى الواقع وأعادوهم إلى عقولهم ووطنهم وها أنتم ومنذ عشر سنين لم تستطيعون فك اشتباك دموي بين فصائلكم مع أنكم جميعا ذوي راية واحدة وهدفكم واحد ومعتقداتكم موحدة ؟؟
يقال : إن هناك احترابا روسيا سوريا وخلاف وخيانة روسية؟؟..هذا مايشاع هنا وهناك ويضرب كما الصواعق صفحات المحللين ويمطر صفحات اللاواقعيين بالتعليقات التي تدل على أنها تعليقات عن سكان جزيرة نائية وليست عن سوريين واجهوا المجهول كله عبر سنين عجاف وعجاب وبعد كل تبيان لحقيقة وجود الدولة السورية والإنسان السوري المقاوم أما الحقيقة فنعم هناك خلاف روسي سوري في عدد من السياسات والقضايا ومنذ ماقبل الحرب على سوريا ولولا هذا ماكان لدمشق أن تطمئن لدور روسيا كحليف يعرف جيدا كيف يفصل علاقته بين الأعداء والقصد تل ابيب ودمشق حيث تستقل سياسات دمشق عن سياسات موسكو وقد كتبت عن هذا منذ ثلاث سنوات بدقة ووضوح بأن إمتزاج السياسات وتكاملها أمر غير واقعي فإنه لو كان هناك سياسات موحدة لرضيت دمشق أن تنحو منحى سياسة روسيا الدبلوماسية مع تل أبيب وهنا نختلف مع موسكو اختلافا عقلانيا يخضع للواقعية وللسيادة لابد من أن يكون الروسي مختلف معنا في بعض السياسات والرؤى فهو يسعى إلى قطبية الإستيعاب ونحن نسعى إلى المحورية المؤثرة التي مايزال الأمريكي يحاول ضربها عبر مرضى الإنفصال والجريمة المتدينة وهنا أيضا نتفق في مواجهة نفس الأعداء بل وحاربنا معا على كافة الجبهات .أما أن يكون السوري وبخاصة الرئيس الأسد موقع رهن القرار الروسي فهذا الأمر هو استخفاف بالروسي نفسه واستخفاف بالحرب على سوريا قبل الإستخفاف بشخص الرئيس الذي يمثل وطن وليس كرسي حكم فما لم يستطع اوباما تحقيقه وكذلك ترامب ورؤساء حكومات أوربا ومن هم وراءهم من أتباعهم الترك وفي منطقتنا وهو رحيل الأسد فإنه لن يستطيع أحد غيرهم أن يفعله في السياسة وغيرها إننا نتحدث هنا عن الإتزان الفكري والواقعي وليس دفاعا عن أي شخص مع أنني أنال الشرف بالدفاع عن فارس الشرف وقائدالأشراف بشار الأسد .

أما عن الهجمات الإعلامية الموجهة ضد شخص الأسد وتعظيم مايحدث من فقدان بعض الشخصيات المقربة من الدولة لبعض المليارات السورية فهي دليل على تصفية الجزء الأخطر والأكبر من المشروع الأمريكي في سوريا والبدء بالتصفية الرمزية لقائد هذا الإنقلاب الكوني في سوريا حتى يتم فيما بعد نفيه اجتماعيا ومن ثم تصفيته جسديا فيما بعد بلا أي تأثير وصدى في الشعب السوري ولكي لايكون هناك أي معنى لقائد أو رمز بعد أن يلعن الشعب الإنتصارات التي تحققت عبر العمل على تضييق كل مايجري على منابر الفتن من تقزيم لشخصية الأسد وجعلها منكسرة ضعيفة وكأنها لم تخض يوما في أية مواجهة عالمية و لتهزم من أول نزال مع حرب لا وجود لها بعد قرنها مباشرة بكل مايضيق على المواطن السوري حيث يبقى الأمريكي وثواره الدمويين في سوريا مجرد أبرياء كأنهم لم يكونوا السبب الأول والأخير في كل مايحدث للمواطن السوري . ومن المثير للسخرية بأن من يقود حرب تصفية الأسد شعبيا يستعمل أولئك الذين قال بحقهم السفير الأمريكي السابق لدى دمشق بعيد اجتماعه بهم : (إنهم ليسوا بمعارضة بل حيض) وهؤلاء هم الصف الأول مما يدعى الجناح السياسي “للثورة” السورية فتخيلوا أمثال هؤلاء وهم يديرون حربا اعلامية ضد الأسد والدولة والمؤيدون للوطن السوري؟؟ والحقيقة نحن نؤيد وطنا يمثله فكر بشار الأسد ومن كانوا يدعون معارضة ليس لديهم أية رؤية وطنية فلا مشكلة لديهم في الوجود الصهيوني الأمريكي ولا في الإنفصاليين الكرد أو في إعلان العدو الصهيوني أن القدس عاصمة الإحتلال وكذلك أن الجولان أرض صهيونية لقد كنا نحارب لأجل وطن وهم يحاربون لأجل اللاوطن والفارق مهول ورهيب إذ أن من لايشعر بأن شرفه يستعمر ويتاجر به فهو في موقع احقر من أن يكون عدوا بل خائنا و القضية هنا أخلاقية قبل أي قضية أخرى..
