الاحتلال الاميريكي للاسلام ..عضة دراكيولا .. عندما تتحول الضحايا الى دراكيولا

كما تطورت نظريات الحروب وحلت حروب الجيل الرابع الفتاكة محل الحروب التقليدية فان الاحتلال تغير ولم يعد نموذجه هو ذلك الاحتلال بالبنادق والدبابات .. فهذا النوع القديم انقرض ولاتزال اسرائيل هي آخر نماذج الاحتلال التقليدي الغبي .. مثل مخلوق قديم من العصر الحجري في معرض الحيوانات اللاحمة .. وحتى الاحتلال الاوروبي للخليج العربي صار نوعا ما شكلا قديما ..أي ان يوضع حثالة من العائلات التي لاأصول لها وكانت منبوذة ومكروهة وتمارس قطع الطرقات .. توضع في هرم الحكم لتكون مثل القناع على وجه الاستعمار .. حيث يكون السفير الاوروبي هو الذي يدير البلاد ويرسم المراسيم ويقرر السياسة الاقتصادية والتعليمية .. وكل شيء .. حتى زيجات الامير والملك من اختصاص السفارات ..


ولكن هناك مجتمعات عربية أكثر نضجا وكرامة وثقافة لم يتمكن الاستعمار من احتلال أرضها واخضاعها طويلا .. مثل سورية والعراق والجزائر ومصر .. فليس في المجتمع السعودي ضباط أحرار او بعثيون او شيوعيون .. لون واحد فقط من المجتمع هو الذي يمكن ان ينضج .. وذلك بسبب ضعف الثقافة والاحتكاك الحضاري في تلك المنطقة العربية الصحراوية .. فلايمكنك ان تسمع بحركة قومية اماراتية او اشتراكيين كويتيين او مناضلين اممين عمانيين .. ويستحيل طبعا ان تتخيل وجود شيء مثل حركة التحرر القطرية .. او النظرية الاشتراكية القطرية ..
ولكنك في سورية ومصر والعراق فانك ترى مجتمعات تغلي وتمور بالثورات والنظريات والتفاعلات .. ويكون هذا الصراع النظري بين مكونات الثقافة سببا في ظهور نزعات فكرية تؤثر في مسار الاحداث في العالم .. فمصر قدمت نموذج الناصرية الطموح وسورية والعراق قدما احزابا شيوعية وقومية واشتراكية .. ونهضة في كل المجالات .. وهذا النهوض أثر في شمال افريقيا ايضا فظهرت ظلالها في ثورة القذافي والثوار الجزائريين العروبيين ..
امام هذا الوضع الصعب كان من الضروري ان يتم اكتشاف نظرية ثالثة في الاستعمار والاحتلال .. ولم نعرف هذه النظرية الى أن جاء الربيع العربي .. وعرفنا ان هذه النظرية هي احتلال الدين .. فالاسلام دين تم احتلاله تماما وقد تم الاستيلاء عليه نهائيا .. بشقه السني وبعض من شقه الشيعي ..


من السهل جدا ان يكتشف الغربيون هذه النظرية من تجربة الاحتلال التركي القديم العصملي لبلادنا .. فذلك الحكم القاسي الرهيب ظل طويلا في بلادنا بسبب انه استولى على ديننا .. فبحجة ان من يحكمنا مسلم فانه سمح له ان يفعل بنا مايشاء .. فهو قتل ابناءنا وارهبهم وملأ مدننا وقرانا بالخوازيق باسم الاسلام وعقوبات الاسلام .. وهو ساقنا للقتال في البلقان وحروب تركيا باسم الدفاع عن الدين .. وارتكب المجازر بحق كل ابنائنا الممتعضين منه بحجة انه يحارب البدع والشرك ويحمي الدين من أصحابه الحقيقيين .. أي ان ماحدث في الحقيقة هو احتلال تركي للدين الاسلامي .. وهذا الامر هو ماسمح لهذا الاحتلال ان يستمر 400 سنة دون توقف .. لم ينتج خلالها اي حضارة انسانية او عمرانية .. ولم تعرف المنطقة أديبا او عالما او كتابا او علما او فيلسوفا .. تخيلوا خلال 400 سنة المنطقة مقفرة من اي شيء ولم تعرف فيلسوفا واحدا .. على عكس الانجاز العقلي والحضاري للعرب قبلهم فهم في اسبانيا تفاعلوا مع الحضارة الاوروبية وانتجوا عصر الاندلس الذي اجتاح اوروبة ثقافيا وفكريا وفلسفيا .. وظهرت مدارس الفلسفة التي لانهاية لها قبل العصر العثماني .. لأن الثقافة العربية التي كانت في السلطة كانت تتفاعل مع مكونات المنطقة وتثريها وتأخذ منها .. على عكس الطفيلي التركي الراعي القادم من أواسط آسيا .. فوجد امامه حضارة ابتلعها وأكلها .. وعندما انتهى منها ولم يبق منها الا العظم فانه جاع وضعف بعد ان اكل كل مافي جسدها لمدة 400 سنة ..وقد تمت اعادة تدوير الفكرة في الحرب العالمية الاولى التي اتت فيها بريطانيا بمئات آلاف المسلمين الهنود وأعطتهم فتوى من الحجاز بالقتال الى جانب جيشها في الحرب .. الامر احتاج فتوى طلبتها بريطانيا وصنعتها فورا عائلة الشريف حسين ..
منذ ان رحل الاستعمار ولدينا تلك المشكلة مع ديننا .. نحبه ونخاف منه .. ونخاف عليه .. نخاف منه لأنه تحت رايته تم احتلالنا من قبل الاغراب الاتراك 400 سنة .. ثم اعدنا تسليم الاسلام ليكون في خدمة بريطانيا .. فحكمنا الغرباء الاتراك باسم الاسلام الذي في قلبنا ودمنا وثقافتنا حتى تغير الاسلام وصار نسخة للقومية العثمانية يخدمها ويغسل ارجلها ويقلم أظافرها .. وينظف حماماتها الدموية .. ثم حكمنا البريطانيون عبر سلالة من العائلات المسلمة في الحجاز .. منها الأسرة السعودية والاسرة الهاشمية .. وكلاهما أحذية بريطانية ترتديها كلما أرادت ان تتوغل في أرضنا وتدوس على جثثنا ..


