عالم يستحق الشر .. الراعي الكذاب الامريكي .. وعصا بوتين


منذ ان كنا صغارا ونحن نلقن قصة الراعي الكذاب ويسألنا الاساتذة ونجيب .. ونسالهم ويجيبون باسهاب عن ان من يكذب فانه لن يجد من يصدقه وسيترك وحيدا وجها لوجه مع الذئب ..
ولكن مابال هذا العالم الذي يهوى الكذب .. ويهوي من يكذب عليه .. ولكنه كلما ناداه الراعي الكذاب هرول بسلاحه لقتل الذئب للمرة المئة .. ومنذ مئة سنة استدعي العالم كله الى حفلات قتل وتدمير لقتل الذئب .. ولكن هذا الذئب لم يمت .. أو أن الذئاب تتناسل كثيرا .. فالراعي الكذاب بقي راعيا كذابا .. والعالم الغبي الاوروبي بقي عالما غبيا ..


الحقيقة انني بعد كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية ظننت ان العالم قد استحيا وقد خجل من غبائه وأحس بالندم انه لم يتبين الكلام الذي كان ينقل اليه .. ولم يعتذر احد في العالم عما بدر منه انه كان غبيا وساذجا وحمارا .. شعوب بكاملها كانت فيها عقول الحمير .. صدقت راعي البقر الامريكي .. وهرولت معه وقتلت الشعب العراقي .. ولم تجد شعرة واحدة من فروة الذئب الذي قيل انه كان يمكن ان يشم العالم رائحته الكيماوية عبر المحيطات .. وأنه يمكن ان ترى أنيابه النووية من على سطح القمر .. وعاد العالم كله من دون ان يرى الذئب .. وصارت يد العالم كله ملطخة بدماء العراقيين .. ليس فقط الاميريكيين هم من تورط في القتل .. بل كل من صدق الحكاية .. وكل من سار مع الحكاية .. وكل من عرف الحقيقة واكتشف الخدعة ولم يبادر لضرب الراعي بمنجل في صدره على مافعل به من استغفال واستحمار .. بل كل من لم يبادر بالاعتذار ودفع دية الشعب العراقي فانه آثم حقير .. وضميره ضمير ذئب .. او ضمير ضب ..


كنت أظن ان راعي البقر الكذاب قد خسر سمعته ومصداقيته الى الابد .. وانه لن يجرؤ على تكرار الكذبة لأنه لن يمشي معه أحد .. ولكن ماهي الا بضعة سنوات حتى عاد صوت راعي البقر يصرخ بأن الذئب في سورية .. وهو يفتك بالسوريين وانه يشم رائحته الكيماوية وهي تتبخر في دوما وحمص .. وانه يشم رائحة شواء الاطفال .. ولم يكلف هذا العالم الحقير نفسه ان يسأل ان كان حريا به ان يصدق هذا الكذاب الاشر .. والمنافق الذي يعيش على الكذب والتزوير والتلفيق .. ولم يفكر هذا العالم التافه ان يقول للأميريكيين ان الكذاب في العراق لن يكون صادقا في سورية .. وطبعا سار العالم بحوافره خلف الراعي .. ورفع أذنيه كما كل حمار واستمع باصغاء وتأثر لنداء راعي البقر الكذاب .. واشترك في المذبحة السورية ولم يقصر .. وبعد ان أدرك العالم انه كان يساعد الذئب على القتل لم يعتذر هذا العالم .. ولم يكلف نفسه عناء ان يعاتب الراعي الكذاب .. ولاأن يعاقبه .. ولاأن يشده من اذنيه .. بل اكتفى بهز راسه لأنه كان غبيا كما في كل مرة .. وحمارا كما في كل مرة .. وتابع سيره وكان شيئا لم يكن..


اليوم هذا العالم الاوروبي الحمار يستدعيه الراعي الكذاب ويجره من أذنيه نحو كذبة الغزو الروسي لاوكرانيا .. رغم ان روسيا تدافع عن نفسسها لأن الذئب يريد ان يدخل بيتها .. شيء لايصدق كيف ان العالم الاوروبي أعاد الكرة واعاد نفس الخطيئة وأكل التفاحة الاميريكة العفنة .. ومسح ذاكرته ومسح كل ماتعلمه .. وكأنه كومبيوتر تم مسح ذاكرته بكبسة زر..


كنا نعيب على العرب والمسلمين ان شيوخ الفتاوى يتغوطون في دماغ المؤمنين .. الذين يتحولون الى أشرار ومجانين .. ولكن بعدما رأيت هذا االاستسلام لتصديق الأخبار الامريكية والبيانات الغربية علمت ان الخطأ ليس في عقل المسلم وليس في غائط الشيخ .. بل ان الاوروبي الذي يظن ان أرقى وأنضج وأكثر ذكاء وتعلما وفهلوية فانه ذو عقل مسطح وسطحي .. وقليل الذكاء .. طالما انه لم يتعلم من قصة للأطفال ان من يكذب في العراق كذب في سورية .. وأن من كذب في سورية يكذب في اوكرانيا ..
لم تعد ذريعة ان الدعاية الغربية قوية ومتمكنة وهي رهيبة وذات سطوة وامكانيات وعقول وأموال .. وان قدرة الدعاية على الاقناع رهيبة بل ان الحقيقة هي ان العقل الغربي لايحتاج كبير عناء لأخذه الى أي حرب لأنه ببساطة لايفكر .. ولو كان يفكر لاعتبر .. ولو اعتبر من اعادة التجربة فانه كان لن يقبل ابدا أن يتعامل مع اي خبر اعلامي في حرب الا على انه صناعة ودعاية لاصلة لها بالحقيقية ..