جميعنا يذكر كيف كان يصف القائد الأسد المدعو أردوغان فتارة يدعوه أجيرا وأخرى يصفه بالفقاعةوالبعض منا كان يستغرب كلمات الأسد بحق أردوغان لأنهم في المقلب الآخر يشاهدون بوتين يحاور أردوغان إلى أن أظهر الروسي موقع أردوغان الحقيقي وفي النهاية توضح توصيف الأسد لأردوغان فكان ينفصل عن كل مايجري شخصيا بين اردوغان وبوتين لعلمه من هو أردوغان وليعلم الجميع بأن الأسد غير معني سوى بقرار الشعب السوري ولذلك كان يخاطب الجميع بأنني مع شعبي ولست مع غيره وهو من شكر الحلفاء إلا أنه قال : لا أحد يمكنه أن يحل مكان الجيش العربي السوري . فهل فهمنا من هو الأسد؟؟
لقد وبخ الروس أردوغان على ابواب موسكو فكان أردوغان يستقبل من قبل بوتين بإحتقار وذلك من غيرالمعتاد لدى الساسة الروس وغير موجود في قاموس علاقاتهم مع رؤساء الدول وبدت روسيا وكأنهاتستقبل لصا وقاطع طريق وليس رئيس دولة هنا بمستطاع جبابرة الغباء الثوري أن يشاهدوا كيف يتم الإنقلاب على الرؤساء . الروسي ذكي إلى درجة يعلم بها جيدا بأنه عندما جاء إلى سوريا لم يجىء من أجل المغامرة بهزيمة دكدكت الإتحاد السوفييتي في افغانستان وخسفت بقوته أمام مايساوي واحد بالمئة مما يحاربه اليوم الأسد وجيشه الوطني فهنا ذات الاعداء ولكن بعدد يفوق ألف مرة ممن حاربهم الروسي في افغانستان ولذلك كان الفارق أن في سوريا عقل وشرف وصدق وليس بمستطاع أي آلة حربية أن تحقق غاياتها سوى بوجود هذه الحقائق بالإضافة إلى جيش من الأسياد يحارب بزاد قديس وليس بولائم ألف ليلة وليلة .
أنا لا أختم على كذب أو صدق مايشاع بل أرفع سقف الوضوح كي لا نبقى عاطفيين بلا رؤية عقلية وليس لنا أن نظن لوهلة ما بأننا كما غازستان (قطر) أو كما بقرة الأعراب التي تدر مالا مخصصا للأمريكي والإسرائيلي فقط فهناك حيث تسلخ جلود الشعوب وينكل بمقدساتها وتسرق أموالها في العلن كما فعل ترامب مع آل سعود دون أن يحدث من الأحداث مايوازي واحدا بالمئة مما يحدث في سوريا من عواصف تحليلات وتكهنات ورجم بالغيب السياسي حول وقائع وأوهام تتعلق بسوريا وقائدها وحلفائه لأن الحرب ضد سوريا لم تنته ولأننا نحن لم نستسلم ولم نهزم ولأن الحرب علينا متفق على إكمالها ضدنا ولهذا تستعر لدينا الأحداث وإن كانت أوهاما في حين أنها تخبو لدى الآخر فضائحه المدوية لأنه ليس هناك من هو كما الأسد وكما السورييين.
دقق بالتالي :
إن معاناة السوريين كانت لتفقد تماما لو أننا دخلنا في مبايعة الحلفاء كأسياد على سوريا كيف هذا ؟
هل لدى أي عاقل أدنى شك أن بمقدور الروسي والصيني أن يرسلا إلينا ما تحتاجه أي مقاطعة في بلدانهم هي بعدد سكان سوريا الآن ؟؟
إن بمستطاع الأسد أن يوفر الغاز والنفط ككل والقمح وأن يستجر المليارات من الدولارات ولكن على العالم والسوريين أن يدركوا بأن لا شيء بلا ثمن فلا يعقل أن أمتين كالصين وروسيا ليس بمستطاعهما تزويد سوريا بكل شيء دون أي إنقطاع ولكن سوريا تفضل السيادة مع التضييق على الإنفراج مع الإمتيازات التي سوف تخسف دورها السياسي والإقتصادي في المستقبل ..