لم تعد كل العناوين للعلاقة مع الاسلام يمكن ان تشخص مانحن فيه .. فالأمر لم يعد كما وصف الكاتب الليبي الصادق النيهوم (الاسلام ضد الاسلام) .. أو ان (الاسلام في الأسر) او (الاسلام في السجن) اي اسر وسجن بعض المسلمين له وسجنه في دور الفتوى ومكاتب وعاظ السلاطين .. او انه مخطوف من قبل بعض المسلمين .. بل ان الحقيقة التي لا مراء فيها هي ان الاسلام تعرض لعملية اجتياح غربي واحتلال حقيقي .. فالاسلام نفسه دين محتل وخاضع لاحتلال بغيض مثل الارض العربية في فلسطين .. ولم تعد المشكلة في ان الاسلام رجعي وانه يرفض التطور وانه تم تحريفه في عمليات تراثية معقدة وقديمة .. لان المشكلة عندها ستكون سهلة الحل .. فالامة تقوم بعملية تطور وتحديث تلقائي مثل كل الامم .. ولكن عملية التحديث مستعصية جدا لان ماحدث هو ان الاسلام محتل من قبل قوى غير مسلمة .. وهو السلاح الذي صار يقتل الغرب به المسلمين .. اننا كمن يعيش فيلم رعب حيث ان مصاصي الدماء يقتلون البشر ودراكولا يعض الضحايا .. ولكن الضحايا المسلمين ينهضون من القبور ويقتلون من بقي حيا .. انها عضة دراكيولا في عنق الاسلام .. الاسلام الذي يقتل الاسلام ..


تخيلوا ان مايفجع هو ان الضحايا الفسلطينيين الذين يتحركون وفق عقلية دينية اسلامية محتلة هم الذين كانوا ضحايا بالامس .. نهضوا من قبورهم وصاروا مثل الدراكيولات تأكل من بقي حيا في الشرق .. فبالرغم من ان فلسطين تتوجع وتنهش بالاحتلال الاسرائيلي الا ان الحركات الاسلامية الفلسطينية في قلب فلسطين تم احتلالها بالموساد والامريكان ووجدنا انها تجمع تبرعات فلسطينية للمسلحين في الشمال السوري بحجة انها تدعم النازحين السوريين في المخيمات .. ولكن هذه الاموال توزع على المهاجرين الارهابيين وعائلاتهم من شيشان وتركمان واوزبك وايغور من اجل توطينهم هناك ودفع المجتمع السوري المحلي للانقراض .. وهو ماتعمل عليه تركيا التي تريد تغييرا ديموغرافيا للتخلص من الاغلبية السورية العربية وانشاء حزام من الغرباء هناك .. والغريب ان هذه التبرعات تجمع بملايين الدولارات وفق عملية بكائية ونواح واستدرار الدموع والعطف بحيث يتبرع الناس بطيب خاطر دون ان يعرفوا انهم يوجهون اموالهم لغرباء وقتلة وارهابيين وان من في الصور والخيام لايصلهم اي شيء .. بل ان فقراء غزة في احوال اس,ا والذين فقدوا بيوتهم في ضربات اسرائيل لايحصون .. ولكن الاسلام محتل وهو يتصرف كدين يهودي صهيوني ..
حيثما يممت وجهك شطر المجازر والمذابح والفوضى والخيانة .. وجدت ان الاسلاميين هناك حتى في قلب فلسطين .. واذا كان الاسلاميون هناك يعني ان الاسلام ايضا كان هناك ..


