آراء الكتاب: قمح دمشق ورصاص موسكو – بقلم: يامن أحمد

بعض الظروف الوحشية تجعل الكلمة وكأنها الرصاصة الأخيرة في سلاح مقاوم محاصر فإن أطلقها في أي اتجاه فسوف لن ينجو وسيكون مصيره الأسر أو الشهادة ولهذا فلتطلق نحو الهدف المعادي أيا كانت النتيجة فإن المصير لن تقدسه سوى عظمة المواقف وفي هذه الحرب لست مع رجل الدين إن لم تكن كلمته أبعد من حدود الطائفة ولست مع القلم إن لم يبرع حبره في التسلل عبر المزاج ولست مع المثقف إن كان يواجه الأهوال باليأس و لست مع الكلمة إن لم تخفق أجنحة الفكر في أفلاكها وتحيط بالحدث من الجهات كافة ولست مع السلاح إن لم يكن أعظم من النزاع أنا مع ترجمة الآلام إلى سماوات لا إلى وديان من نار تلقى فيها معتقدات شعب يريد الحياة .

لقد أنجبت الحرب الروسية الاوكرانية مدى آخر نستطيع من خلاله رؤية الحقائق التي كانت قد اغلقت رؤيتها سابقا سطوة التحليلات التي لايمكنها تفسير الوجود الروسي في سوريا إلا كما تشاهده نظرة اعداء سوريا حيث راح البعض يصر على أن الروسي يسرق سوريا ويحيطك علما أن الروسي( استولى) على معمل اليوريا وكأن هذا المتحدث يتحدث عن أردوغان الذي سرق آلاف المعامل في حلب وكأن روسيا قد جاءت من أجل هذا المعمل وإنها لولاه لايمكن لها أن تبحر غواصاتها النووية في المحيطات أو أن الروسي تمركز في المرافئ البحرية السورية لجني المال وليس تحصينا لأمن وجوده القومي وأنه جاء كما جاء الأمريكي لصا ومجرما ليضع يده على خيرات سوريا ولينافس لصوص الثورة الدموية وأخوتهم الفاسدين المتخفين خلف رداء الوطنية في بعض مرافق الدولة وصار الأمر احتلالا روسيا لسوريا وانتهى كل شيء هكذا تتحدث الأقلام التي تظن أن سوريا تقف في وجه الحرب مجانا وبعون روسي مجاني بلا أي مقابل وكأن روسيا جمعية خيرية عسكرية لدعم الأمم ولهذا وفي أجواء حرب لايوجد فيها طقس اقتصادي طبيعي لاتتوافر فيه العملة المتداولة عالميا وجب ايجاد البديل ومن غاب عنه أن سوريا سوف تعود من دون اعادة بناء الجيش العربي السوري بعد أن استنزف في كل شيء فهو حقيقة لايدرك أنه لاعودة لبناء سوريا من دون بناء الجيش وإذا كان الإنسان يحيا بالقمح والماء فإن من يجلب القمح والماء هو الرصاص والصواريخ والسلاح الأكثر تطورا وفعالية وليس أمرا آخر . إن التحليلات المنفعلة لايدري البعض أنه ومن خلالها يشاطر الناطق باسم مستعمرة العملاء كفيصل القاسم في رؤيته إذ أن فيصل هذا وأمثاله يشاهدون الروسي محتلا وأن كل شيء بحكم المنتهي إلا أن الحرب الاوكرانية الروسية أثبتت أن ظهور الغرب على حقيقته لم يكن الأمر الوحيد الذي ظهر بل رافقته مراسم دفن لسقوط تخيلات القراءات ((الاستخباراتية)) التي لايعلم أحدنا كيف أنه إطلع عليها وهل هو اجتمع مع قادة الاستخبارات السورية الروسية وانتفض فرفض ماجرى وراح يكتب على الفيسبوك ماشهده ؟؟!! وقبل أن أبدأ التوغل في قلب الحقيقة سوف أرصد لكم حالة ((معارض وطني)) كيف له أن يكون قارئا وذي رؤية …..منذ مدة ليست ببعيدة ظهر أحدهم وهو يسخر من آيات قرأنية..لقد سخر من كتاب مليار مسلم وبينما كنا نحن نحارب التطرف الديني بالحجج القرآنية تفاجأت بالمدعو( ب.ب) وهو يعود بنا إلى حالة احتراب مقززة خدمت يهود الداخل والخارج من المتأسلمين وراحوا يقدمونه على أنه يمثل طائفة وهو في الحقيقة ملحد ولايمثل أي طائفة في سوريا إن ما أريد قوله لكم هو أنه كيف لمن لا يتسع فكره لكي يشاهد أذية مليار مسلم في أعظم مقدساتهم السماوية أن يرى قدس قضيتي وكيف سيدافع عنها وهو لايستطيع أن يحارب الآخر إلا بالجهل ؟! وكيف له أن يحارب الفساد بدقة وشفافية وهو لم يحط بما فعله من رعونة غير عادية اذ لم يحترم قداسة ما أؤمن به فقد هاجم كتاب الله وليس كلام البشر وعبر هذا التعاطي الفكري القبيح حرض على قتال السوريين أكثر ممافعل الإعلام الطائفي؟! من هنا أقول لكم لايمكن أن نصدق كل من يصرخ لأن معظم الصرخات لاتدل على ألم واقع بل عن جهل في أسباب آلام الواقع..