أما وقوفنا مع الأسد فهو وقوفنا مع سوريا وأما الأقلام التي تتحدث عن قرن الوطن بشخص نقول لهم دققوا بالتالي :
نحن لم نجعل مصير سوريا مرتبطا بشخص بل بفكر يفتقده معظم أمم وشعوب والأرض وهو فكر شريف في مواجهة الفجور والجريمة والجهل والسقوط الأخلاقي ولو جاء من هو كما بشار الأسد فكريا لكنا سنواجه ذات الاعداء أي أن القضية تتعلق بالفكر وهذا الفكر هو من يقدس الأشخاص ولا يجعلهم قادة فحسب بل مُخلصين لأوطانهم من الضياع..لايوجد في هذا العالم حرية شعوب وحكومات لأنها عندما تصل إلى الوقوف مع المقاومة ضد تل أبيب تسقط حرياتهم و تصبح الحرية مجرد أكذوبة في البلدان الاكثر انفتاحا على الآخر اي أن تلك البلدان تحكم من قبل فكر محدد في خياراتها السياسية الوجودية وتدع لشعوبها حريات مسقوفة امريكيا واسرائيليا ولو أن أية دولة متحررة في العالم قررت دعم دمشق و المقاومة مباشرة لشن ضدها ما يشن اليوم ضد سوريا وإيران لأن الجميع يرزح تحت الحكم الممثل بفكر واحد وهو الفكر المادي التدميري الذي يقوده الأمريكي .لو شاءت السويد ارسال رصاصة خلبية إلى المقاومة في فلسطين لشاهدنا السويد تواجه اغلب العالم وليس من تل أبيب فقط أي أن الحكم الواحد يشمل معظم دول وشعوب هذا العالم إنها حقيقة مهما تبدلت وجوه الرؤساء فالجميع محدود الحريات .بالطبع سوف تشاهدون رئيسا اوربيا يسير بعد اتمام فترة حكمه يسير بلا أية مرافقة وسيصفق هنا الجميع لهذا الرئيس ويتحدثون بأن الرئاسة لديهم مجردوظيفة نعم إنهم يقولون الحق هي وظيفة يمنع فيها التعرض لتل ابيب ومصالح الأمريكي وعليه فإن بمستطاعه ان يكمل حياته بكل آمان على عكس الراحل فيديل كاسترو الذي تعرض لمئات من محاولات الإغتيال حتى جون كيندي اغتيل لأن رئاسته خرجت عن نطاق وظيفته فهو من صرح علنا بأن هناك قوى غريبة تتحكم ببلاده ومن بعدها عاجلته رصاصة الحكام الحقيقيين للولايات المتحدة والغرب ..في عالمنا الشرقي نستطيع أن نقرأ في رماد الحروب الأخيرة أن الصراع هو بين فكرين فكر يحكم العالم بسطوة قاطع طريق سفاح ولص مدجج بالسلاح المتطور وفي المقابل هناك أسياد تريد أن تبقى أسيادا ولن تخضع وقد عرفنا وعلمنا بأنه ليس للأمريكي حليف بل أتباع أومستسلمين .لايوجد مايدعى مع الأمريكي اتفاق ومحاصصة بل توجد هزيمة أو ربح وكل مادون ذلك هو استراحة لمواجهة أخرى ..
اختتم لأقول :
إن القيادة في سوريا نجحت في هزيمة إنقلاب العالم على سياساتها وبعد هزيمة هذا الإنقلاب نستطيع أن نؤكد بأن سوريا في موضع وزمان لاتسمح لأي عاقل أن يفكر في تحقيق مالم يحققه أباطرة الجريمة العالمية ونحن ضمن حلف العقلاء ولسنا مع حلف آخر ومن لايعرف دمشق المقاومة عليه أن يقرأ بأن الأسد قائد هزيمة سيد الإنقلابات في المنطقة والعالم وهو الأمريكي الذي حاربه في العراق إلى حين حرب 2006 حتى عام 2020 ولقد هزم الأسد من هزم السوفييت في افغانستان ومن دمر العراق ومن أراد ضرب المقاومة في لبنان .
عندما يقرر الروسي الإنقلاب على ظاهرة قيادية عالمية لم يشهدها التاريخ من قبل وهذه الشخصية القيادية ضربت في الصميم أعداء روسيا و شكلت لعنة في تاريخ الصهيونية وبخاصة الأمريكان والعثمانيين الجدد (الناتو ككل ) وممالك الخضوع العربي نعتقد بأن الروسي إنقلب على نفسه وليس على سوريا وهذا ما لايفعله رجل الإستخبارات بوتين ..من حقكم توقع كل هزيمة وانقلاب وأن ترتعد دواخلكم حتى من أوهامكم عندما يكون لديكم قائد كما “قادة” قطر وتركيا…
تحيا سوريا ..