لم يعد يكفي ان أقول ان الاسلام مخطوف .. وان العرب مخطوفون .. بل ان الاسلام كله كدين صار محتلا وعلينا تحريره مع تحرير الارض .. لان كل جهدنا لمواجهة الغرب يتآكل ويضيع .. فلم نعد نستطيع ان نتكئ على مقولة ان امتنا وشعوبنا تنجب .. وأن الاجيال تتوارث النهج وتسلو الرايات .. وولم يعد يكفي ان نقول ان ارحامنا تلد كل يوم أجيالا .. فكل مانفعله هو ان امتنا تلد مقاتلين للغرب وجنودا لاميريكا .. وكما ان كل اموال الحج في السعودية يجمعها الاميريكيون كل فترة في حملة جباية وضرائب تأتي على شكل عقود وأسلحة .. فان جزءا من أبنائنا ليس لنا .. شئنا أم أبينا .. فكثير من أولاد المسلمين تأخذهم اميريكا وبريطانيا والغرب عموما اما للعمل وسرقة ماظننا انهم مدخراتنا للمستقبل التي انفقنا عليها .. واما للجهاد في العالم نيابة عن اميريكا .. وتكون الامهات مثل مزارع الابقار .. كلها يرعاها المالك كي تلد .. ثم يأخذ أولادها .. كل النفط العربي ليس لنا فيه قطرة .. كله يبا وتوضع الغلة كلها في بنوك اميريكا .. فتبيعنا بها منتجاتها رغما عنا ..


هل من السلامة بعد اليوم ان تلد الأمهات طالما اننا في مزارع عربية ترعاها اميريكا؟؟ اولادنا يهاجرون الى اميريكا .. وبناتنا يهاجرن الى اميريكا .. كلهم شباب ربتهم سورية وتعبت عليهم وأنفقت وبذلت كل مافي خزائن مونتها .. وكما يرحل الاولاد من بيت امهم وابيهم .. يرحل اولادنا غرباء .. تأخذهم اميريكا جاهزين معلبين متعلمين طيبين بلا جرائم ولا جنون ..
كيفما ولدنا سنذهب الى خدمة اميريكا .. اما مقاتلين جهاديين واما عمالا .. وكل مافي أرحام نساء العرب من مولودين قادمين فانهم مثل براميل نفطهم .. مسجلون باسم اميريكا سلفا .. ولكل واحد منهم مهمته في خدمة اميريكا واوروبة ..

استمعوا الى هذا الفيديو الرهيب لأحد أحرار فلسطين وهو يحذر من دراكيولا الموساد الذي يعض المجتمع الفلسطيني

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to الاحتلال الاميريكي للاسلام ..عضة دراكيولا .. عندما تتحول الضحايا الى دراكيولا

  1. MA كتب:

    يقول كارل يونغ: “لا يستنير المرء بتخيل أشكال النور، بل بإدراكه لظلامه”
    شكرا لكم سيد نارام سرجون على هذا المقال المؤثر والحي والجريء.. وكم كنت أتمنى لو نشر منذ أكثر من عشرة أعوام.. رغم أننا بحاجته من مئات الأعوام ونحتاج إلى تصحيح حقيقي يكون فكري وهو الأهم والأجدى والأجدر..
    في نهاية المقال -وهو حقيقة كاملة للأسف- ورد بما معناه أن أمريكا مسيطرة.. وعن استقطابها أولادنا وسرقتهم من حضن أمهاتهم وأوطانهم.. والسؤال لماذا بلادي لا تحمي أولادها وتحافظ عليهم؟ ولماذا يبدو وكأنها تيسر الأمر كثيراً؟!!! ولماذا في هذه الأوقات المفصلية التاريخية نتمهل حتى على دعوة واحدة لوقفة عز عظيمة في تاريخ سورية، لا بل بدلاً من ذلك يبدو أن العمل جار على سلب إرادة الناس بتحرير أرضها وسلب كل امكانياتهم بعامل الوقت وافقارهم والهائهم بلقمة العيش ومسخرة الدعم والطاقة البديلة وما إلى ذلك وأيضاً للأسف بأيادٍ تتستر بيننا وهي إسلامية و(وطنية).. في وقت كمثل هذه اللحظات العظيمة في تاريخ بلادي الحبيبة التي تتطلب أقل شيء السماح بالتوجه إلى عملية تحرير لِمَ تبقى مع الغرباء وحتى لو كانت ا نتح ارية..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s