من يريد أن يجذبنا في كل يوم إلى مواجهة خبيثة أو سطحية مع الرئيس الأسد فهو يعيدنا إلى المجهول الذي أعادنا منه ثبات صبره وقوة عقله هناك من يلمح في كتاباته أن ثمة سيدة تمسك الإقتصاد السوري وأنا أجيب بسؤال : هل تلك السيدة هي التي تدير صفقات تطوير إمكانيات الجيش العربي السوري هل تديرها تلك السيدة ؟! وهل هي من يمول تسليح المقاومة ومئات المشاريع الكبرى فإن كانت تلك السيدة هي حقا من تدير تمويل صفقات السلاح وتطوير الجيش وتحديثه وإعادة آلاف مؤلفة من هكتارات إلى الانتاج الزراعي والحيواني فمباركة تلك السيدة أما أن تقول لي أن هناك من يدير كافة الأعمال الإنسانية فهو حقيقة . إن الرئيس الذي لم يقم حسابا لأي قوة قطبية في العالم فإنه من المعيب لدماغ إنسان طبيعي أن يشك في فكره وثباته هذا الرئيس لم ينحن أمام أحد لأن الكرامة لاتر أحجام القوة بل هي ترى أن شرفها أعظم من أي عدوان وتلك من مسلمات النفس الشريفة من سلم صواريخ الكورنيت إلى المقاومة ولم يخش فجور الأمريكان لن يصغي لأحد فإن شاهدتم ضعف سوريا في أنفسكم فهو ليس من القائد الأسد بل ممن سب وشتم وحارب قوة سوريا المتمثلة بفكر ومواقف الرئيس الأسد .إنك عندما تقوم بإرسال سلاح لاتستطيع روسيا نفسها إرساله إلى مقاوم ولا كل العرب فأنت تقوم ليس بمقارعة الأعداء الكبار فقط بل وتثبت هوية شخصك أمام الحليف قبل العدو و أنك أنت وحدك لاشريك لك في تقرير مصيرك لقد واجه الأسد وحيدا جحافل جيوش التحالف الأمريكي التي كانت تنهش لحوم العراقيين سنة وشيعة وتحرق وتدمر كل جزء من العراق عندما طرد كولن باول .نحن اليوم ندفع ثمن شرف الموقف الذي لن يعرفه من ليس له شرف..

مازالت الصواريخ السورية تنسخ وتصنع وتتطور ومازالت تل أبيب تطارد أي أثر لعالم صواريخ سوري وهذه الأمر يشي لكل عاقل بحقيقة واحدة تقول إن سوريا مازالت هي من قبل ومن بعد وهذا هو الأسد يرفض أي تنازل عن المسير المقاوم ثم يجيء أحدهم ليحدثنا عن سلب خيرات سوريا وهو لايعلم أن أعظم خيرات سوريا هو شرف سوريا وقائدها ومن معه وأن العالم كله لم يستطع أن يسلب منهم جميعا قرار السيادة ..الهزيمة والعار كل العار في أن تنحني وتبيع كرامتك لمن يريد اخضاعك . عندما تستولي الدول على معامل الدواء ومعامل صناعاتك العسكرية ووجهة صواريخك عندها عليك أن تنتفض وعندما تكون مراكز بحوثك العلمية في مرمى صواريخ العدو الصهيوني اعلم أنك لا تتبع سوى نفسك والمريب أن البعض لايريد أن يشاهد هذه الحقائق السورية الوجودية كما تناسى البعض تقارير الاستخبارات الأمريكية عن أن السبب الجوهري في الحرب التي قامت ضد الأسد لأن امير قطر وأردوغان لم ينجحا في تغيير نهج الأسد لاستقطابه خارج الحلف المقاوم..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s