خمّن لماذا يضحك السياسي البريطاني كلما تحدث مع خليجي؟؟

كلما نوهت الى الخليج المحتل يعاتبني البعض ممن يعيش في تلك الممالك والمشيخات ولايرى الا المدن الجميلة والخدمات المتاحة والرفاهية والسيارات والحياة الاوروبية في جانبها المادي والمتعي فقط وليس في علومها وفلسفتها .. ويظن ان الخلايجة تمكنوا من نقل مشروعهم من الرؤية الى الواقع وان هناك نخبة تفكر لأنها متواصلة مع الغرب وتترجم تقنيات الحياة الاجتماعية وتنسخها .. بل يصل الامر بالبعض انه يقول ان الخلايجة بنوا بلادهم اكثر منا وبنوا مؤسسات خدمية فيما نحن بنينا نظريات وشعارات وصراعات .. متناسيا ان هذه القشور ليست الا أغطية لحقيقة ان هذه الدول في طريقها للانقراض كمجتمعات رثة منخورة لأن هناك هجرة كبيرة للاجانب اليها وتغييرا ديموغرافيا هائلا في كثير من مدنها .. وهناك خطة غربية لتغيير التركيبة السكانية وصلت الى حد فرض التطبيع على الخليج لادخال اسرائيليين وتمليكهم في الخليج .. والقادم أعظم لان هناك من يطالب بخيبر ومكة كجزء من أرث يهودي قديم .. والمدن الناهضة الخليجية هي مملوكة للشركات الكبرى الغربية التي تدير هذه المدن كما يدير صاحب متجر متجره ويسمح لمن يريد ان يشتري ويبيع لمن يريد ..
أنا لاألوم هؤلاء .. فهناك اناس لايرون الا سطح الماء ولايعرف فن الغوص ولا يعرف حتى كيف يغطس راسه قليلا لينظر تحت سطح الماء .. فموهبة الرؤية عبر الزمن لاتتاح للجميع .. والرؤية في الضباب لاتتاح للجميع .. والرؤية في الظلام لايملكها الجميع .. ولكن هناك ايضا أشخاص لايرون حتى في الجو الصحو .. وفي جو بلاغيوم ولا رياح ولاضوضاء .. وهذا أمر لاأقدر على المساعدة فيه لأنه يحتاج كهرباء داخل عقله ومهما ادخلنا كلمات فانها ستضيع في الظلام .. وهؤلاء هم من يكونون زبائن جيدين للاعلام الغربي المنتشر الذي يحقنهم بكل شيء من انواع المعرفة حسب مايريد الاعلام الغربي ..


وهؤلاء هم مشكلتنا لانهم احيانا نخب تكتب وتقرأ وتنظّر وتقود وتصنع رأيا عاما .. وأحيانا هؤلاء المتأثرون بالدعاية الغربية هم من العامة وغوغاء التي تنفجر وتهيج وتدمر وتخرب .. فالربيع العربي رغم انه تصنيع غربي الا ان من أداره مثقفون عرب ومسلمون ومن نفذه غوغاء عرب ومسلمون .. فكيف نوصل هذه الأنواع العمياء والصماء الى الحقيقة فانه عملية جليلة ومعقدة وربما تحتاج أنبياء .. بل حتى الانبياء لم يقدروا احيانا ان يخترقوا رؤوس هؤلاء وهي مقفلة كالصخور ..


ولكن وجدت هذا الفيديو للكويتي عبد الله النفيسي الذي يقر ويعترف وبشكل غير مباشر ان ماأقوله منذ سنوات صحيح وان تعبير الخليج المحتل ليس اختراعا وتلفيقا .. بل حقيقة .. وهو سماه دولا منقوصة السيادة .. ولكن قصته مع السياسي البريطاني دليل على انها ليست حتى دولا .. وهي محطات بنزين .. وكلهم يعني كلهم .. ولايستثنى أحد .. من الكويت الى عمان مرورا بالامارات وقطر والسعودية ..
وبالرغم من أنني لاأعتد بآراء النفيسي لأنه يتناقض مع نفسه كثيرا ولايبدو ان الانسجام هو مايميز عقله .. فهو يرفض عملية السلام ويرفض التطبيع ويعادي الغرب تحت مظلة الشعارات الاسلامية الطنانة .. ولكنه في نفس الوقت يعادي ايران وسورية ومحور المقاومة .. وله نظرة طائفية لتركيبة المحور تمنعه من ان يلتقي معه ضد التطبيع والعدوانية الغربية ..


انه أحيانا يصيب عندما يعترف بالحقائق .. ويفشل عندما يريد ان يقدم تحليلا وهو يعتمد على المتناقضات .. فمن يرفض اسرائيل والتطبيع يعني ان عليه ان يوجد اشياء مشتركة مع من يرفض التطبيع ويرفض اسرائيل لاان يبحث عن تناقضات معه ويخوض صراعا معه لأن المنطق يقول انه عندما تكون هناك تناقضات ثانوية ورئيسية فان الانسان يجب ان يختار المواجهة اولا مع التناقضات الرئيسية ويهمل الثانوية الى حين انتهائه من التناقض الرئيسي له .. ودون ذلك فانه يصبح يشترك مع اسرائيل في عدائه لمن يقاوم ويرفض التطبيع .. وهذا غريب جدا ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s