العقل الغربي الذي كنا نقول انه راي عام .. وأنه يفكر بحرية .. وأنه تعلم فن الكلمة الحرة والعقل الحر .. تبين انه عقل مسكين وهو يثير الشفقة .. فاميريكا تأخذه الى حرب مع روسيا .. ستكلفه استقراره .. وسترفع من كلفة الحياة والوقود .. ومع هذا لم يفكر ان يتمرد او ان يعترض او أن يضغط كي تقال له الحقائق .. انه يعرف انه لايتم اعطاؤه الحقيقة.. وكل اوروبي يتعلم في المدرسة ان الدعاية وسيلة من وسائل الحرب لإخفاء الحقيقة .. ولكنه بليد كسول لايريد ان يبحث عنها او يصنعها ..
ماالذي يريده العقل الاوروبي اكثر منذ ذلك كي يستيقظ؟ نفس اللاعبين والاعلاميين والكذابين والمحطات الاعلامية .. هي نفسها التي كذبت في العراق .. وفي سورية .. والان في روسيا .. يعني كما يقول اينشتاين بأن من الحماقة ان تعيد نفس التجربة بنفس الظروف والمواد وتتوقع ان تعطيك نتائج مختلفة .. لايعمل كذلك الا العقل الاحمق ..


ولم يكذب مظفر النواب عندما خاطب العقل العربي وقال: أنبئك عليا .. أنك لو عدت اليوم لحاربك الداعون اليك وسموك شيوعيا..
وانا على يقين من أن العالم نفسه لو أعيد الزمن الى الوراء وقدمت له حكاية أسلحة الدمار الشامل العراقية بنفس شخصياتها وجلسات مجلس الامن .. فانه كان سيعيد تصديق الكذبة .. لأنه عقل تحول الى عقل لاينتج الا مالا وثروة ومهووسا بالعلوم .. ولكنه يبتعد كثيرا وكل يوم عن علم الأخلاق والفطرة .. وعلم الاخلاق يقتضي ان يعاقب الكذاب بأن يقاطع ويحاصر .. ويضرب بالحجارة .. وأن يعتذر من المظلوم وينصف ..

وطالما انه عالم بلا أخلاق .. فلن تنفع معه سوى دبابات فلاديمير بوتين .. وصواريخه النووية .. واذا كان العالم الاوروبي يظن ان بوتين سيسلم مفاتيح موسكو من أجل معاملات سويفت والمشاركة في الرياضات السخيفة فانه اسخف من ان يتعلم .. كما ظن قبل ذلك أن الاسد سيسلم مفاتيح دمشق لأي هاو للحروب والتوسع مثل اردوغان ونتنياهو .. وأنه من اجل ان تقام له حفلة استقبال في البيت الابيض فان سيوقع على سلام مع اسرائيل ..


في عالم اليوم .. ومنذ معركة سورية .. تنهض الأخلاق كلها في وجه الغباء والبغاء .. والحقد والشر .. ولن تعود دبابات بوتين الا وقد كسرت عصا الراعي .. على رأسه .. وكل من يظن عكس ذلك فان هراوة بوتين وحلفائه بانتظاره ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to عالم يستحق الشر .. الراعي الكذاب الامريكي .. وعصا بوتين

  1. غ ر كتب:

    شكرا لكم الاستاذ نارام سرجون

    20220301

    التجويع الأخلاقي أساس مشاكل العالم وأمريكا لا يمكن أن تتوقف عن الكذب. ترامب يشتم ويكذب ثم يقتل وبيدون يبتسم ويكذب ثم يقتل وجورج واشنطن(أب امريكا) استعبد، اغتصب، كذب وقتل. سرطان الارض وسرطان الشرق الاوسط مستمرين في إدمانهم.

    تتحكم الصهيونية في عقاراتنا العقلية ولا نتعلم.
    نحن لا نتكلم عن الشعب العربي فقط بل على كل الشعوب، لا اذكر من اين، اقل من 2.4 % يدركون ما يحصل ويعرفون الجريمة، 86 % لا يعرفون شيا على الإطلاق و 11.6 % يعرفن جذا من حقيقة الاجرام.
    الشعب الامريكي مشغول ومخدر جدا. اذكر من عقود انقلبت إيران من عدو الى صديق في اقل من 24 ساعة لان التلفزيون قد امر بذالك.

    قليل من الناس تستعمل عقلها والكسل العقلي وغيره يعم. من صعب جدأ جدأ الاعتراف عن الواقع عندما لا نرتشد بالاخلاق.

    هذا ما تسمعه وتراه في الأخبار الغربية الحالية. بعيد كل البعد عن الحقيقة.

    منقول – من قمر الاباما * :
    1- نحن لا نريد الحرب.
    2- الطرف المقابل وحده مذنب بالحرب.
    3- العدو هو الشر بطبيعته ويشبه الشيطان.
    4- نحن ندافع عن قضية نبيلة، وليس عن مصالحنا الخاصة.
    5- العدو يرتكب الفظائع عمدا. حوادثنا غير طوعية
    6- العدو يستخدم الأسلحة المحرمة.
    7- نحن نعاني من خسائر صغيرة، خسائر العدو هائلة.
    8- الفنانون والمثقفون المعترف بهم يدعمون قضيتنا.
    9- قضيتنا مقدسة.
    10- كل من يشك في دعايتنا خونة

    * https://www.moonofalabama.org/2022/02/disarming-ukraine-day-5-economic-war-on-russia-day-1.html#comments

    شكرا لكم على جميع المقالات.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s